الأربعاء، 20 فبراير 2008

مخاطر الدين الإسلامي على المسلمين !!

أولا : إحاطة الفكر الإنساني بإطار من الغيبية المقيدة بنموذج الفكر السائد في عصر الإسلام الأول ، فالقرآن يفتتح نفسه في سورة البقرة : [ و الذين يؤمنون بالغيب ] ، و هو توجيه إلى المبدأ الأول في الإيمان و هو الغيب ، عليك أن تؤمن بكل المغيبات التي يمليها عليك هذا الدين ، بلا نقاش ، و إلا فإيمانك مطعون به ، و الفكر الغيبي هذا يفسر كثيرا من الظواهر المحيطة بنا بطريقة بدائية تتناقض مع حقيقتها المكتشفة بالطرق العلمية ، و قد خلق هذا صراعا فكريا في عقل المسلم تراوح بين إنكار المعطيات العلمية البسيطة حفاظا على الإيمان الغيبي ، و بين الإلحاد و إنكار الدين من أساسه ، و الأغلبية من المسلمين يتسائلون عن كيفية التوفيق بين الأفكار الغيبية و الواقع المشاهد ، وهم لا يرغبون بفقدان إيمانهم ، فخرج المجتهدون من علمائهم ليعلموهم كيفية الالتفاف على النصوص و الجمع بين المتناقضات ، و إظهار الدين بمظهر الفوقية المطلقة ولو كانت مخالفته للواقع صريحة ، و في هذا المنتدى أمثلة لا تحصى عن مغالطات الإعجازيين و المفسرين للتراث الديني في سبيل تعميق ازدواجية الفكر الإنساني الإسلامي و تعليمه كيف يجمع بين النقيضين [عائشة مثلا رفضت أن يدخل عليها مجاهد بن جبر ليأخذ منها العلم لأنه حر و قبلت بدخول عطاء بن أبي رباح عليها لأنه عبد ورد ذلك في ترجمة مجاهد و عطاء في كتب التراجم ]، و هذا من أخطر الأمور و أكثرها ضررا على التقدم الفكري للأمة و الذي ينعكس على سائر إنتاجها ، لأن المفكر يفقد ثقته بنفسه ، و يصبح تابعا للكهان الغيبيين ، و لا يجرؤ على الخروج عن إجماعهم ، و يحتاج في كل فكرة يخرج بها إلى مباركتهم وموافقتهم عليها أولا لتصبح شرعية و علمية و مقبولة ، وهذا هو عمل مجمع الفقه الإسلامي و هيئات كبار العلماء ، و هم علماء بماذا ؟ بفقه الحيض و النفاس ، و الطلاق و الزواج ، و كافة طرق الاستنجاء المعتمدة و غير المعتمدة ، و بيع الغرر و النسيئة ، و يعيشون في القرون السالفة ، لا يجرؤون على الخروج منها .
ثانيا: تكريس و إشاعة التمييز العنصري بكافة أشكاله على أساس الجنس و الدين و العرق ، و أما الدين فالمسلم يرى نفسه أنه المهتدي الوحيد لطريق الحق و كل ما خالفه كفر و ضلال لأن مصدر تشريعه هو الوحي الإلهي، و قد بنيت احكام شرعية كثيرة على هذه الفكرة ، و منها التفريق بين المسلمين و غيرهم في الاحكام كقول النبي : لا يقتل مسلم بكافر ، و إباحة الاسترقاق بحرب دينية ، او حتى بالشراء من سوق النخاسين ، و قوله : حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ، بالنسبة لأهل الذمة في المجتمع الإسلامي ، و رفض أخذ الجزية من غير اهل الكتاب او من لهم شبهة كتاب [ نبي و يشتبه عليه و على أصحابه ] ، فإما القتل و إما الإسلام اقرؤوا سورة براءة لتروا كيف أعطى الرسول مهلة أربعة أشهر للمشركين فقط ليقرروا ، إما القتل و إما الإسلام، و كذلك منع المشركين من دخول مكة [ إنما المشركون نجس فلا يدخلوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ] و إلى الآن يمنع غير المسلم من الدخول إلى مكة ، العاصمة الدينية للمسلمين والتي لا يمكن بهذه الأحكام ان تكون عاصمة سياسية كي لا تستقبل غير المسلمين فيها ، و هو يشير إلى مدى بعد الطرح الإسلامي عن التسامح المزعوم و الواقعية الموهومة .
و أما التفرقة على أساس العرق فالخليفة من قريش و العرب أفضل من غيرهم و القرآن عربي ، ولا تجوز الصلاة إلا بالعربية ، و هنا تبرز إشكالية اللغة في الدين ، حيث يصلي غير العربي و هو لا يفهم ما يقول غالبا.
و أما التفرقة على أساس الجنس فالنظرة الدونية للمرأة ، حيث يجب عليها طاعة الرجل و الرضوخ له و لو كان آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمر المرأة ان تسجد لزوجها ، و من باتت و زوجها غير راض عنها ، باتت تلعنها الملائكة حتى تصبح ، و لا يجوز لها أن ترفض المعاشرة الجنسية في أي وقت يطلبها فيه زوجها ، بينما يحق له هجرها لأشهر اربع ، و الزواج عليها و التسري بما شاءت له نقوده ، و ضربها ، و لا يجوز ان تخرج من المنزل إلا بإذن زوجها ، أي عبودية كاملة للرجل ، وهذا نشاهده من حولنا في المجتمع المتدين بشكل فاضح لا يمكن الدفاع عنه ، مما أثر على طبيعة المرأة و كرس فيها نظرتها الدونية لنفسها بالمقارنة مع الرجل ، و الله لا يرضى بغير هذا .
وكذلك الذكورية المفرطة التي جاء بها الإسلام منعت الاعتراف بحق المثليين في ممارسة حياتهم الطبيعية و جعلتهم يعيشون بازدواجية قاتلة إذا ما ارادوا الحفاظ على إيمانهم .
ثالثا : تحويل المجتمع إلى خلية إرهابية كبيرة تحارب كل أنواع الفكر الحر و الاختيار الحر لنمط الحياة و الممارسات الشخصية ، فالدينيون يتكلمون بلسان الإله ، و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر كما يراه هذا الإله المتمثل بعقلية رجل عاش و مات قبل 1400سنة، و عليك إن حملت أي بذور فكرية او ممارسات فردية تخالف تفكيرهم أن تعيش في الخفاء منافقا لهم كي لا تحرم من حق الحياة ، و مثال ذلك حركة طالبان و ممارساتها و ما يجري في البصرة العراقية الآن من سيطرة الميلشيات الدينية التي تحكم باسم الاسلام و تجبر الفتيات على الحجاب ويصل الأمر بهم إلى القتل ، و غيرها من الظواهر و لوحتى على مستوى العائلة المتدينة الواحدة من الإرهاب الفكري و القمع العملي .
و معلوم انه كلما ازددت ارتباطا بالنصوص الدينية القديمة كلما ازددت تطرفا و كراهية للاخرين ، فمدرسة احمد بن حنبل تقدس النصوص و تلتزم بها و لذلك تجدها اكثر تطرفا من مدرسة ابي حنيفة التي تاخذ بالراي و تخرج عن النصوص في كثير من الأحيان ، و لذلك تجد البلاد التي يشيع بها المذهب الحنبلي مفرخة للفكر الإرهابي الذي يريد أن يفرض الدين فرضا على البشرية فيما لو رفضته بالحوار ، بل لا حوار أصلا في مجال العقيدة و التشريع ، بل تكفر عندهم بمجرد إنكارك لنص واحد ، جاء في سير اعلام النبلاء للذهبي ج7ص142 مؤسسة الرسالة الطبعة التاسعة :
[[ قال أحمد بن حنبل بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد هو أورع وأقول بالحق من مالك قلت[أي الذهبي] لو كان ورعا كما ينبغي لما قال هذا الكلام القبيح في حق إمام].
فأحمد بن حنبل يرى رأي ابن أبي ذئب بأن يقتل الإمام مالك بسبب عدم أخذه بنص ديني و ذلك اجتهادا منه وليس بنكران فما بالك لو كان منكرا له ؟؟
رابعا : الفكر الغيبي الذي اتى به الإسلام يؤدي إلى التواكل و التكاسل و الاعتقاد بأن مجرد الالتزام بالدين كفيل بأن ينهض بالأمة و الإسلام هو الحل ؟؟
نعم لقد طبقت طالبان الإسلام الحنفي في أفغانستان و طبق بن لادن الإسلام الحنبلي في قاعدته ، فأين نصر الله لهم و أين النهوض و الحل للأمة ؟ ، طبعا عند الدينيين اجوبة مختلفة ، و المهم ان يجيبوا ثم يعودوا بنا إلى نقطة الصفر .
يشيع في الفكر الخرافي الإسلامي ان مجرد استخدام السواك في احد المعارك الإسلامية كان كفيلا لهم بالنصر فيها ، و المسلمون يفكرون بهذه العقلية كروح سائدة فيما بينهم.
و الكثير منهم ينتظرون المهدي المنتظر ليحل لهم مشاكلهم بقتل اعدائهم و الإتيان بالنصر من السماء ، النصر لا يأتي إلا بالقتل .
خامسا : جمود الفكر الإسلامي و تقديس العهد الأول كان سببه النبي نفسه بقوله : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم لا يأتي يوم إلا و الذي بعده شر منه .
إذا أفضل القرون لتنال حياة الاخرة و ربما الدنيا هي ان تتشبه بالأولين في كل شيء ، و هكذا وقف العقل الإسلامي عند تلك القرون على مر العصور ، و عندما فوجئ بنهضة الغرب انقسم على نفسه بين ناكر لها جملة و تفصيلا و بين جاهد في التوفيق بينها وبينه احتراما لعقله ، حتى ظهر علينا من قلب الطاولة وقال إن الإسلام قد سبق العلم في كل شي اكتشفه كزغلول و امثاله، ليعود بالسفينة إلى خطها الأول في تقديس القرون الأولى ، و ليت الناس تقرأ و تعرف حقيقة تلك القرون ، و السواد الحالك الذي كانت تكتنفه .
سادسا : تقديس الشعائر و اقوال السلف و سيرتهم ، يؤديان إلى هدر طاقات ثمينة من طاقات الأمة سواء مادية او معنوية ، فالحج مثلا يرهق الكثير من الأسر الفقيرة و يصرف الأموال لغير منفعة إلا لمنفعة مكة و اصحابها الذين يجنون الملايين في كل موسم ، كما أن القنوات الفضائية الدينية المكررة و المملة و التي صارت لا تحصى ، تهدر الكثير من المال في سبيل تكريس التخلف الفكري في الأمة ، و تلك المطابع و المؤلفون الذين يرهقون انفسهم في التحقيق و الجمع و الشروح بما لا طائل منه ، كم من وقتهم يهدرون و كذلك من أموالهم في سبيل خدمة تلك القرون البائدة و تكريس أفكارها في مجتمعنا ؟ أضرب مثالا بسيطا : مسند احمد بن حنبل طبع بستة اجزاء في طبعته الميمنية المشهورة ، و جاءت مؤسسة الرسالة لتحققه في اثنين و أربعين مجلدا لا تجد من يقرؤها ، كم من المال و الجهد بذلوا من اجل عمل لا فائدة فيه على الإطلاق ؟

ليست هناك تعليقات: