الخميس، 28 فبراير 2008

الرد على الدكتور مصطفى عبد المنعم حول خلق الجنين

الدكتور مصطفى عبد المنعم المحترم moustmon@yahoo.com
بعد التحية و السلام أود أن ألفت انتباهك إلى بعض النقص الذي ورد في بحثك المفيد حول الإعجاز العلمي في القرآن بخصوص خلق الجنين و أرتب ذلك كما يلي:
أولا : ذكرت أن تفسير آية بين الصلب و الترائب تشير إلى المرحلة الجنينية بهجرة خلايا من كيس المح إلى منطقة بين العمود الفقري و عظام الظهر ولكنك لم تذكر ما هي هذه المنطقة بالضبط و لم تذكر مستقبلها بعد الولادة و عند البالغين؟ هل اختفت في المرحلة الجنينية ؟و ما الفائدة من ذكرها في القرآن إذا اختفت في تلك المرحلة؟ ما هو مصيرها ؟ نحن نعلم أن الحيوانات المنوية تتشكل في الخصية التي هي الجهاز الوحيد المسؤول عن ولادة السائل و الحيوانات المنوية عند الذكور و المبيض هو الجهاز الوحيد المسؤول عن تكوين البيوض الأنثوية و كلاهما ليسا في الظهر ولا عظام الظهر فما هو قولك؟
الصورة التوضيحية التي أرفقتها حضرتك لشرح هذه الفكرة لا تزيدها إلا إبهاما بسبب ما تقدم .
و بالمقابل نرى أن العرب تتداول فيما بينها فكرة أن السائل المنوي يخرج من الظهر فيقول : جاء ظهري إذا حصل عنده القذف و هي فكرة خاطئة تماما بعد أن اكتشفنا خلاف ذلك علميا فهل جاء القرآن موافقا لها ؟ ، يقول العرب : هذا الولد من صلبي ، أي ابني الحقيقي و الصلب هو الظهر لصلابته و حمله للجسم و لا يمكن تأويل هذه المصطلحات فما هو ردكم؟
الترائب هي عظام الصدر ، و قد قال المفسرون للقرآن أنها تشير إلى مكان ماء المرأة و هي فكرة خاطئة تماما و لا يوجد تأويل للترائب من أجل نصرة فكرة معينة تخالف الحقيقة فما هو ردكم؟
ثانيا : لا نلاحظ أي إعجاز في التعابير القرآنية المختصة بمراحل تطور الجنين لأنها كلها مرئية للعربي في تلك الفترة وليس فيها خفايا ولا أسرار كما تقولون ، فالعربي يعرف ويرى أن الإنسان خلق من ماء و أنه يخرج من مكان البول فهو مهين ، و أن الإنسان سلالة و نسل و أنه خليط من ماء الرجل و المرأة ، و أن الرجل عندما يلقي نطفه في المرأة فإنها تثمر طفلا كما تثمر الزراعة و هي تشبيهات بسيطة ، و أما فكرة النطفة و العلقة و المضغة فهي بسيطة جدا فالكل يعلم أن الإنسان يبدأ بنطفة ثم تعلق في الرحم و لذلك سمتها العرب علقة ، و هو تعبير معروف كما يعلمون أنها تتطور لقطعة لحم تشبه اللقمة الممضوغة من خلال ما يشاهدونه عندما يفشل الحمل بعد فترة و تسقط المرأة جنينها وتكون أحيانا مخلقة و أحيانا غير مخلقة ، و أما تحول المضغة لعظام ثم يكسوها اللحم فهو ما لم يقل به العلم بحسب دراستنا لعلم الجنين بل تتشكل وريقات ثلاث و الأجهزة الرئيسية في الجسم أولا ، و يكون التعظم من المراحل الأخيرة للتشكل الجنيني بترسب أملاح الكالسيوم في جسم الجنين المغلف أساسا بالأنسجة و ليست المسألة ببساطة التعبير القرآني و الذي يمكن أن يستعار من التعابير العامية ، لأننا نرى أن العظام داخل اللحم في جسمنا فنظن أنها خلقت أولا ثم كسيت باللحم و هو غير دقيق ، و مثال ذلك براعم الأسنان حيث تكون أكياسا في البداية و لا تخرج و تبزغ حتى تتعظم في مراحلها الأخيرة و تتشكل التيجان أولا فتبزغ و تكون الجذور غير مكتملة لعدة سنوات و تكتمل نهائيا بعد ثلاث سنين من اكتمال التيجان ، ولا تخلق أسنانا متعظمة ثم تبزغ و هي تسير بالمنهج نفسه التي تكون عليه عظام الجسم الأخرى التي تتعظم رويدا رويدا بعد أن تكون قد اكتملت أجزاء الجسم الأخرى و يولد الجنين و عظمه طري و يقسو كلما كبر كما نعلم ؟
حرف الفاء في اللغة العربية يفيد العطف و الترتيب و التتالي ، و قوله فكسونا العظام لحما تعني الموالاة ، و أن العظام خلقت ثم اللحم و الأمر على هذا النحو البسيط جدا لا يصح علميا كما ذكرت ، و قوله في قرار مكين تعبير عادي تأملي لمكان تطور الجنين لأنه المكان الأسلم له كما هو معروف .
ثالثا : قوله : ما من كل الماء يولد الولد ، ليس فيه إعجازا كما تقولون لأن النبي كان شديد الملاحظة و يحمل من ثقافات عصره و عصر من سبقه و هذه الملاحظة بديهية ، و هو قد سئل عن العزل فأفاد بأن العزل أحيانا لا يفيد بمنع الحمل لأن الله يخلق ما يشاء ، و قوله ما من كل الماء يولد الولد يعني بأن ليس كل جماع سينتهي بحمل أكيد ، وهو معروف و ملاحظ في حياتنا اليومية فأين الإعجاز ؟
رابعا : نستغرب منكم جدا بتركم للحديث المشهور الصحيح في الكتب الصحاح : و الذي نفسي بيده إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي أو سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها رفعت الأقلام و جفت الصحف .
و السؤال لماذا بترت الحديث من أوله ؟ و الجواب : لأن تكملة الحديث تفسد عليك فكرتك و تناقضها و تلغيها و تثبت أن الحديث خاطئ تماما ؟ فقد أوردت كلاما علميا بأن الجنين بعمر 42 يوما يكون قد جمع خلقه ولا يتجاوز طوله 1 سم ، إلا أن الحديث ينص أنه يكون في هذا العمر قد بدأ بشكل العلقة بعد مرحلة النطفة أي لم يتشكل منه شيء بعد و يحتاج ليجمع خلقه إلى 120 يوما بحسب الحديث ليصبح جاهزا لاستقبال الروح من الملك و ليتسمى مخلوقا إنسانا يكتب في اللوح المحفوظ بأجله و عمله و رزقه و مصيره المحتوم .
لماذا أخذت الجملة الأولى من الحديث [ يجمع خلقه ] و تركت الباقي الذي يثبت بطلان فكرة الحديث بالشواهد العلمية التي ذكرتها في المقالة نفسها ؟ لمصلحة من إخفاء الحقيقة ؟ هل لمصلحة الله أم لمصلحة رسوله أم لمصلحة المؤمنين ؟ هل يريدنا الله أن نؤمن برسوله ولو خالف المحسوس من العلم و المعرفة فنخفي الحقيقة لأننا نخاف أن نكفر برسول الله ؟ أم هل تراودك الآن فكرة تقول أن هذا الحديث المتفق عليه عند البخاري و مسلم لا يصح عن النبي ؟ فماذا يصح إذا عنه ؟
أرجو الرد و عدم التجاهل لعلك تنقذ نفسا من النار التي تؤمن بها
مع خالص الاحترام و المودة


طبعا لم يرد ولم يبال بهذه النفس التي تنتظرها نار جهنم لتبتلعها وتتلذذ بها .

ليست هناك تعليقات: