القراء الأعزاء
في سياق عدم مقدرتي على احتمال التضليل المستمر لمواقع الإعجاز العلمي في القرآن وقعت على هذا المقال في موقع عبد الدائم كحيل للإعجاز العلمي في القرآن و السنة ، فأرسلت له ردا على الفور ، و هذا هو المقال و الرد عليه للفائدة :
المقال لعبد الدائم كحيل :
كيف نرد على الأباطيل التي يطلقها بعض أعداء القرآن؟
محاولات تتكرر ولكن كل مرة بثوب جديد، جميعها تهدف للتشكيك بهذا الدين الحنيف، فكيف علمنا القرآن الرد على مثل هذه المحاولات ونحن نعيش عصر العلم...
ربما سمع بعضنا عن كتاب جديد يمثل محاولة يائسة لإطفاء نور القرآن اسمه «الفرقان الحق»، إنه محاولة فاشلة لتقليد النص القرآني الكريم، ومحاولة يهدفون من خلالها إبعاد المسلمين عن كتاب ربهم وتصوير هذا الكتاب العظيم على أنه كلام عادي من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم!!! وأن باستطاعة أي واحد أن يأتي بكلام مثل القرآن!!
وتتجدد أساليب الباطل بصور مختلفة: فيرسمون تارة صورة مسيئة للنبي الأعظم، وينشرون مقالة تارة أخرى تنتقد مبادئ الإسلام، وتجدهم في أسلوب آخر يطرحون الأسئلة المغلوطة ليشككوا المسلمين بدينهم الحنيف.
وسبحانك يا رب العالمين ما أكرمك وأرحمك وأعظمك! هم يقولون هذا الكلام الباطل على حبيبك ورسولك وخاتم أنبيائك عليه الصلاة والسلام، وأنت ترزقهم وتتفضل عليهم وتمهلهم!! ولكنني تذكرت قول الله تبارك وتعالى عن هؤلاء الذين يحاولون التشكيك برسالة الإسلام ويريدون أن يطفئوا نور القرآن بكلامهم ومقالاتهم: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 31-33].
قد يقول قائل: لماذا نردّ على هذه الافتراءات ونضيع الوقت؟ أليس الأجدر إهمالها وتركها لأنها لا تستحق الردّ؟ وأقول بأن المؤمن المحبّ لكتاب ربه يغار على هذا الكتاب الكريم، ولا يسمح لأحد أن ينتقده، بل إن السكوت عن أمر كهذا يعطي إشارة مبطّنة لبعض ضعاف القلوب من المسلمين أن علماءهم لا يستطيعون مجاراة هؤلاء أو الرد عليهم. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يرى منكراً يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ونحن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقل ما نقدمه لخدمة كتاب الله تبارك وتعالى هو كلمة حق نظهر من خلالها صدق القرآن وأنه كتاب منزل من الله تعالى وأن الإسلام هو دين العلم والمنطق والعدل.
لذلك نجد القرآن الكريم نفسه قد عرض أقوال منتقديه ومعارضيه بالتفصيل، وردّ عليهم بأسلوب منطقي وعلمي ولم يترك المؤمنين حائرين أمام هذه الاعتراضات. فقد خاطب تعالى حبيبه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 33]. فقد رد القرآن جميع ادعاءات المعارضين بشكل علمي. ولو تأملنا آيات القرآن الكريم نجد مئات الآيات قد تحدثت عن أقوال الكافرين والملحدين والمشككين بالقرآن، بل إن القرآن حدثنا عما يدور في قلوبهم وأنفسهم وما تخفي صدورهم!! ولكن لماذا هذا الكمّ الهائل من الآيات التي تنقل لنا ادعاءات المبطلين وتناقش أقوالهم وأفعالهم وتردّ عليها؟
لقد وجدتُ بأن الهدف من وراء هذه الآيات هو تعليم المؤمن كيف يردّ إذا تعرض لموقف كهذا، وكيف يناقش ويتعامل مع منكري القرآن، وكيف يقنعهم بالحجة الدامغة. وكلنا يعلم كيف اعترض كفار مكة على القرآن وقالوا إنه سحر مبين تارة، وتارة أخرى قالوا بأنه كلام بشر. فكيف علّم الله رسوله أن يردّ عليهم؟
يقول تعالى على لسان هؤلاء المشركين: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) [هود: 13]. هذا ادعاؤهم ولكن كيف أجابهم القرآن؟ يخاطب الله تعالى حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بكلمة (قل) أي قل لهم يا محمد: (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ) وماذا أيضاً؟ (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولكن الله أعطانا النتيجة مسبقاً فقال: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [هود: 14].
إذن عندما يأتي أحد الملحدين ويدعي بأن القرآن ليس كلام الله وأن الرسول قد افتراه ونسبه إلى الله، نطلب منه أن يأتي بسور تشبه سور القرآن! وعندما لا يستجيبون لهذا التحدي فينبغي علينا أن نعلم بأن الله هو الذي أنزل القرآن بعلمه وقدرته وحكمته.
وقد شهدنا الكثير من المحاولات الهادفة لتقليد النص القرآني والإتيان بمثله، ولكن هل هنالك محاولة واحدة نجحت وصدّقها أحد؟ وقد مضى على نزول القرآن أكثر من 1400 سنة فهل استطاع أحد أن يأتي بسورة واحدة يدعي أنها من عند الله وأقنع بها الناس؟
إذن القرآن يطلب منهم أن يأتوا بسور من مثله، وطلب منهم أن يعملوا ويجتهدوا في سبيل ذلك وهيهات أن تنجح محاولاتهم. والمحاولة التي سنعرضها الآن هي إحدى هذه المحاولات التي تهدف إلى إثبات أن القرآن كلام بشر، وسوف نعرض كل الحجج التي ساقها المؤلف، وسوف نرى بأن التفسير الذي قدّمه صاحب هذا المقال غير صحيح على الإطلاق، بل هذا التفسير يصلح لأي حروف! وستكون لغتنا في الإقناع هي نفس اللغة التي استخدمها صاحبنا أي لغة الأرقام.
وينبغي أن نستيقن دائماً بأن الله تبارك وتعالى لن يجعل حجّة لأحد على المؤمنين: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك مهما حاول المشككون ومهما اجتهدوا فلن يستطيعوا الانتقاص من شأن هذا القرآن، ولن يتمكنوا من إضعاف معجزاته وعجائبه. وأسأل الله تعالى أن تكون هذه المقالة سبباً في هداية كل من لديه شك بالقرآن، وكذلك أسأله عزّ وجل أن يجعل فيها الخير والنفع والفائدة للمؤمنين المحبِّين للقرآن، وأن يزدادوا إيماناً ويقيناً بعظمة هذا القرآن وعظمة إعجازه.
إنهم يقولون بأن الراهب بَحيرة قد علّم محمداً القرآن ، وأمره أن يكون ديناً لنفسه!! وسبحان الله! لم أكن أعلم من قَبل أن هذا الراهب له كل هذه السيطرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يضع قرآناً، ويضمن قبوله من محمد، وكذلك يضمن قبوله من بلغاء العرب وفصحائهم، ويضمن أيضاً عدم اعتراض المشركين عليه، وكذلك يضمن بقاءه 1400 سنة!!
وهل يعقل أن رجلاً مسناً وضعيفاً مثل بَحيرة استطاع أن يحرّف القرآن ويضع فيه ما يشاء في بضع سنوات، ولم يستطع كل الكفار والمشركين والملحدين أن يحرفوا القرآن طيلة أربعة عشر قرناً؟ لذلك فإن القرآن يعرض أقوال الملحدين بأن القرآن هو أساطير وألغاز وخرافات نقلها وأملاها عليه الرهبان والكهان، فيقول على لسانهم: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]. ولكن كيف ردّ القرآن افتراءهم هذا؟ يقول تعالى معلماً رسوله الكريم كيف يرد عليهم: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6].
إن الله تعالى قد حدثنا عن هؤلاء في كتابه، وأخبرنا بأنه سيأتي زمن يدعي فيه المشككون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علّمه بشر، وأجابهم عن هذه الشبهة بأن البشر الذي ينسبون إليه العلم إنما كتابه وهو الإنجيل باللغة غير العربية أي لغة أعجمية، فكيف علّم الرسول كل هذه البلاغة وهو لا يتقنها؟ ولو كان لدى هذا الراهب بلاغة كالقرآن، إذن لماذا أعطاها للرسول؟ أليس الأجدر به أن ينسبها لنفسه مثل بقية البلغاء من العرب وحكمائهم وشعرائهم؟؟
واستمع معي أخي القارئ إلى هذا النبأ الإلهي أخبرنا بما سيقوله هؤلاء وبالرد عليهم، يقول تعالى مخاطباً حبيبه محمداً عليه صلوات الله وسلامه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) هذا قولهم، ولكن كيف ردّ علهم سبحانه وتعالى؟ تأمل بقية الآية: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [النحل: 103]. وسؤالنا: هل هذه الآية العظيمة التي تنفي تعليم البشر للنبي الكريم، هل هذه الآية وضعها الراهب بحيرة أيضاً ؟
والله لو عرضنا هذا القرآن على علم النفس الحديث وعلم البرمجة اللغوية العصبية وطلبنا من علماء النفس أن يحللوا لنا شخصية كاتب هذا القرآن، ولو أن هؤلاء درسوا القرآن بأسلوب البحث العلمي الحديث، لخرجوا على الفور بنتيجة ألا وهي أن هذا القرآن لا يمكن ولا ينبغي أن يكون من تأليف بشر، ويكفي أن القرآن يعرض أقوال المعارضين له ويرد عليها، كيف يمكن لبشر أن يفعل هذا. وقد كانت هذه الظاهرة سبباً في إسلام بعض علماء الغرب.
وأوجه أسئلة لأولئك الذين يدعون أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم:
1- كيف يمكن لبشر أن يؤلف كتاباً وينسبه لغيره ولا يتباهى به أمام قومه وهو أمي لا يعرف القراءة والكتابة؟
2- كيف يمكن لبشر أن يتحدى الناس جميعاً أن يأتوا بمثل نص أو سورة من كتابه، وكيف يضمن بقاء هذا التحدي أربعة عشر قرناً؟
3- لماذا أقحم هذا المؤلف (وهو سيدنا محمد حسب زعمهم) الكثير من الحقائق العلمية؟ وما الذي يدعوه للخوض في مثل هذه المسائل الدقيقة؟ أليس الأجدر به أن يبتعد عنها وبخاصة أنه يخاطب أناساً يعبدون الأصنام؟
4- مثلاً لماذا حدثنا عن البنية النسيجية للكون فقال: (والسماء ذات الحُبُك) [الذاريات: 7]؟ كيف علم بذلك؟ ألا يخشى أن يكون على خطأ فيأتي من يثبت خطأه من بعده؟
5- لماذا تحدث هذا المؤلف (أي مؤلف القرآن حسب عقيدتهم) عن حقائق كثيرة تشمل يوم القيامة وأنباء الغيب وقصص الأنبياء وتحدث عن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأمر بالصدق وكرَّم جميع الأنبياء في حين أن الكتب المقدسة المحرفة لم تكرِّم نبياً واحداً؟
6- لو كان النبي الأعظم هو مؤلف القرآن فلماذا ذكر اسم (الله) 2699 مرة وهو أكثر اسم تكرر في القرآن؟ بينما ذُكر اسم (محمد) أربع مرات فقط؟ لماذا لم يذكر قصته قبل البعثة الشريفة، لماذا لم يتحدث عن أصدقائه وزوجاته وبناته وقصص زواجه ولماذا لم يضمن القرآن شيئاً من الشعر مادام لديه كل هذه القدرة البلاغية ونحن نعلم أهمية الشعر في ذلك الزمن؟
7- وكيف ضمن أن الإسلام سيكون الدين الأكثر انتشاراً في العالم فقال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وهذا ما تقوله الإحصائيات اليوم أن الإسلام خلال سنوات سيكون الديانة الأولى في العالم من حيث عدد أتباعه ومن حيث عدد الدول التي ينتشر فيها، كيف علم رجل أمي يعيش قبل 14 قرناً بهذه الحقيقة؟
أسئلة كثيرة تنتظر من يجيب عنها قبل أن يوجه انتقاده للإسلام، وقبل أن يرسم صورة لنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، ونقول نرجو أن تقرأوا معجزات هذا القرآن وتجيبوا عن هذه الأسئلة قبل أن تتصوروا نبينا بالصورة التي قدمتموها له.
وانظروا معي إلى عظمة هذا النبي وكيف كرَّمه الله تعالى بآيات عظيمة تكفيه فخراً، وكيف أمره أن يلجأ إلى العبادة عندما يتعرض لاستهزاء أو إيذاء، وأن الله سيجعل هذا الاستهزاء تكريماً له وأن أفضل عمل يمكن أن نقوم به نصرة لهذا النبي الكريم أن نكثر من السجود والعبادة والدعاء، والله سييسر لنا أسباب إقناع غير المسلمين بصدق هذا النبي، انظروا معي كأن القرآن يتنبأ بأمثال هؤلاء ويحدثنا عنهم وأنهم سيُسألون يوم القيامة عن هذه الجريمة: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 92-99].
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/
و هذا رابط الموضوع
ردا على مقالكم في موقعكم : كيف نرد على الأباطيل التي يطلقها بعض أعداء القرآن؟
مع احترامي لك إلا أنك إما جاهل بالحقائق و إما تتجاهلها لنصرة الإسلام ولو كان دين محمد وليس بدين الله
أولا :
تعتقد أن الفرقان الحق موضوع لتؤمن الناس به أنه من عندالله ؟ هذه سخافة لا يقبلها أحد ، فالكل يعلم أن الفرقان الحق كتاب باطل لا يستحق أن ينظر إليه بهذا الشكل ، و هذا لا يعني مطلقا أن الناس تعجز أن تأتي بمثل القرآن ككلمات و جمل ، و لكن الناس تعجز فعلا عن ادعاء أن كلامهم و جملهم من وحي الله كما فعل محمد ، لأن الناس لا تملك من الجرأة على الكذب و الادعاء كتلك التي ملكها محمد لتنسب كلامها و ثقافتها لخالق الكون الموهوم و الموروث ثقافة عن اليهود و النصارى ، يمكنني أن أضع مثل القرآن بسهولة تامة ، و لكن لا يمكنني الكذب و الادعاء بأن هذا وحي من الله كما فعل محمد و الذي كانت فكرته مبتكرة بين قومه الشعراء حيث أتى بكلام لا هو شعر ولا هو نثر ، لفشله في قرض الشعر ، ولكي لا يتهمه الناس بكونه شاعرا ومع ذلك فقد فعلوا و أنكر على نفسه وهاجم الشعراء بقوله : و الشعراء يتبعهم الغاوون ، هذا هو الفرق، و يصبح القرآن كتابا رمزا للتخلف و الجهل إذا أزلت عنه صفة القداسة فقط ، و أما أنك مازلت تلبسه ثوب القداسة فلا يمكن لك أن ترى حقيقة ما فيه .
ثانيا :
تقول بأن الملحدين مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن ينتقصوا من شأن القرآن أو يضعفوا عجائبه ، و هو جهل ما بعده جهل ، فالمؤمن بنفسه لو أزاح صفة القداسة قليلا -كما فعلت انا -عن النص القرآني لتتالت له الفضائح القرآنية تتاليا سريعا لا يمكنه معها الرجوع إلى نقطة الإيمان ولا بأي شكل ، إذ لا يمكن لعاقل أن يتغافل عن الأخطاء القرآنية في نظرته للكون و الحياة و المجتمع و التي هي نابعة من ثقافة عصر مؤلفه المحدودة و ضيقة الأفق
ثالثا :
من قال لك أن الراهب بحيرة هو المتهم الوحيد في إيحائه بفكرة القرآن لمحمد ؟ هناك عشرات المتهمين من ورقة بن نوفل إلى عداس إلى آخرين ، و أنصحك بالدخول لمنتدى الملحدين العرب في ساحة الدين الإسلامي موضوع المصادر التي استقى منها محمد قرآنه لتجد هناك الآراء الكاملة للملحدين و نتائج أبحاثهم بدلا من الاعتماد على أفكار قاصرة و ردها هنا في موسوعتكم التي لا تزيد الأمة إلا تخلفا و إغراقا في التأخر الحضاري
و هذا رابط الصفحة و عليك بتصفح الموضوع كاملا بصفحاته الأربعة لتصل فكرة جامعة
www.el7ad.info/smf/index.php/topic,13733.0.html
و رأيي الشخصي بعد مجموعة أبحاث قمت بها و قرأتها أن محمدا لم يكن يحتاج أحدا بعينه ليعلمه القرآن ، بل كان هو أصل فكرته ، و من الطبيعي أن ينسبه لله ولا ينسبه لنفسه و إلا فما الفائدة من زعمه أنه رسول الله ؟ هو يريد نشر أفكاره التي يراها حضارية في زمنه و ينسبها لله الذي كان يؤمن به اقتباسا من اليهود و النصارى ، و يرى أن الله أفضل مما وصفته به اليهود و النصارى ، فوضع نظرياته كاملة في قرآنه ، ولو لا أن نسبها لله نفسه لما حقق من أهدافه الإصلاحية بحسب رؤيته شيئا .
رابعا :
محمد ذكر في القرآن حجج الملاحدة ليس لأنه تنبأ بهم ، فهو قد ثبت لدينا أنه فشل في سائر تنبؤاته ، بل لأن الملاحدة واجهوه في مكة و فندوا ادعاءاته ، فصار يرد عليهم ، و القرآن مصدر تاريخي لمعرفة الاتجاهات الفكرية و الاجتماعية التي كانت سائدة في مكة في عصر محمد .و لا ينفع بأكثر من هذا
خامسا :
لو عرضنا هذا القرآن على علم النفس و علم البرمجة اللغوية العصبية كما تريد لوجدنا ان الله كائن سادي يتلذذ بالتعذيب الأبدي في جهنم التي لا يوصف شرها من هوله لمن لا يرضى بالسجود له ، فهو يحمل قمة التعجرف و التكبر و النقص، وهو يحب سفك دماء مخلوقاته و تعذيبهم و إجبارهم على الإيمان به و يخصص لذلك عصابة يسميها المؤمنين لتقوم بهذه المهمة ، و ان محمدا كائن مولع بالجنس و الخمر و الطعام بأشكاله و التي وعد بها المؤمنين في الجنة على أنها قمة اللذة ، و أن الله جاهل بحقائق الكون فلا الأرض مسطحة و لا الشمس دليل على الظل ، و لا الشمس تغرب في عين حمئة ، ولا العظم يخلق قبل اللحم ، و لا السماء سقف محفوظ ولا من كل هذه الجهالات العلمية ، و كذلك لوجدنا أن محمدا كان ابن عصره ولا يرى أبعد من أرنبة أنفه ، و أنه وجد وسيلة يسخّر بها خياله الإبداعي الرهيب ليسيطر بها على أمة من البدو الجهال الرعاع و ليجمعهم و يعلمهم القتل تحت اسم الجهاد و الاستيلاء على اموال الناس بمسمى الغنائم و الأنفال ، و استرقاق البشرية بمسمى ملك اليمين ، و النكاح ثم النكاح ثم النكاح بلإعطاء الرجل الحق في تعدد الزوجات و بعدد غير محدود من ملك اليمين ، و إذلال الأمم بمسمى الجزية ، و الاستيلاء على البلاد بمسمى الفتح ، و المصيبة أنه ينسب كل هذه الشناعات لله ، و يقول أنه رسول الله ؟؟؟؟؟
سادسا :
لقد أقحم محمد نفسه فعلا في الحديث عن ظواهر كونية كشفت كذبه في هذا العصر ، ولولا ذلك لبقينا على إيماننا القديم به مستسلمين لأفكار ه الخرافية و عقائده الوهمية ، و اما قوله و السماء ذات الحبك ، فهو تعبير بسيط لبدوي كان يراقب روعة منظر السماء و كيف تتداخل نجومها وكواكبها ، و ليس كما تفتريه في مقالاتك الخزعبلية عن حقائق تكلم عنها القرآن قبل 1400 سنة ، فتحمل النصوص طاقة أكبر من طاقتها بكم هائل ، فمحمد كان لا يعلم أبسط الحقائق الكونية إلا في نطاق مفاهيم عصره و بداوته، يعتقد بالجن و السحر ، يرى أنه لا عدوى في الأمراض و أن حبة البركة شفاء لكل داء ، و أنه لا شفاء إلا في ثلاث و بالتالي لا حاجة للطب الحديث من أوله لآخره ، و يقول و يقول ويقول ، و جاء العلم الآن ليفضح تلك الأكذوبة الفظيعة و التي سيطرت على عقول المليارات عبر السنين و المسماة الوحي الإلهي
سابعا :
من قال لك أن محمدا ضمن أن الإسلام سيكون الأكثر انتشارا في العالم، محمد كان يتمنى ويحلم فقط ، محمد يا عزيزي لم يكن ير أبعد من أرنبة أنفه كما أسلفت ، فقد زعم أن الساعة ستقوم بعد مئة عام من عصره كما في صحيح مسلم، حيث سئل عن الساعة وبين يديه غلام فقال : لن يبلغ هذا الغلام المائة و على الأرض نفس منفوسة ، و هو جواب صريح على سؤال صريح و محدد ،و الإسلام الآن في تراجع بسبب العلم ، و إن كنت تظن أن كل من اسمه محمد او أحمد مسلما فأنت تعيش في حلم كبير ، الإسلام يتراجع بانتظام بين المسلمين بسبب العلم ، و عليك أن تحارب العلم لأنه هو الذي يؤدي إلى الإلحاد ، وعلى الأقل هو الذي يفضح أكذوبة الإسلام
إذا كان عدد المسلمين يزداد فذلك لأنهم يعملون بوصية نبيهم من زيادة النكاح و الإنجاب حتى يباهي بهم البشر مخالفا أبسط القواعد العلمية الإجتماعية التي تنجم عن الزيادة العشوائية لعدد السكان في المجتمع الإسلامي المتخلف البليد الذي لا يعرف كيف يطعم نفسه و الذي يعيش عالة على الحضارة و البشرية جمعاء ، و هو بتوصياته الإلهية أضر بالعرب و بالمسلمين أضرارا جسيمة لا يمكن أن يتداركوها حتى يستيقظوا مما هم فيه من النوم الجماعي بفعل تخديره الديني لعقولهم
فالزيادة بسبب الولادات و ليست بسبب مصداقية هذا الدين ولا بسبب قوة حجته ، بل الخارجين منه من هذا الطريق أكثر بكثير من الداخلين فيه من خارجه بسبب إغراقهم في الجهل على ندرتهم
و أخيرا :
لجوء محمد للعبادة مقابل الحجة التي تقوض إدعاءه هروب إلى الأمام كما يقال ، فقد طلبوا منه معجزات شتى ففشل في إتيان واحدة منها ، و هرب إلى الأمام بقوله : ولو أتيتكم بكل شيء فلن تؤمنوا ، فهل هذا جواب شخص يحترم عقله ؟ عليك أن تأتي بالمعجزة أولا و تقول ها قد جئتكم بما تطلبون و لم تؤمنوا ، فتقيم عليهم الحجة لا أن تهرب من السؤال بهذه الطريقة ؟
ستزعم أن النبي جاء بالمعجزات وهو هراء و كذب افتراه المسلون فيما بعد ، فلا القمر انشق في عهد محمد و لا غير ذلك من السخافات ، و نص القرآن الذي يتهرب من الإتيان بأي معجزة لأكبر دليل على أنه لم يأت بشي منها
كفانا مساهمة في تخلف الأمة و انحدارها الحضاري ، و مادعانا لقول هذا إلا غيرتنا الحقيقية على ما آل إليه حالنا من الجهل و التخلف و التواكل و التبعية بسبب الفكر الديني الذي لجمنا عن التفاعل الحضاري مع الحضارات المجاورة لنا عبر مئات السنين بحجة انه فوقها جميعا ، و أن علومه الغيبية قطعية و علومهم الوضعية تابعة لا قيمة لها ، و صارت الفلسفة التي هي أساس العلوم من أكبر المحرمات و وضعت الأموال الباهظة لخدمة الفكر الديني المتخلف على حساب العلوم الحقيقة التي تعنى برفع شأن الإنسان ...و لن أطيل أكثر من هذا
في سياق عدم مقدرتي على احتمال التضليل المستمر لمواقع الإعجاز العلمي في القرآن وقعت على هذا المقال في موقع عبد الدائم كحيل للإعجاز العلمي في القرآن و السنة ، فأرسلت له ردا على الفور ، و هذا هو المقال و الرد عليه للفائدة :
المقال لعبد الدائم كحيل :
كيف نرد على الأباطيل التي يطلقها بعض أعداء القرآن؟
محاولات تتكرر ولكن كل مرة بثوب جديد، جميعها تهدف للتشكيك بهذا الدين الحنيف، فكيف علمنا القرآن الرد على مثل هذه المحاولات ونحن نعيش عصر العلم...
ربما سمع بعضنا عن كتاب جديد يمثل محاولة يائسة لإطفاء نور القرآن اسمه «الفرقان الحق»، إنه محاولة فاشلة لتقليد النص القرآني الكريم، ومحاولة يهدفون من خلالها إبعاد المسلمين عن كتاب ربهم وتصوير هذا الكتاب العظيم على أنه كلام عادي من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم!!! وأن باستطاعة أي واحد أن يأتي بكلام مثل القرآن!!
وتتجدد أساليب الباطل بصور مختلفة: فيرسمون تارة صورة مسيئة للنبي الأعظم، وينشرون مقالة تارة أخرى تنتقد مبادئ الإسلام، وتجدهم في أسلوب آخر يطرحون الأسئلة المغلوطة ليشككوا المسلمين بدينهم الحنيف.
وسبحانك يا رب العالمين ما أكرمك وأرحمك وأعظمك! هم يقولون هذا الكلام الباطل على حبيبك ورسولك وخاتم أنبيائك عليه الصلاة والسلام، وأنت ترزقهم وتتفضل عليهم وتمهلهم!! ولكنني تذكرت قول الله تبارك وتعالى عن هؤلاء الذين يحاولون التشكيك برسالة الإسلام ويريدون أن يطفئوا نور القرآن بكلامهم ومقالاتهم: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 31-33].
قد يقول قائل: لماذا نردّ على هذه الافتراءات ونضيع الوقت؟ أليس الأجدر إهمالها وتركها لأنها لا تستحق الردّ؟ وأقول بأن المؤمن المحبّ لكتاب ربه يغار على هذا الكتاب الكريم، ولا يسمح لأحد أن ينتقده، بل إن السكوت عن أمر كهذا يعطي إشارة مبطّنة لبعض ضعاف القلوب من المسلمين أن علماءهم لا يستطيعون مجاراة هؤلاء أو الرد عليهم. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يرى منكراً يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ونحن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقل ما نقدمه لخدمة كتاب الله تبارك وتعالى هو كلمة حق نظهر من خلالها صدق القرآن وأنه كتاب منزل من الله تعالى وأن الإسلام هو دين العلم والمنطق والعدل.
لذلك نجد القرآن الكريم نفسه قد عرض أقوال منتقديه ومعارضيه بالتفصيل، وردّ عليهم بأسلوب منطقي وعلمي ولم يترك المؤمنين حائرين أمام هذه الاعتراضات. فقد خاطب تعالى حبيبه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 33]. فقد رد القرآن جميع ادعاءات المعارضين بشكل علمي. ولو تأملنا آيات القرآن الكريم نجد مئات الآيات قد تحدثت عن أقوال الكافرين والملحدين والمشككين بالقرآن، بل إن القرآن حدثنا عما يدور في قلوبهم وأنفسهم وما تخفي صدورهم!! ولكن لماذا هذا الكمّ الهائل من الآيات التي تنقل لنا ادعاءات المبطلين وتناقش أقوالهم وأفعالهم وتردّ عليها؟
لقد وجدتُ بأن الهدف من وراء هذه الآيات هو تعليم المؤمن كيف يردّ إذا تعرض لموقف كهذا، وكيف يناقش ويتعامل مع منكري القرآن، وكيف يقنعهم بالحجة الدامغة. وكلنا يعلم كيف اعترض كفار مكة على القرآن وقالوا إنه سحر مبين تارة، وتارة أخرى قالوا بأنه كلام بشر. فكيف علّم الله رسوله أن يردّ عليهم؟
يقول تعالى على لسان هؤلاء المشركين: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) [هود: 13]. هذا ادعاؤهم ولكن كيف أجابهم القرآن؟ يخاطب الله تعالى حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بكلمة (قل) أي قل لهم يا محمد: (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ) وماذا أيضاً؟ (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولكن الله أعطانا النتيجة مسبقاً فقال: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [هود: 14].
إذن عندما يأتي أحد الملحدين ويدعي بأن القرآن ليس كلام الله وأن الرسول قد افتراه ونسبه إلى الله، نطلب منه أن يأتي بسور تشبه سور القرآن! وعندما لا يستجيبون لهذا التحدي فينبغي علينا أن نعلم بأن الله هو الذي أنزل القرآن بعلمه وقدرته وحكمته.
وقد شهدنا الكثير من المحاولات الهادفة لتقليد النص القرآني والإتيان بمثله، ولكن هل هنالك محاولة واحدة نجحت وصدّقها أحد؟ وقد مضى على نزول القرآن أكثر من 1400 سنة فهل استطاع أحد أن يأتي بسورة واحدة يدعي أنها من عند الله وأقنع بها الناس؟
إذن القرآن يطلب منهم أن يأتوا بسور من مثله، وطلب منهم أن يعملوا ويجتهدوا في سبيل ذلك وهيهات أن تنجح محاولاتهم. والمحاولة التي سنعرضها الآن هي إحدى هذه المحاولات التي تهدف إلى إثبات أن القرآن كلام بشر، وسوف نعرض كل الحجج التي ساقها المؤلف، وسوف نرى بأن التفسير الذي قدّمه صاحب هذا المقال غير صحيح على الإطلاق، بل هذا التفسير يصلح لأي حروف! وستكون لغتنا في الإقناع هي نفس اللغة التي استخدمها صاحبنا أي لغة الأرقام.
وينبغي أن نستيقن دائماً بأن الله تبارك وتعالى لن يجعل حجّة لأحد على المؤمنين: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك مهما حاول المشككون ومهما اجتهدوا فلن يستطيعوا الانتقاص من شأن هذا القرآن، ولن يتمكنوا من إضعاف معجزاته وعجائبه. وأسأل الله تعالى أن تكون هذه المقالة سبباً في هداية كل من لديه شك بالقرآن، وكذلك أسأله عزّ وجل أن يجعل فيها الخير والنفع والفائدة للمؤمنين المحبِّين للقرآن، وأن يزدادوا إيماناً ويقيناً بعظمة هذا القرآن وعظمة إعجازه.
إنهم يقولون بأن الراهب بَحيرة قد علّم محمداً القرآن ، وأمره أن يكون ديناً لنفسه!! وسبحان الله! لم أكن أعلم من قَبل أن هذا الراهب له كل هذه السيطرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يضع قرآناً، ويضمن قبوله من محمد، وكذلك يضمن قبوله من بلغاء العرب وفصحائهم، ويضمن أيضاً عدم اعتراض المشركين عليه، وكذلك يضمن بقاءه 1400 سنة!!
وهل يعقل أن رجلاً مسناً وضعيفاً مثل بَحيرة استطاع أن يحرّف القرآن ويضع فيه ما يشاء في بضع سنوات، ولم يستطع كل الكفار والمشركين والملحدين أن يحرفوا القرآن طيلة أربعة عشر قرناً؟ لذلك فإن القرآن يعرض أقوال الملحدين بأن القرآن هو أساطير وألغاز وخرافات نقلها وأملاها عليه الرهبان والكهان، فيقول على لسانهم: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]. ولكن كيف ردّ القرآن افتراءهم هذا؟ يقول تعالى معلماً رسوله الكريم كيف يرد عليهم: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6].
إن الله تعالى قد حدثنا عن هؤلاء في كتابه، وأخبرنا بأنه سيأتي زمن يدعي فيه المشككون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علّمه بشر، وأجابهم عن هذه الشبهة بأن البشر الذي ينسبون إليه العلم إنما كتابه وهو الإنجيل باللغة غير العربية أي لغة أعجمية، فكيف علّم الرسول كل هذه البلاغة وهو لا يتقنها؟ ولو كان لدى هذا الراهب بلاغة كالقرآن، إذن لماذا أعطاها للرسول؟ أليس الأجدر به أن ينسبها لنفسه مثل بقية البلغاء من العرب وحكمائهم وشعرائهم؟؟
واستمع معي أخي القارئ إلى هذا النبأ الإلهي أخبرنا بما سيقوله هؤلاء وبالرد عليهم، يقول تعالى مخاطباً حبيبه محمداً عليه صلوات الله وسلامه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) هذا قولهم، ولكن كيف ردّ علهم سبحانه وتعالى؟ تأمل بقية الآية: (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [النحل: 103]. وسؤالنا: هل هذه الآية العظيمة التي تنفي تعليم البشر للنبي الكريم، هل هذه الآية وضعها الراهب بحيرة أيضاً ؟
والله لو عرضنا هذا القرآن على علم النفس الحديث وعلم البرمجة اللغوية العصبية وطلبنا من علماء النفس أن يحللوا لنا شخصية كاتب هذا القرآن، ولو أن هؤلاء درسوا القرآن بأسلوب البحث العلمي الحديث، لخرجوا على الفور بنتيجة ألا وهي أن هذا القرآن لا يمكن ولا ينبغي أن يكون من تأليف بشر، ويكفي أن القرآن يعرض أقوال المعارضين له ويرد عليها، كيف يمكن لبشر أن يفعل هذا. وقد كانت هذه الظاهرة سبباً في إسلام بعض علماء الغرب.
وأوجه أسئلة لأولئك الذين يدعون أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم:
1- كيف يمكن لبشر أن يؤلف كتاباً وينسبه لغيره ولا يتباهى به أمام قومه وهو أمي لا يعرف القراءة والكتابة؟
2- كيف يمكن لبشر أن يتحدى الناس جميعاً أن يأتوا بمثل نص أو سورة من كتابه، وكيف يضمن بقاء هذا التحدي أربعة عشر قرناً؟
3- لماذا أقحم هذا المؤلف (وهو سيدنا محمد حسب زعمهم) الكثير من الحقائق العلمية؟ وما الذي يدعوه للخوض في مثل هذه المسائل الدقيقة؟ أليس الأجدر به أن يبتعد عنها وبخاصة أنه يخاطب أناساً يعبدون الأصنام؟
4- مثلاً لماذا حدثنا عن البنية النسيجية للكون فقال: (والسماء ذات الحُبُك) [الذاريات: 7]؟ كيف علم بذلك؟ ألا يخشى أن يكون على خطأ فيأتي من يثبت خطأه من بعده؟
5- لماذا تحدث هذا المؤلف (أي مؤلف القرآن حسب عقيدتهم) عن حقائق كثيرة تشمل يوم القيامة وأنباء الغيب وقصص الأنبياء وتحدث عن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأمر بالصدق وكرَّم جميع الأنبياء في حين أن الكتب المقدسة المحرفة لم تكرِّم نبياً واحداً؟
6- لو كان النبي الأعظم هو مؤلف القرآن فلماذا ذكر اسم (الله) 2699 مرة وهو أكثر اسم تكرر في القرآن؟ بينما ذُكر اسم (محمد) أربع مرات فقط؟ لماذا لم يذكر قصته قبل البعثة الشريفة، لماذا لم يتحدث عن أصدقائه وزوجاته وبناته وقصص زواجه ولماذا لم يضمن القرآن شيئاً من الشعر مادام لديه كل هذه القدرة البلاغية ونحن نعلم أهمية الشعر في ذلك الزمن؟
7- وكيف ضمن أن الإسلام سيكون الدين الأكثر انتشاراً في العالم فقال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وهذا ما تقوله الإحصائيات اليوم أن الإسلام خلال سنوات سيكون الديانة الأولى في العالم من حيث عدد أتباعه ومن حيث عدد الدول التي ينتشر فيها، كيف علم رجل أمي يعيش قبل 14 قرناً بهذه الحقيقة؟
أسئلة كثيرة تنتظر من يجيب عنها قبل أن يوجه انتقاده للإسلام، وقبل أن يرسم صورة لنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، ونقول نرجو أن تقرأوا معجزات هذا القرآن وتجيبوا عن هذه الأسئلة قبل أن تتصوروا نبينا بالصورة التي قدمتموها له.
وانظروا معي إلى عظمة هذا النبي وكيف كرَّمه الله تعالى بآيات عظيمة تكفيه فخراً، وكيف أمره أن يلجأ إلى العبادة عندما يتعرض لاستهزاء أو إيذاء، وأن الله سيجعل هذا الاستهزاء تكريماً له وأن أفضل عمل يمكن أن نقوم به نصرة لهذا النبي الكريم أن نكثر من السجود والعبادة والدعاء، والله سييسر لنا أسباب إقناع غير المسلمين بصدق هذا النبي، انظروا معي كأن القرآن يتنبأ بأمثال هؤلاء ويحدثنا عنهم وأنهم سيُسألون يوم القيامة عن هذه الجريمة: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 92-99].
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.kaheel7.com/
و هذا رابط الموضوع
الرد على المقال :
مع احترامي لك إلا أنك إما جاهل بالحقائق و إما تتجاهلها لنصرة الإسلام ولو كان دين محمد وليس بدين الله
أولا :
تعتقد أن الفرقان الحق موضوع لتؤمن الناس به أنه من عندالله ؟ هذه سخافة لا يقبلها أحد ، فالكل يعلم أن الفرقان الحق كتاب باطل لا يستحق أن ينظر إليه بهذا الشكل ، و هذا لا يعني مطلقا أن الناس تعجز أن تأتي بمثل القرآن ككلمات و جمل ، و لكن الناس تعجز فعلا عن ادعاء أن كلامهم و جملهم من وحي الله كما فعل محمد ، لأن الناس لا تملك من الجرأة على الكذب و الادعاء كتلك التي ملكها محمد لتنسب كلامها و ثقافتها لخالق الكون الموهوم و الموروث ثقافة عن اليهود و النصارى ، يمكنني أن أضع مثل القرآن بسهولة تامة ، و لكن لا يمكنني الكذب و الادعاء بأن هذا وحي من الله كما فعل محمد و الذي كانت فكرته مبتكرة بين قومه الشعراء حيث أتى بكلام لا هو شعر ولا هو نثر ، لفشله في قرض الشعر ، ولكي لا يتهمه الناس بكونه شاعرا ومع ذلك فقد فعلوا و أنكر على نفسه وهاجم الشعراء بقوله : و الشعراء يتبعهم الغاوون ، هذا هو الفرق، و يصبح القرآن كتابا رمزا للتخلف و الجهل إذا أزلت عنه صفة القداسة فقط ، و أما أنك مازلت تلبسه ثوب القداسة فلا يمكن لك أن ترى حقيقة ما فيه .
ثانيا :
تقول بأن الملحدين مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن ينتقصوا من شأن القرآن أو يضعفوا عجائبه ، و هو جهل ما بعده جهل ، فالمؤمن بنفسه لو أزاح صفة القداسة قليلا -كما فعلت انا -عن النص القرآني لتتالت له الفضائح القرآنية تتاليا سريعا لا يمكنه معها الرجوع إلى نقطة الإيمان ولا بأي شكل ، إذ لا يمكن لعاقل أن يتغافل عن الأخطاء القرآنية في نظرته للكون و الحياة و المجتمع و التي هي نابعة من ثقافة عصر مؤلفه المحدودة و ضيقة الأفق
ثالثا :
من قال لك أن الراهب بحيرة هو المتهم الوحيد في إيحائه بفكرة القرآن لمحمد ؟ هناك عشرات المتهمين من ورقة بن نوفل إلى عداس إلى آخرين ، و أنصحك بالدخول لمنتدى الملحدين العرب في ساحة الدين الإسلامي موضوع المصادر التي استقى منها محمد قرآنه لتجد هناك الآراء الكاملة للملحدين و نتائج أبحاثهم بدلا من الاعتماد على أفكار قاصرة و ردها هنا في موسوعتكم التي لا تزيد الأمة إلا تخلفا و إغراقا في التأخر الحضاري
و هذا رابط الصفحة و عليك بتصفح الموضوع كاملا بصفحاته الأربعة لتصل فكرة جامعة
www.el7ad.info/smf/index.php/topic,13733.0.html
و رأيي الشخصي بعد مجموعة أبحاث قمت بها و قرأتها أن محمدا لم يكن يحتاج أحدا بعينه ليعلمه القرآن ، بل كان هو أصل فكرته ، و من الطبيعي أن ينسبه لله ولا ينسبه لنفسه و إلا فما الفائدة من زعمه أنه رسول الله ؟ هو يريد نشر أفكاره التي يراها حضارية في زمنه و ينسبها لله الذي كان يؤمن به اقتباسا من اليهود و النصارى ، و يرى أن الله أفضل مما وصفته به اليهود و النصارى ، فوضع نظرياته كاملة في قرآنه ، ولو لا أن نسبها لله نفسه لما حقق من أهدافه الإصلاحية بحسب رؤيته شيئا .
رابعا :
محمد ذكر في القرآن حجج الملاحدة ليس لأنه تنبأ بهم ، فهو قد ثبت لدينا أنه فشل في سائر تنبؤاته ، بل لأن الملاحدة واجهوه في مكة و فندوا ادعاءاته ، فصار يرد عليهم ، و القرآن مصدر تاريخي لمعرفة الاتجاهات الفكرية و الاجتماعية التي كانت سائدة في مكة في عصر محمد .و لا ينفع بأكثر من هذا
خامسا :
لو عرضنا هذا القرآن على علم النفس و علم البرمجة اللغوية العصبية كما تريد لوجدنا ان الله كائن سادي يتلذذ بالتعذيب الأبدي في جهنم التي لا يوصف شرها من هوله لمن لا يرضى بالسجود له ، فهو يحمل قمة التعجرف و التكبر و النقص، وهو يحب سفك دماء مخلوقاته و تعذيبهم و إجبارهم على الإيمان به و يخصص لذلك عصابة يسميها المؤمنين لتقوم بهذه المهمة ، و ان محمدا كائن مولع بالجنس و الخمر و الطعام بأشكاله و التي وعد بها المؤمنين في الجنة على أنها قمة اللذة ، و أن الله جاهل بحقائق الكون فلا الأرض مسطحة و لا الشمس دليل على الظل ، و لا الشمس تغرب في عين حمئة ، ولا العظم يخلق قبل اللحم ، و لا السماء سقف محفوظ ولا من كل هذه الجهالات العلمية ، و كذلك لوجدنا أن محمدا كان ابن عصره ولا يرى أبعد من أرنبة أنفه ، و أنه وجد وسيلة يسخّر بها خياله الإبداعي الرهيب ليسيطر بها على أمة من البدو الجهال الرعاع و ليجمعهم و يعلمهم القتل تحت اسم الجهاد و الاستيلاء على اموال الناس بمسمى الغنائم و الأنفال ، و استرقاق البشرية بمسمى ملك اليمين ، و النكاح ثم النكاح ثم النكاح بلإعطاء الرجل الحق في تعدد الزوجات و بعدد غير محدود من ملك اليمين ، و إذلال الأمم بمسمى الجزية ، و الاستيلاء على البلاد بمسمى الفتح ، و المصيبة أنه ينسب كل هذه الشناعات لله ، و يقول أنه رسول الله ؟؟؟؟؟
سادسا :
لقد أقحم محمد نفسه فعلا في الحديث عن ظواهر كونية كشفت كذبه في هذا العصر ، ولولا ذلك لبقينا على إيماننا القديم به مستسلمين لأفكار ه الخرافية و عقائده الوهمية ، و اما قوله و السماء ذات الحبك ، فهو تعبير بسيط لبدوي كان يراقب روعة منظر السماء و كيف تتداخل نجومها وكواكبها ، و ليس كما تفتريه في مقالاتك الخزعبلية عن حقائق تكلم عنها القرآن قبل 1400 سنة ، فتحمل النصوص طاقة أكبر من طاقتها بكم هائل ، فمحمد كان لا يعلم أبسط الحقائق الكونية إلا في نطاق مفاهيم عصره و بداوته، يعتقد بالجن و السحر ، يرى أنه لا عدوى في الأمراض و أن حبة البركة شفاء لكل داء ، و أنه لا شفاء إلا في ثلاث و بالتالي لا حاجة للطب الحديث من أوله لآخره ، و يقول و يقول ويقول ، و جاء العلم الآن ليفضح تلك الأكذوبة الفظيعة و التي سيطرت على عقول المليارات عبر السنين و المسماة الوحي الإلهي
سابعا :
من قال لك أن محمدا ضمن أن الإسلام سيكون الأكثر انتشارا في العالم، محمد كان يتمنى ويحلم فقط ، محمد يا عزيزي لم يكن ير أبعد من أرنبة أنفه كما أسلفت ، فقد زعم أن الساعة ستقوم بعد مئة عام من عصره كما في صحيح مسلم، حيث سئل عن الساعة وبين يديه غلام فقال : لن يبلغ هذا الغلام المائة و على الأرض نفس منفوسة ، و هو جواب صريح على سؤال صريح و محدد ،و الإسلام الآن في تراجع بسبب العلم ، و إن كنت تظن أن كل من اسمه محمد او أحمد مسلما فأنت تعيش في حلم كبير ، الإسلام يتراجع بانتظام بين المسلمين بسبب العلم ، و عليك أن تحارب العلم لأنه هو الذي يؤدي إلى الإلحاد ، وعلى الأقل هو الذي يفضح أكذوبة الإسلام
إذا كان عدد المسلمين يزداد فذلك لأنهم يعملون بوصية نبيهم من زيادة النكاح و الإنجاب حتى يباهي بهم البشر مخالفا أبسط القواعد العلمية الإجتماعية التي تنجم عن الزيادة العشوائية لعدد السكان في المجتمع الإسلامي المتخلف البليد الذي لا يعرف كيف يطعم نفسه و الذي يعيش عالة على الحضارة و البشرية جمعاء ، و هو بتوصياته الإلهية أضر بالعرب و بالمسلمين أضرارا جسيمة لا يمكن أن يتداركوها حتى يستيقظوا مما هم فيه من النوم الجماعي بفعل تخديره الديني لعقولهم
فالزيادة بسبب الولادات و ليست بسبب مصداقية هذا الدين ولا بسبب قوة حجته ، بل الخارجين منه من هذا الطريق أكثر بكثير من الداخلين فيه من خارجه بسبب إغراقهم في الجهل على ندرتهم
و أخيرا :
لجوء محمد للعبادة مقابل الحجة التي تقوض إدعاءه هروب إلى الأمام كما يقال ، فقد طلبوا منه معجزات شتى ففشل في إتيان واحدة منها ، و هرب إلى الأمام بقوله : ولو أتيتكم بكل شيء فلن تؤمنوا ، فهل هذا جواب شخص يحترم عقله ؟ عليك أن تأتي بالمعجزة أولا و تقول ها قد جئتكم بما تطلبون و لم تؤمنوا ، فتقيم عليهم الحجة لا أن تهرب من السؤال بهذه الطريقة ؟
ستزعم أن النبي جاء بالمعجزات وهو هراء و كذب افتراه المسلون فيما بعد ، فلا القمر انشق في عهد محمد و لا غير ذلك من السخافات ، و نص القرآن الذي يتهرب من الإتيان بأي معجزة لأكبر دليل على أنه لم يأت بشي منها
كفانا مساهمة في تخلف الأمة و انحدارها الحضاري ، و مادعانا لقول هذا إلا غيرتنا الحقيقية على ما آل إليه حالنا من الجهل و التخلف و التواكل و التبعية بسبب الفكر الديني الذي لجمنا عن التفاعل الحضاري مع الحضارات المجاورة لنا عبر مئات السنين بحجة انه فوقها جميعا ، و أن علومه الغيبية قطعية و علومهم الوضعية تابعة لا قيمة لها ، و صارت الفلسفة التي هي أساس العلوم من أكبر المحرمات و وضعت الأموال الباهظة لخدمة الفكر الديني المتخلف على حساب العلوم الحقيقة التي تعنى برفع شأن الإنسان ...و لن أطيل أكثر من هذا