الخميس، 28 فبراير 2008

حوار مع د.محمد عبد الخالق حول ذكر محمد في الكتاب المقدس

حوار جرى بيني و بين الدكتور محمد عبد الخالق صاحب مواضيع ذكر محمد في الكتاب المقدس المذكور في مواقع الإعجاز العلمي في الإسلام و موقع الإسلام العظيم :
سيدي العزيز مقالتك في موسوعة الإعجاز حول التبشير برسالة النبي صلى الله عليه وسلم جميلة و قد قرأت نفس هذا الكلام في كتاب محمد في الكتاب المقدس لكاتبه عبد الأحد داوود الذي كان رجل دين مسيحي ثم أسلم و كتب مؤلفه هذا ولكن لي بعض التساؤلات أرجو ان تجيبني عليها:
أولا : سفر حبقوق هذا لا يعترف به كثير من الطوائف المسيحية و اليهودية ، و يعتبرونه منحولا و في الأسفار الأخرى للكتاب المقدس إشارات دائمة لظهور المسيح المنتظر ، و كلمة المسيح عندهم هو الممسوح بالزيت أو المنصب من قبل الله على الناس ، فيقولون في الكتاب المقدس إن الله مسح فلانا ملكا أي أمر بأن يكون ملكا ، وهو موجود كثيرا في الكتاب المقدس ، و كلمة المسيح كلمة عامة ، و لا تعني شخصا بعينه ، أي أنه كان من عادة كل نبي مزعوم أن يبشر بمسيح يراه بطريقته ، ولم يذكر أحد تفاصيل مخصوصة تنطبق فعلا على عيسى أو محمد إلا اذا فسرناها كما نريد ، و كلام حبقوق كلام عام ، قال به غيره بطريقة مختلفة على عادة التبشير بشخص مخلص ، كما في العديد من الأديان ، و الفرض بأن نبوءة حبقوق صحيحة فرض يفتقر الى دليل ، ففي الكتاب المقدس من المخازي الشيء الكثير ، حيث جاء في الأسفار الخمسة الأولى منه ما يتناقض كليا مع رسالة الإسلام عامة ، و هذه الأسفار الخمسة من المفترض أنها التوراة التي تحدث عنها القرآن بأنها كتاب الله لليهود ، و هي ليست إلا كتاب يذكر تاريخ اليهود ، و الواضح أن ليس فيها من الوحي شيء يشبه القرآن لا من قريب ولا من بعيد ، فاتهام يعقوب بالكذب ، و احتياله على أبيه ليباركه ، و اتهام لوط بزنا ابنتيه معه ، و الانجاب منه ، و صراع يعقوب مع الرب و عدم افلاته حتى يباركه الرب بالقوة ، كل هذه السخافات و غيرها من بناء الدين على أساس الكهانة ، وحصر الكهنة بسلالة هارون و أبناء لاوي ، و الاهتمام بعدد بني اسرائيل و قبائلهم ، و تخصيص سفر العدد لهذه الأشياء القبلية ، و غير ذلك مما يتناقض كليا مع أسلوب القرآن ، حيث لا نجد أي رابط بين الكتابين لا من قريب ولا من بعيد ، فالرب مختلف في الكتابين ، و التشريع مختلف ، و لا يوجد ذكر للجنة و النار في الكتاب المقدس ، ولا ليوم القيامة بعكس القرآن الذي يبالغ في وصفهما، كل هذا يجعلنا نعتقد أن الكتاب المقدس ليس فيه من الوحي شيء ، وهو لا يميز بين نبي كاذب و نبي صادق ، و يجعل للآلهة الأخرى الوثنية أنبياء بالمئات ، ويجعل لليهود كذلك أنبياء بالمئات في وقت واحد ، و بالتالي كيف نحتج بنبوءة لحبقوق من مثل كتاب كالكتاب المقدس يفتقر الى أدنى درجات المصداقية ؟ ، كيف نقبل بهذا لمجرد أنه يمكن إسقاط هذه النبوءة على محمد مع وجود الكثير من الخلل؟ ، فمن قبل ياقوت الحموي قال أن فاران هي جبال مكة؟ ، هل وجد هذا الاسم في أحد نصوص الشعر العربي القديم وهو كثير؟ ، لا ندري من أين أتى ياقوت الحموي بهذا الكلام ، و ياقوت متأخر و لم نسمعها من قبله من أحد؟ .
و من ناحية أخرى فالنبوءة فيها مبالغة كبيرة ، و تصوير شبه شعري و خيالي ، لتأثير هذا النبي المنتظر ، و فيها الكثير مما لا ينطبق على شخصية النبي محمد ، كقوله : بغضب خطرت في الأرض و بسخط دست الوثنيين ؟! ، فهل هذا ينطبق على رسالة محمد ؟ ، هل جاء بالغضب و السخط ؟ ، نعم التوراة تمجد الغضب و السخط ، و تستمتع بذكر المذابح الوحشية التي أمر بها أنبياؤها و ملوكها ، و لكن هذا بلا شك لا ينطبق على رسول الإسلام.
ثم كيف يجيء الله من اليمن و النبي من جبل مكة بحسب ترجمة النبوءة ؟ ، نعلم أنه لم يتم ذلك ، و لم يكن لليمن دور في رسالة الإسلام أفضل من غيرها ، بل إن وجود اليهود في اليمن ، وخروج عبد الله بن سبأ صاحب الفتنة الكبرى في الإسلام منها و الذي أضر الإسلام ولم ينفعه ، كل هذا ينبيء أن النبوءة تدخل في نطاق الفكر اليهودي البحت ، لتعلق النبوءة باليمن ووجود اليهود هناك ، ويدل عليه هذه المبالغة في وصف المنتظر المخلص ، وأنه قدامه ذهب الوباء ، و عند رجليه خرجت الحمى ، وأنه وقف و قاس الأرض فرجفت الامم ، وأن الرب ركب مراكبه ، وعرى قوسه و شق الأرض أنهارا ، وهي ربما إشارة للنبي ، و لكننا نعلم أن النبي لم يتم فتوح الأرض الإسلامية بنفسه ، بل مات و حدثت ردة في سائر الجزيرة العربية ما عدا مكة و المدينة و الطائف ، الى أن أعاد أبو بكر إلى الامور زمامها ، و توبعت الفتوحات ، و لم تصل الى الهند شرقا و إلى الاندلس غربا إلا بعد صراعات داخلية مريرة بين الصحابة كموقعة الجمل و صفين و الصراع الأموي على الحكم ، و المجازر التي ارتكبت على يد الحجاج و العباسيين و أمثالهم ، و لم تكن الفتوحات فقط من أجل نشر الاسلام ، و لدينا أدلة كثيرة على هذا ، وما أريده من هذا أن الامتداد الكبير للإسلام لم يكن عبر التاريخ نقيا صافيا ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى فإنه إلى الآن مازال الإسلام ضعيفا بالمسلمين ، وأكثر أهل الارض لا ينتمون اليه ، و المنتمون إليه لا يحترمونه ولا يتبعونه كما ينبغي ، و لم يكن تاريخ الإسلام نقيا بتعاليمه كما شاء له مؤسسه محمد إلا في ولاية أبي بكر وعمر و جزءا من ولاية عثمان ، و هي فترة لا تتعدى العشرين عاما بعد محمد ، فكيف تكون تلك المواصفات الخارقة في نبوءة حبقوق المزعومة منطبقة على نبي الإسلام بعد كل ما تقدم؟
أرجو التعليق للفائدة إن أمكن .
الرد للدكتور محمد عبد الخالق:
وجود نبوءات عن النبي في التوراة المحرفة لا ينفى الأدله ، فهل يعقل أن يكون من
ضمن تحريف اليهود أدلة تدل على محمد ؟! ، إذن إذا وجدت نبوءات قاطعة فإن ذلك مما لم
يتعرض للتحريف بالتأكيد ، كذلك التوراة التي كانت موجودة في عهد النبي كانت محرفة ، وفي
نفس الوقت بها ذكر النبي كما يخبرنا القران ، كذلك أيضا تيمان معناها الجنوب وهي الاسم
العبري لليمن لان اليمن في الجنوب ومعنى الاية الواضح ان الله جاء من الجنوب اي ليس
من القدس كمالمعتاد فتيمان تعنى الجنوب والاستشهاد باليمن هنا لان اليمن في الجنوب
كذلك فاران هي مكة وهذا الامر مذكور في كتب اسلامية عديدة لابن تيمية وابن القيم
وغيرهما لكني استعملت المعجم التاريخي المختص بالاماكن .
حتى اليهود والنصارى كان
حجتهم أن فاران في سيناء لان التوراة تذكر ان موسى وبني اسرائيل مروا بفاران أثناء
الخروج وهذا قد ايدته الاكتشافات الاثرية وهو ان العبور كان من خليج العقبة وليس
السويس كالمعتاد وان الرحلة كانت في شمال الجزيرة العربية وليس في سيناء هذه
اكتشافات جديدة وموثقة واعترف بتوثيقها الكثير منهم علماء الغرب ومن علماء الكتاب
المقدس أنفسهم أيضا كل ما تم بعد النبي ينسب له والمبالغات كلها على سبيل المجاز
على الانتصار والغلبة وهي واضحة في استخدامها كمجاز ، المذكور هو برية فاران وهي
المنطقة الجبلية الممتدة على الساحل الشرقي للبحر الاحمر وبذلك فالنص مطابق للنبي
ولا يمكن حمله على غيره كما ذكرت
اقرأ أيضا رسالة النبي الامي فلا زالت مذكورة في التوراة و ايضا للذي ببكة
مباركا على نفس الموقع ، وآسف للسرعة في الكتابة اذا كان هناك اخطاء املائية والسلام عليكم
[صححت أخطاءه لتيسير الفهم]

جوابي على الرد :
عزيزي تلقيت جوابكم على سؤالي بخصوص نبوءة حبقوق في الكتاب المقدس ، و أرجو منك أن تعطيني قليلا من وقتك الثمين ليكون جوابك أكثر دقة ، لأني لم أتلق أجوبة كافية على تساؤلاتي ، فمن ناحية ذكرت لك أن استدلالك بياقوت الحموي في معجم البلدان على أن فاران هي مكة لا يعول عليه ، لأن ياقوت متأخر العهد ولم نسمع في كلام العرب أو الشعر الجاهلي أحدا ذكر مكة باسم فاران ، و لكنك أجبت بأن ابن تيمية وابن القيم قالا بذلك أيضا ، وهذا جواب عجيب منك فوجئت به ، لأن ابن تيمية المتوفى سنة 728 للهجرة وتلميذه ابن القيم متأخران عن ياقوت الحموي في العهد ، فكيف تستدل بهما و هما على الأرجح أخذا قولهما من ياقوت الحموي ؟ ،.و قد سألتك إن كان يوجد قول أقدم من ذلك ؟ ،
أما قولك بأن تيمان هي الجنوب فهو كلام مقبول ، ولكن ما يصعب تقبله أن نقول أولا أن فاران هي جبال مكة ، وهي محدودة و معروفة ، ثم تقول إن موسى مر بها بحسب الكتاب المقدس أثناء عبوره عبر خليج العقبة ، وأين خليج العقبة من مكة؟ المسافة تعادل طول فلسطين كلها تقريبا ، و التوراة عندما تذكر فاران ، و أن موسى مر بها فمن المنطقي أن لا يقصد بها جبال مكة ، ولا يمكن لموسى أن يكون ذهب إلى مكة ليعبر من مصر إلى فلسطين ؟ ، وتجيب بأن برية فاران هي السلسلة الجبلية الممتدة من خليج العقبة إلى الحجاز ؟ ، وهي مسافة هائلة لها مسميات عديدة جغرافيا ، ولا يمكن الزعم بأنها كلها برية فاران ، وأن فاران هي مكة ، بل من المبالغة غير المنطقية أن نصدق ذلك لمجرد رغبتنا في تطبيق نبوءة لا نعرف أصلها للدلالة على صدق نبوة محمد.
ثم إنك لم تجبني على فكرة أن نسمح لأ نفسنا بأن نستدل بما يعجبنا من التوراة ، مع رفض غيره بحجة أن ما يوافقنا غير محرف ، وما يخالفنا محرف ، و قد نوهت في رسالتي السابقة إلى أن التوراة التي بين أيدينا هي بمجملها التي كانت في عهد النبي مع بعض التغييرات الطفيفة ، وأنه لا يمكن أن تكون جملة واحدة منها من الوحي الإلهي ، بل هي محض كتابات تاريخية ، و نظام كهنوتي قديم لا يمكن نسبة شيء منه لله ، فكيف نعتبر بنبوءة منه ، ونحاول جاهدين إسقاطها على نبي الإسلام؟ .
من ناحية ثانية فقد اكتشفت مخطوطات قمران ، و فيها شرح حبقوق ، و هي قبل الإسلام بستمائة سنة ، و قد ترجمت الى اللغة العربية ، وليس فيها ما يضيف على الموجود حاليا من سفر حبقوق المذكور ، بل إن الأسينيين الأصحاب الأصليين لتلك المخطوطات كانوا لا يعتقدون مطلقا بوجود نبي منتظر من جهة العرب أو بني إسماعيل ، ولا يوجد أي ذكر في كتبهم إلا عن نبوءات تبشر بمجيء كاهن أو نبي أو ملك من بني إسرائيل ، ليعيد لبني إسرائيل مجدهم ، وهو ما تنبأ به كل أنبياء بني إسرائيل المذكورين في التوراة.
و من ناحية أخرى فالقرآن نص على أن موسى قد جاءه الوحي الالهي في طور سيناء ، و هو من جبال سيناء الجنوبية ، فكيف تقول أن موسى عبر الى فلسطين عبر خليج العقبة و انه لم يمر من سيناء ؟ ، وأين يقع ذكر الطور في عدة مواضع من القرآن الكريم [ والطور *و كتاب مسطور] [ وطور سينين ] [ من جانب الطور الأيمن ] ؟؟
أخي الكريم إن مثل هذه الأمور تحتاج لكثير من الدقة العلمية حتى لا ننخدع بأفكار مسبقة توجهنا في بحثنا الحر ، و علينا ان نقبل بالحقيقة أينما كانت.

رد د.محمد عبد الخالق :
شكرا جزيلا على رسائلك و آسف للاستعجال وسأحاول مرة أخرى أن أجيبك
بدقة اكثر
أولا : فاران مختلف فيها تماما واذا راجعنا الخرائط الخاصة باليهود
والنصارى نجد هذا الاختلاف فعندي خرائط تضع فاران في بداية السلسلة الجبلية على
الساحل الشرقي للبحر الاحمر كما قلت وهناك خرائط أخرى وهي الأكثر تضعها في جنوب
سيناء كل هذه المصادر تعتمد اعتمادا كليا على فهمها لرحلة الخروج من مصر الى فلسطين
وبالتالي قد وضعت تلك المسميات طبقا لهذا الفهم
ما جعل النص يقينيا في انطباقه على النبي صلى الله عليه وسلم
أمور عديدة جدا في النص : أولا : قول حبقوق في البداية ان الله سيأتي من الجنوب وهذه
اشارة واضحة الى أن الرسالة العظيمة التي تناول النص شرحها بعد ذلك سوف تكون من
الجنوب اي من الجزيرة العربية ثم تكلم النص عن ارض النبي الذي يتحدث عنه النص وقال
انها فاران وبديهي ان يكون المقصود بفاران هو مكان ذو علاقة بالجزيرة العربية وليس
له علاقة بسيناء وقلت لك ان تحديد فاران جاء طبقا لفهم كل واحد للمسار الذي اخذه
بنو اسرائيل وايضا من المستحيل ان تجد فاران في اي نص عربي قديم لانها اصلا ليست
كلمة عربية انما كما قلت لك هي كلمة عبرية ومسمى عبري ذكرته التوراة فلا مجال لاي
نص عربي بالحديث عنه
وانا لا اقول ان فاران هي مكة تحديدا ولكن برية فاران هي البرية
التي بها مكة واستدللت على ذلك بمعجم البلدان وهو بالفعل المصدر التاريخي الوحيد
الذي ذكر فاران فاستنتاجي لان فاران هي البرية الجبلية الممتدة على ساحل البحر
الاحمر الشرقي جاء من خلال الفهم لكل ما سبق واؤكد مرة اخرى ان الاكتشافات الاثرية
اثبتت ان رحلة موسى كانت في جزيرة العرب وليس في سيناء وهذا قول الكثير من علماء
الغرب وايضا من رهبانه كذلك ذكر الطور في القران لا يتعارض مع ذلك لان الله اسماه
طور سينين وطور سيناء ولم يحدد موقعه تحديدا فكما فلت لك كل التسميات جاءت متأخرة
ومبنية على فهم نصوص التوراة وليس العكس
بل على العكس نص القران يقول : ولما قضى موسى الاجل وسار بأهله
آنس من جانب الطور نارا
وكان موسى في مدين ولا خلاف اطلاقا على ان مدين في شمال الجزيرة
العربية منطقة تبوك حاليا تقريبا وهذا لا خلاف عليه وموجود في جميع خرائط الكتاب
المقدس فإذا كان موسى يسير من شمال الجزيرة العربية الى مصر فما الذي يجعله يمر
بجنوب سيناء هذا مستحيل بالطبع اذن جبل الطور لابد ان يكون في طريقه وهذا ما اكدته
الاكتشافات الاثرية وهي ان جبل اللوز بشمال الجزيرة هو نفسه طور سيناء
وبالتالي تصبح فاران عربية طبقا لذلك
امر هام اخر وهو ذكر التوراة ان اسماعيل قد سكن في برية فاران
وبالطبع اسماعيل لم يسكن في سيناء كما تعلم اذن فكل الطرق تؤدي الى ان فاران هي
البرية التي بها مكة اي ان هذا امر استنتجته انا من كل ما سبق واكده باقي النص في
حديثه عن تيمان او الجنوب وعن صفات النبي المتمثلة في الهداية وايضا في الحروب التي
لا يمكن انكارها ابدا كما تعلم ، وهذا ليس دعوة للعنف انما كانت هذه الحروب بضوابطها
الشرعية المعروفة والتي كانت تمثل نصرا للمسلمين وبديهي ان تكون انتقاما من
المحاربين للاسلام وانتقاما من
اعداء المسلمين : قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم
ويشف صدور قوم مؤمنين
اكرر ايضا أن وجود نصوص قاطعة عن النبي في التوراة لا ينفي كونها
محرفة لان التحريف معناه تغيير وتعديل وليس معناه حرق كتب اصلية واستبدالها بكتب
اخرى مختلفة تماما واكرر انه يستحيل ان يكون اليهود وضعوا من خلال التحريف نصوص
تشير للنبي صلى الله عليه وسلم
هذه ايضا نبوءات مؤكدة اخرى ارجو قراءتها خصوصا الاولى
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=811&select_page=19

http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=822&select_page=19

http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=830&select_page=1

وهذا موقع اجنبي للاكتشافات الاثرية الجديدة عن عبور البحر الاحمر
http://www.arkdiscovery.com/red_sea_crossing.htm

وهذه صفحة من نفس الموقع عن جبل الطور الحقيقي
http://www.arkdiscovery.com/mt__sinai_found.htm

وهناك عشرات المواقع الاخرى يمكنك العثور عليها عن طريق محركات البحث
شكرا جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د محمد عبد الخالق


جوابي على الرد :

الأخ الدكتور فائق الاحترام أقدر لك حماسك الديني ، وأتمنى أن تكون على صواب في كل ما تقوله ، ولكن لي بعض الملاحظات :
بالنسبة لبحثك حول نبوءة أشعيا تحت عنوان ذكر النبي الخاتم ، و وصف أمته ، و مكانها ، فكل نبوءات هذا النبي المفترض أشعيا تتكلم بكثافة شديدة عن القدس و صهيون ، و رجل بني اسرائيل المخلص ، كما هو واضح في سفر أشعيا جميعه ، واعتقد أنه ليس من الإنصاف العلمي أن تقوم أنت برفض كلمة صهيون و إسرئيل ، و أورشليم ، و تقبل الباقي من النص مع اعتقادك السابق أن النص محرف ، ثم استدلالك على رأيك بأن هذا الكلام لا ينطبق إلا على مكة و الإسلام و مناسك الحج و غير ذلك ، و تكون النتيجة إنك تحاول تطويع النص لفكرتك المسبقة ، و لا تكون بالتالي متجردا من الناحية العلمية فالنص روحه يهودية خالصة ، و توراتية محضة ، يتكلم عن إله اسرائيل المفترض ، ومذبحه و نبوءاته الكثيرة التي لم تتحقق ، و التي لوجمعناها لما وجدنا منها شيئا يصح ، و ما هي إلا تخرصات و نوع من التفاؤل بمجيء رجل إسرائيل الوهمي المخلص .
و أما ذكر الأميين بدل الأمم فليس له أهمية علمية ، لأن اليهود يعتبرون سائر غير اليهود هم الأمميين ، و المصطلح اليهودي كما هو معرب الغوييم يعني الأمم غير اليهودية ، ولا يعتبر المسيحيون من اليهود لأن المسيحية انتشرت بين الشعوب غير اليهودية الإسرائيلية ، كما أنه لا يحمل نفس معنى الأميين المذكورين في القرآن كما تشير اليه في بحثك ، لأن الأميين المذكورين في القرآن هم الشعوب الذين ليس لديهم كتاب مرجع في الدين ، و يستثني أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، بينما اليهود يجعلون النصارى مع الأمميين ، و بالتالي لا ينطبق مصطلح الأميين الذين لا كتاب لهم مع مصطلح الأممين وهو الأمم من غير اليهود.
كما أنه عندما ذكر أشعيا صفات المخلص الذي لا يرتفع صوته في الإصحاح 42 من سفر أشعيا ، فهو يذكر في آخره أن هذا المنتظر سيخلص الأسرى و المسجونين ، وأنت لم تذكر هذا فلماذا ؟؟ ، طبعا ستقول إن هذه العبارات مضافة أيضا !! ، وهو ما لا يمكن قبوله ، لأن ليس فيها ذكر لكلمة صهيون أو اسرائيل ، بل فقط قوله : سيخرج الأسرى من ظلمة السجون ، فأي أسرى يقصد اشعيا؟ ، إنه يقصد بالتأكيد أسرى بابل من اليهود لأن أشعيا عندما كان يتنبأ نبوءاته هذه كان اليهود ما زالوا قابعين في سجون بابل ، وهو يتنبأ لهم بمجيء المخلص الذي سيخرجهم من السجون ، كما تفسره باقي الإصحاحات في سفر أشعيا ، و النبوءة بمجملها محلية ، و لا علاقة لها بغير اليهود و من يقرأ سفر أشعيا جميعه يدرك هذا تماما ، و يدرك كم يعظم أشعيا إسرائيل و صهيون و أورشليم القدس ، و يتنبأ لهم كثيرا ، و نبوءاته لا تخرج عن أحلامه و أمنياته بمجيء المخلص لشعب اسرائيل.
عندما قرأت سفر أشعيا ، وهذه النبوءات فيه لم يخطر في بالي من قريب ولا من بعيد ، أنها يمكن أن تشير الى غير ما ذكرته قبل قليل من أنها يهودية محضة ، لأنها تتفق مع سياق كامل العهد القديم ، وقد أكثر فيها من ذكر أورشليم و صهيون و إسرائيل و يعقوب ، و تجريد النص من هذه الأسماء يفقده محتواه و الغاية منه.
أرجو أن لا نكون متكلفين جدا لإرغام نصوص الكتب المقدسة المزعومة كي تخدم فكرتنا الإسلامية ، و أن نفترض صحة النبوءات ، ثم نحذف منها ما يشير الى يهوديتها لنسقطها على مكة و الإسلام ، و نبي الإسلام و التغييرات الفياضة التي جاء بها على مستوى الأمم.
من ناحية ثانية أقول أن سفر أشعيا هذا ليس معتبرا من التوراة بالمصطلح القرآني ، والتي هي الأسفار الخمسة الأولى فقط المنسوبة إلى موسى زورا و بهتانا ، بل هو سفر متأخر كتب في زمن السبي البابلي اليهودي ، و هو من أسفار ما يسمونه بالعهد القديم ، و حول أسفاره اختلاف كبير كما هو معلوم عند اليهود أنفسهم ، و الكنيسة الكاثوليكية هي التي ضمت كل هذه الأسفار الموجودة الآن ، و اعترفت بها بعد رفض متراخي لها عبر القرون السالفة ، و ما أريد أن أقوله بأن القرآن ذكر أن وصف النبي و أصحابه قد جاء في التوراة ، و لكننا نعلم أن سفر أشعيا ليس منسوبا لموسى ، و أن القرآن ينص على أن التوراة أنزل على موسى ، و لم يأت ذكر لاشعيا في القرآن ، ولا علاقة لأشعيا بالتوراة على فرض أنه نبي ، بل إن الكتب الأربعة التي نعترف بها كمسلمين هي التوراة المنزلة على موسى ، و الزبور على داود ، و الإنجيل على عيسى ، و القرآن على محمد ، و بالتالي لا مكان لأشعيا أو دانيال أو حبقوق و غيرهم في التوراة بحسب النصوص القرآنية.
ثم إن التوراة من الناحية التشريعية و العقائدية فيها خلل كبير جدا بالمقارنة مع القرآن ، فهل هذا أيضا من التحريف؟ ، إذا أجبت بنعم فهذا يعني أن التوراة لم تحرف بل تم تبديلها تماما ، وإليك بعض الأمثلة :
لا يوجد في التوراة مع سائر الأسفار المتقدمة ذكر للجنة و النار كما يوجد ذلك بكثافة كبيرة في القرآن الكريم ، وهو أمر يثير الاستغراب جدا ، و بما أن مصدر الكتب كلها و احد وهو الله تعالى ، فلماذا لم تأت أوصاف واضحة في التوراة للجنة و النار كما جاءت واضحة في القرآن الكريم ؟؟ ، و الكتاب المقدس بأسفاره الحالية أكبر حجما من القرآن ، و كان من المفترض أن تذكر فيهما الجنة و نعيمها وحورها وأنهارها و النار و أهوالها و عذابها ، و الأعراف ، و أهوال يوم القيامة ، وعلامات الساعة و الملائكة ؟ ، لماذا كل هذا الاهتمام بمسألة المنصب الكهنوتي في التوراة بأسفارها الأولى ، وذكر كيفية بناء المعبد و ملابس الكهنة ورتبهم ، حتى وجد سفر كامل للكهنة اللاويين؟ ، ولماذا كل هذا الاهتمام بنسل بني اسرائيل و أسمائهم و أعدادهم كما في السفر الخاص لذلك وهو سفر العدد؟ ، و تكرار ذلك في الأسفار الباقية اللاحقة؟ هل هذا من الوحي الذي أنزل على موسى؟ ، إنها الأسفار الخمسة الأولى المسماة بالتوراة ، و لو أردنا عزل التشريعات الواردة في تلك الأسفار لوجدناها لا تتعدى عشر صفحات مع عدم منطقيتها ، و الباقي كله قصص بني اسرائيل وتاريخهم و كهانتهم وعددهم ، و صفات المذبح و المحرقات التي ترضي رائحتها الرب ، بما يجعل الكتاب بمجمله كتاب تاريخ و تراث لا وحي و تشريع إلهي؟؟.
و عنما تقرأ في الأسفار الأولى تجد أن الرب يهدد شعبه إذا خالفوا أوامره بطريقة مختلفة جدا عن وعيد الله في القرآن للمخالفين ، فالتوراة تذكر كل أنواع العقوبات الدنيوية ، و تتجاهل العقوبات الأخروية تماما ، بعكس القرآن الذي يركز على العقوبات الأخروية أكثر بكثير من العقوبات الدنيوية ، وإذا أردت أمثلة فاقرأ ما ذكر من عقوبة الذي لا يؤمنون بالرب و يحيدون عن الشريعة في الأسفار الأولى من التوراة ، و قارنه بما يقوله القرآن من وعيد بالعذاب الشديد في نار جهنم لمن يكفر بالله و رسله.
و حتى التشريعات القليلة الواردة هناك في التوراة ، إنما تدل على روح ذلك العصر الذي وجدت فيه ، و اهتمامهم البالغ بفكرة الطهارة و تعقيدها الشديد أمر يثير الاستغراب ، و يستنتج منه أنه لا علاقة لتلك التشريعات بالتشريعات المبسطة و السهلة الواردة في القرآن الكريم ، ولا يمكن تبرير ذلك [بأن الأحكام كانت صعبة عليهم و إشارة القرآن لذلك بقوله [ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم] لأن هذه الأحكام غير منطقية أساسا، فالمرأة الحائض عندهم نجسة ، و كل من يلمسها يتنجس ، و البيت الذي هي فيه نجس ، وكل من يدخله يتنجس ، و كذلك من يلمس ميتا له نفس الأحكام ، و الطهارة تكون على مدار سبعة أيام بغسل الجسد و الملابس و الجدران و الأبواب و كل شيء في المنزل حتى ساكف الباب لمدة أيام متتالية حتى تتم الطهارة ؟؟ ، [جاء هذا أيضا في مخطوطات قمران التوراتية ] ، فهل هذا يمكن نسبته الى الله؟ ، هكذا هي التوراة مليئة بمثل هذا ، ولا يمكن لعاقل أن ينسبها الى الله ، ولا لأي شيء منها ، لأن الله الذي نراه في بديع خلقه لا يمكن أن يشرع مثل هذه التشريعات غير المنطقية.
و أما الوصايا العشر التي يستشهد بها البعض ، و هي الأفضل في تشريعات التوراة ، فهي تركز كما في سفر التثنية فصل 5 على تقديس يوم السبت لأنه اليوم الذي خرج فيه بنو اسرائيل من مصر ، وتذكر أن الرب يأخذ الابناء بذنوب الآباء حتى الجيل الثالث و الرابع ، و هما مسألتان تتناقضان جوهريا مع الإسلام ، فالنصوص الإسلامية تذكر أن الله أمر اليهود بتقديس يوم الجمعة فتاهوا عنه و ضلوا ، و أن كل امرئ بما كسب رهين ، وأنه لا تزر وازرة وزر اخرى ؟؟ .
أما بالنسبة لذكر بكة وكلمة الحج في المزامير فتخضع لنفس المناقشة السابقة ؟ ، هل يمكن ان ننزع هاتين الكلمتين من سائر المزامير الموجودة لأنها توافق أفكارنا المسبقة ، مع أن كلمة الحج موجودة في الدين اليهودي و المسيحي ، و كلمة بكا لا تعني بالضرورة مكة ؟ هل تأملنا بقية المزامير ودرسناها بعمق وتأني؟ ، هل كل ما فيها باطل ماعدا هاتين الكلمتين؟ ألا ترى أن سياقها كله يهودي بحت يتوافق مع قصص التوراة الأخرى ؟
أما إجابتك لي بأن فاران اسم عبري لمكة ، فيثير إشكالا هنا ، وهو كيف يعرف العرب هذه المعلومة إذا كان هناك اختلاف شاسع في الاسمين العبري و العربي ، مع أن اللغتين من أصل واحد سامي كما يقال؟ ، اللغة العبرية تحتوي نفس قواعد اللغة العربية مع تشابه كبير في كثير من المفردات ، و لم يقع كما نعلم إشكال في كثير من أسماء أماكن أخرى ، و كذلك نقع في نفس الاشكال مع اسم قيدار ، فهل ذكر هذا الاسم في تاريخ الأنساب العربية بدون الرجوع الى التوراة على أنه اسم لولد من أولاد اسماعيل الذي سكن في مكة؟ ، أعتقد ان هذا ليس عليه دليل و يحتاج الى بحث دقيق كي نصل به الى نتيجة مقنعة.
و إذا لم يثبت لدينا أن قيدار اسم لابن اسماعيل سكن مكة ، و أن فاران هي مكة نفسها ، فكذلك اسم سالع فهو يشبه اسم جبل سلع الواقع في شمال شرق المدينة المنورة ، و لكنه موجود في مكان آخر في الخريطة القديمة التي تستشهد بها كخريطة لأماكن الكتاب المقدس ، عندما تتحدث عن جبل سيناء المكتشف حديثا ، وهو ليس جبل سلع الموجود في المدينة المنورة و يكون الاستنتاج كله مركب.
بالنسبة للنصوص الأجنبية حول الاكتشافات الجديدة لطريق عبور موسى مع بني اسرائيل من مصر ، فالمقطع الأول يشير الى أن المياه في خليج السويس كانت ضحلة في فترة المد ، و أنه من غير المنطقي أن يغرق الجيش المصري فيها ، فضلا عن أنه لا يوجد أي أثر لبني إسرائيل في شبه جزيرة سيناء خلال فترة الأربعين سنة التي تاهوا فيها ، وأن جبل سينين قد اكتشف في المملكة العربية السعودية ، بناء على خريطة لأم قسطنطين الروحية في القرن الرابع الميلادي ، و التي جابت المنطقة للبحث في المواقع المتعلقة بالمسيح و الديانة.
وفي المقطع الثاني يعترف كاتبه بأن معظم علماء الآثار العلمانيين لا يؤمنون حاليا بقصة الخروج من مصر ، و التيه في سيناء ، لأنه لا يوجد دلائل أثرية على ذلك ، و لذلك لا يجب أن نستمع اليهم ، بينما يحاول المؤمنون أن يجدوا الدلائل الآثارية المتعلقة بهذا الأمر ، و أقول : هذا تطرف واضح لصالح المؤمنين بتلك النصوص ، و اعتراف ضمني بأنه لا يوجد أدلة علمية على تلك الرحلة مما يرجح الى الآن عدم حدوثها أصلا.
و يذكر وجود عمود سليمان في تلك المنطقة للدلالة على وقوع حادثة العبور من هناك ، و نعلم أن سليمان متأخر بمئات السنين عن عهد موسى و الخروج بحسب التوراة نفسها ، و أن النصب تذكاري ربما أنشئ بعد سليمان بوقت كبير لأن اسمه عليه ، وليس له دلالة علمية هنا بحسب الظاهر.
ثم يورد اكتشاف عجلات مذهبة لعربة من القرن الرابع عشر قبل الميلاد على قوله ، تدل على وقوع الحدث في المكان الذي يفترضه ، وهذا إلى الآن افتراض ، و ليس بدليل قاطع لأنه من المحتمل أن تكون تلك العجلات لعربات غارقة في غير هذا الحدث، و المطلوب مزيد من الدراسة حول الموضوع .
و استغرب كيف يمكن لموسى ومن معه من بني اسرائيل اجتياز صحراء سيناء كلها ليصلوا الى خليج العقبة بينما فرعون و جيشه وراءهم؟ ، إنها مسافة كبيرة جدا تستلزم معدات و مؤن كافية لا تتطابق مع الحال الذي كان عليه بنو اسرائيل من الهرب على عجلة من أمرهم ، بينما فرعون لديه الجنود و العربات و كل المؤن الكافية لذلك ، و هو لم يستطع اللحاق بهم حتى وصلوا الى البحر؟ ، من الصعب تصديق أن بني اسرائيل عبروا كل تلك المسافة المفترضة في الصحراء ليصلوا الى البحر بعد عبورهم لسيناء ، وهم بهذه الحالة من الهرب و الخوف و الحاجة للمؤن و التجهيزات ، ووراءهم جيش يعتبر من أقوى جيوش العالم في ذلك الزمان .
و من ناحية أخرى يقوم أولئك الأجانب اليهود و المسيحيون بمحاولات جاهدة لاثبات تلك الرحلة لأنهم يؤمنون أن التوراة كلمة الله ، و نحن بدورنا نستغرب جدا هذا الإيمان ، فهل يعقل أن يكون الله حقيقة كما وصف في هذه التوراة التي يحاولون جاهدين لإثبات صحتها ؟ ، رب يجبره يعقوب على أخذ البركة منه بعد مصارعة بينهما ؟ ونبي [لوط] تزني به ابنتاه بعد أن يشرباه الخمر فيسكر فينجبان منه شعبين هما موآب و شعب آخر؟ و كثير من الأشياء التي لا يمكن قبولها يحاول أولئك العلماء المسيحيون إثبات صحتها ؟ ، فهل نوافقهم على ذلك ونترقب اكتشافاتهم المدهشة ؟ ، ستقول لي : طبعا لا نوافقهم على كل شيء في التوراة ، و نستفيد من أبحاثهم لمعرفة الوقائع الواردة في القرآن ، و أقول : إن مثل هؤلاء لا يعتمد عليهم طالما أنهم يؤمنون بمثل تلك الأضاليل ، ولا يوثق بهم أصلا.
أعتذر عن الاطالة لكن في القلب و الفكر الكثير مما يجول باحثا عن جواب مقنع و لا يجده.

و السلام عليكم

و لم أتلق بعد ذلك ردا من الدكتور المذكور ....

ليست هناك تعليقات: