الخميس، 28 فبراير 2008

حوار مع د.محمد عبد الخالق حول ذكر محمد في الكتاب المقدس

حوار جرى بيني و بين الدكتور محمد عبد الخالق صاحب مواضيع ذكر محمد في الكتاب المقدس المذكور في مواقع الإعجاز العلمي في الإسلام و موقع الإسلام العظيم :
سيدي العزيز مقالتك في موسوعة الإعجاز حول التبشير برسالة النبي صلى الله عليه وسلم جميلة و قد قرأت نفس هذا الكلام في كتاب محمد في الكتاب المقدس لكاتبه عبد الأحد داوود الذي كان رجل دين مسيحي ثم أسلم و كتب مؤلفه هذا ولكن لي بعض التساؤلات أرجو ان تجيبني عليها:
أولا : سفر حبقوق هذا لا يعترف به كثير من الطوائف المسيحية و اليهودية ، و يعتبرونه منحولا و في الأسفار الأخرى للكتاب المقدس إشارات دائمة لظهور المسيح المنتظر ، و كلمة المسيح عندهم هو الممسوح بالزيت أو المنصب من قبل الله على الناس ، فيقولون في الكتاب المقدس إن الله مسح فلانا ملكا أي أمر بأن يكون ملكا ، وهو موجود كثيرا في الكتاب المقدس ، و كلمة المسيح كلمة عامة ، و لا تعني شخصا بعينه ، أي أنه كان من عادة كل نبي مزعوم أن يبشر بمسيح يراه بطريقته ، ولم يذكر أحد تفاصيل مخصوصة تنطبق فعلا على عيسى أو محمد إلا اذا فسرناها كما نريد ، و كلام حبقوق كلام عام ، قال به غيره بطريقة مختلفة على عادة التبشير بشخص مخلص ، كما في العديد من الأديان ، و الفرض بأن نبوءة حبقوق صحيحة فرض يفتقر الى دليل ، ففي الكتاب المقدس من المخازي الشيء الكثير ، حيث جاء في الأسفار الخمسة الأولى منه ما يتناقض كليا مع رسالة الإسلام عامة ، و هذه الأسفار الخمسة من المفترض أنها التوراة التي تحدث عنها القرآن بأنها كتاب الله لليهود ، و هي ليست إلا كتاب يذكر تاريخ اليهود ، و الواضح أن ليس فيها من الوحي شيء يشبه القرآن لا من قريب ولا من بعيد ، فاتهام يعقوب بالكذب ، و احتياله على أبيه ليباركه ، و اتهام لوط بزنا ابنتيه معه ، و الانجاب منه ، و صراع يعقوب مع الرب و عدم افلاته حتى يباركه الرب بالقوة ، كل هذه السخافات و غيرها من بناء الدين على أساس الكهانة ، وحصر الكهنة بسلالة هارون و أبناء لاوي ، و الاهتمام بعدد بني اسرائيل و قبائلهم ، و تخصيص سفر العدد لهذه الأشياء القبلية ، و غير ذلك مما يتناقض كليا مع أسلوب القرآن ، حيث لا نجد أي رابط بين الكتابين لا من قريب ولا من بعيد ، فالرب مختلف في الكتابين ، و التشريع مختلف ، و لا يوجد ذكر للجنة و النار في الكتاب المقدس ، ولا ليوم القيامة بعكس القرآن الذي يبالغ في وصفهما، كل هذا يجعلنا نعتقد أن الكتاب المقدس ليس فيه من الوحي شيء ، وهو لا يميز بين نبي كاذب و نبي صادق ، و يجعل للآلهة الأخرى الوثنية أنبياء بالمئات ، ويجعل لليهود كذلك أنبياء بالمئات في وقت واحد ، و بالتالي كيف نحتج بنبوءة لحبقوق من مثل كتاب كالكتاب المقدس يفتقر الى أدنى درجات المصداقية ؟ ، كيف نقبل بهذا لمجرد أنه يمكن إسقاط هذه النبوءة على محمد مع وجود الكثير من الخلل؟ ، فمن قبل ياقوت الحموي قال أن فاران هي جبال مكة؟ ، هل وجد هذا الاسم في أحد نصوص الشعر العربي القديم وهو كثير؟ ، لا ندري من أين أتى ياقوت الحموي بهذا الكلام ، و ياقوت متأخر و لم نسمعها من قبله من أحد؟ .
و من ناحية أخرى فالنبوءة فيها مبالغة كبيرة ، و تصوير شبه شعري و خيالي ، لتأثير هذا النبي المنتظر ، و فيها الكثير مما لا ينطبق على شخصية النبي محمد ، كقوله : بغضب خطرت في الأرض و بسخط دست الوثنيين ؟! ، فهل هذا ينطبق على رسالة محمد ؟ ، هل جاء بالغضب و السخط ؟ ، نعم التوراة تمجد الغضب و السخط ، و تستمتع بذكر المذابح الوحشية التي أمر بها أنبياؤها و ملوكها ، و لكن هذا بلا شك لا ينطبق على رسول الإسلام.
ثم كيف يجيء الله من اليمن و النبي من جبل مكة بحسب ترجمة النبوءة ؟ ، نعلم أنه لم يتم ذلك ، و لم يكن لليمن دور في رسالة الإسلام أفضل من غيرها ، بل إن وجود اليهود في اليمن ، وخروج عبد الله بن سبأ صاحب الفتنة الكبرى في الإسلام منها و الذي أضر الإسلام ولم ينفعه ، كل هذا ينبيء أن النبوءة تدخل في نطاق الفكر اليهودي البحت ، لتعلق النبوءة باليمن ووجود اليهود هناك ، ويدل عليه هذه المبالغة في وصف المنتظر المخلص ، وأنه قدامه ذهب الوباء ، و عند رجليه خرجت الحمى ، وأنه وقف و قاس الأرض فرجفت الامم ، وأن الرب ركب مراكبه ، وعرى قوسه و شق الأرض أنهارا ، وهي ربما إشارة للنبي ، و لكننا نعلم أن النبي لم يتم فتوح الأرض الإسلامية بنفسه ، بل مات و حدثت ردة في سائر الجزيرة العربية ما عدا مكة و المدينة و الطائف ، الى أن أعاد أبو بكر إلى الامور زمامها ، و توبعت الفتوحات ، و لم تصل الى الهند شرقا و إلى الاندلس غربا إلا بعد صراعات داخلية مريرة بين الصحابة كموقعة الجمل و صفين و الصراع الأموي على الحكم ، و المجازر التي ارتكبت على يد الحجاج و العباسيين و أمثالهم ، و لم تكن الفتوحات فقط من أجل نشر الاسلام ، و لدينا أدلة كثيرة على هذا ، وما أريده من هذا أن الامتداد الكبير للإسلام لم يكن عبر التاريخ نقيا صافيا ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى فإنه إلى الآن مازال الإسلام ضعيفا بالمسلمين ، وأكثر أهل الارض لا ينتمون اليه ، و المنتمون إليه لا يحترمونه ولا يتبعونه كما ينبغي ، و لم يكن تاريخ الإسلام نقيا بتعاليمه كما شاء له مؤسسه محمد إلا في ولاية أبي بكر وعمر و جزءا من ولاية عثمان ، و هي فترة لا تتعدى العشرين عاما بعد محمد ، فكيف تكون تلك المواصفات الخارقة في نبوءة حبقوق المزعومة منطبقة على نبي الإسلام بعد كل ما تقدم؟
أرجو التعليق للفائدة إن أمكن .
الرد للدكتور محمد عبد الخالق:
وجود نبوءات عن النبي في التوراة المحرفة لا ينفى الأدله ، فهل يعقل أن يكون من
ضمن تحريف اليهود أدلة تدل على محمد ؟! ، إذن إذا وجدت نبوءات قاطعة فإن ذلك مما لم
يتعرض للتحريف بالتأكيد ، كذلك التوراة التي كانت موجودة في عهد النبي كانت محرفة ، وفي
نفس الوقت بها ذكر النبي كما يخبرنا القران ، كذلك أيضا تيمان معناها الجنوب وهي الاسم
العبري لليمن لان اليمن في الجنوب ومعنى الاية الواضح ان الله جاء من الجنوب اي ليس
من القدس كمالمعتاد فتيمان تعنى الجنوب والاستشهاد باليمن هنا لان اليمن في الجنوب
كذلك فاران هي مكة وهذا الامر مذكور في كتب اسلامية عديدة لابن تيمية وابن القيم
وغيرهما لكني استعملت المعجم التاريخي المختص بالاماكن .
حتى اليهود والنصارى كان
حجتهم أن فاران في سيناء لان التوراة تذكر ان موسى وبني اسرائيل مروا بفاران أثناء
الخروج وهذا قد ايدته الاكتشافات الاثرية وهو ان العبور كان من خليج العقبة وليس
السويس كالمعتاد وان الرحلة كانت في شمال الجزيرة العربية وليس في سيناء هذه
اكتشافات جديدة وموثقة واعترف بتوثيقها الكثير منهم علماء الغرب ومن علماء الكتاب
المقدس أنفسهم أيضا كل ما تم بعد النبي ينسب له والمبالغات كلها على سبيل المجاز
على الانتصار والغلبة وهي واضحة في استخدامها كمجاز ، المذكور هو برية فاران وهي
المنطقة الجبلية الممتدة على الساحل الشرقي للبحر الاحمر وبذلك فالنص مطابق للنبي
ولا يمكن حمله على غيره كما ذكرت
اقرأ أيضا رسالة النبي الامي فلا زالت مذكورة في التوراة و ايضا للذي ببكة
مباركا على نفس الموقع ، وآسف للسرعة في الكتابة اذا كان هناك اخطاء املائية والسلام عليكم
[صححت أخطاءه لتيسير الفهم]

جوابي على الرد :
عزيزي تلقيت جوابكم على سؤالي بخصوص نبوءة حبقوق في الكتاب المقدس ، و أرجو منك أن تعطيني قليلا من وقتك الثمين ليكون جوابك أكثر دقة ، لأني لم أتلق أجوبة كافية على تساؤلاتي ، فمن ناحية ذكرت لك أن استدلالك بياقوت الحموي في معجم البلدان على أن فاران هي مكة لا يعول عليه ، لأن ياقوت متأخر العهد ولم نسمع في كلام العرب أو الشعر الجاهلي أحدا ذكر مكة باسم فاران ، و لكنك أجبت بأن ابن تيمية وابن القيم قالا بذلك أيضا ، وهذا جواب عجيب منك فوجئت به ، لأن ابن تيمية المتوفى سنة 728 للهجرة وتلميذه ابن القيم متأخران عن ياقوت الحموي في العهد ، فكيف تستدل بهما و هما على الأرجح أخذا قولهما من ياقوت الحموي ؟ ،.و قد سألتك إن كان يوجد قول أقدم من ذلك ؟ ،
أما قولك بأن تيمان هي الجنوب فهو كلام مقبول ، ولكن ما يصعب تقبله أن نقول أولا أن فاران هي جبال مكة ، وهي محدودة و معروفة ، ثم تقول إن موسى مر بها بحسب الكتاب المقدس أثناء عبوره عبر خليج العقبة ، وأين خليج العقبة من مكة؟ المسافة تعادل طول فلسطين كلها تقريبا ، و التوراة عندما تذكر فاران ، و أن موسى مر بها فمن المنطقي أن لا يقصد بها جبال مكة ، ولا يمكن لموسى أن يكون ذهب إلى مكة ليعبر من مصر إلى فلسطين ؟ ، وتجيب بأن برية فاران هي السلسلة الجبلية الممتدة من خليج العقبة إلى الحجاز ؟ ، وهي مسافة هائلة لها مسميات عديدة جغرافيا ، ولا يمكن الزعم بأنها كلها برية فاران ، وأن فاران هي مكة ، بل من المبالغة غير المنطقية أن نصدق ذلك لمجرد رغبتنا في تطبيق نبوءة لا نعرف أصلها للدلالة على صدق نبوة محمد.
ثم إنك لم تجبني على فكرة أن نسمح لأ نفسنا بأن نستدل بما يعجبنا من التوراة ، مع رفض غيره بحجة أن ما يوافقنا غير محرف ، وما يخالفنا محرف ، و قد نوهت في رسالتي السابقة إلى أن التوراة التي بين أيدينا هي بمجملها التي كانت في عهد النبي مع بعض التغييرات الطفيفة ، وأنه لا يمكن أن تكون جملة واحدة منها من الوحي الإلهي ، بل هي محض كتابات تاريخية ، و نظام كهنوتي قديم لا يمكن نسبة شيء منه لله ، فكيف نعتبر بنبوءة منه ، ونحاول جاهدين إسقاطها على نبي الإسلام؟ .
من ناحية ثانية فقد اكتشفت مخطوطات قمران ، و فيها شرح حبقوق ، و هي قبل الإسلام بستمائة سنة ، و قد ترجمت الى اللغة العربية ، وليس فيها ما يضيف على الموجود حاليا من سفر حبقوق المذكور ، بل إن الأسينيين الأصحاب الأصليين لتلك المخطوطات كانوا لا يعتقدون مطلقا بوجود نبي منتظر من جهة العرب أو بني إسماعيل ، ولا يوجد أي ذكر في كتبهم إلا عن نبوءات تبشر بمجيء كاهن أو نبي أو ملك من بني إسرائيل ، ليعيد لبني إسرائيل مجدهم ، وهو ما تنبأ به كل أنبياء بني إسرائيل المذكورين في التوراة.
و من ناحية أخرى فالقرآن نص على أن موسى قد جاءه الوحي الالهي في طور سيناء ، و هو من جبال سيناء الجنوبية ، فكيف تقول أن موسى عبر الى فلسطين عبر خليج العقبة و انه لم يمر من سيناء ؟ ، وأين يقع ذكر الطور في عدة مواضع من القرآن الكريم [ والطور *و كتاب مسطور] [ وطور سينين ] [ من جانب الطور الأيمن ] ؟؟
أخي الكريم إن مثل هذه الأمور تحتاج لكثير من الدقة العلمية حتى لا ننخدع بأفكار مسبقة توجهنا في بحثنا الحر ، و علينا ان نقبل بالحقيقة أينما كانت.

رد د.محمد عبد الخالق :
شكرا جزيلا على رسائلك و آسف للاستعجال وسأحاول مرة أخرى أن أجيبك
بدقة اكثر
أولا : فاران مختلف فيها تماما واذا راجعنا الخرائط الخاصة باليهود
والنصارى نجد هذا الاختلاف فعندي خرائط تضع فاران في بداية السلسلة الجبلية على
الساحل الشرقي للبحر الاحمر كما قلت وهناك خرائط أخرى وهي الأكثر تضعها في جنوب
سيناء كل هذه المصادر تعتمد اعتمادا كليا على فهمها لرحلة الخروج من مصر الى فلسطين
وبالتالي قد وضعت تلك المسميات طبقا لهذا الفهم
ما جعل النص يقينيا في انطباقه على النبي صلى الله عليه وسلم
أمور عديدة جدا في النص : أولا : قول حبقوق في البداية ان الله سيأتي من الجنوب وهذه
اشارة واضحة الى أن الرسالة العظيمة التي تناول النص شرحها بعد ذلك سوف تكون من
الجنوب اي من الجزيرة العربية ثم تكلم النص عن ارض النبي الذي يتحدث عنه النص وقال
انها فاران وبديهي ان يكون المقصود بفاران هو مكان ذو علاقة بالجزيرة العربية وليس
له علاقة بسيناء وقلت لك ان تحديد فاران جاء طبقا لفهم كل واحد للمسار الذي اخذه
بنو اسرائيل وايضا من المستحيل ان تجد فاران في اي نص عربي قديم لانها اصلا ليست
كلمة عربية انما كما قلت لك هي كلمة عبرية ومسمى عبري ذكرته التوراة فلا مجال لاي
نص عربي بالحديث عنه
وانا لا اقول ان فاران هي مكة تحديدا ولكن برية فاران هي البرية
التي بها مكة واستدللت على ذلك بمعجم البلدان وهو بالفعل المصدر التاريخي الوحيد
الذي ذكر فاران فاستنتاجي لان فاران هي البرية الجبلية الممتدة على ساحل البحر
الاحمر الشرقي جاء من خلال الفهم لكل ما سبق واؤكد مرة اخرى ان الاكتشافات الاثرية
اثبتت ان رحلة موسى كانت في جزيرة العرب وليس في سيناء وهذا قول الكثير من علماء
الغرب وايضا من رهبانه كذلك ذكر الطور في القران لا يتعارض مع ذلك لان الله اسماه
طور سينين وطور سيناء ولم يحدد موقعه تحديدا فكما فلت لك كل التسميات جاءت متأخرة
ومبنية على فهم نصوص التوراة وليس العكس
بل على العكس نص القران يقول : ولما قضى موسى الاجل وسار بأهله
آنس من جانب الطور نارا
وكان موسى في مدين ولا خلاف اطلاقا على ان مدين في شمال الجزيرة
العربية منطقة تبوك حاليا تقريبا وهذا لا خلاف عليه وموجود في جميع خرائط الكتاب
المقدس فإذا كان موسى يسير من شمال الجزيرة العربية الى مصر فما الذي يجعله يمر
بجنوب سيناء هذا مستحيل بالطبع اذن جبل الطور لابد ان يكون في طريقه وهذا ما اكدته
الاكتشافات الاثرية وهي ان جبل اللوز بشمال الجزيرة هو نفسه طور سيناء
وبالتالي تصبح فاران عربية طبقا لذلك
امر هام اخر وهو ذكر التوراة ان اسماعيل قد سكن في برية فاران
وبالطبع اسماعيل لم يسكن في سيناء كما تعلم اذن فكل الطرق تؤدي الى ان فاران هي
البرية التي بها مكة اي ان هذا امر استنتجته انا من كل ما سبق واكده باقي النص في
حديثه عن تيمان او الجنوب وعن صفات النبي المتمثلة في الهداية وايضا في الحروب التي
لا يمكن انكارها ابدا كما تعلم ، وهذا ليس دعوة للعنف انما كانت هذه الحروب بضوابطها
الشرعية المعروفة والتي كانت تمثل نصرا للمسلمين وبديهي ان تكون انتقاما من
المحاربين للاسلام وانتقاما من
اعداء المسلمين : قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم
ويشف صدور قوم مؤمنين
اكرر ايضا أن وجود نصوص قاطعة عن النبي في التوراة لا ينفي كونها
محرفة لان التحريف معناه تغيير وتعديل وليس معناه حرق كتب اصلية واستبدالها بكتب
اخرى مختلفة تماما واكرر انه يستحيل ان يكون اليهود وضعوا من خلال التحريف نصوص
تشير للنبي صلى الله عليه وسلم
هذه ايضا نبوءات مؤكدة اخرى ارجو قراءتها خصوصا الاولى
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=811&select_page=19

http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=822&select_page=19

http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=830&select_page=1

وهذا موقع اجنبي للاكتشافات الاثرية الجديدة عن عبور البحر الاحمر
http://www.arkdiscovery.com/red_sea_crossing.htm

وهذه صفحة من نفس الموقع عن جبل الطور الحقيقي
http://www.arkdiscovery.com/mt__sinai_found.htm

وهناك عشرات المواقع الاخرى يمكنك العثور عليها عن طريق محركات البحث
شكرا جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د محمد عبد الخالق


جوابي على الرد :

الأخ الدكتور فائق الاحترام أقدر لك حماسك الديني ، وأتمنى أن تكون على صواب في كل ما تقوله ، ولكن لي بعض الملاحظات :
بالنسبة لبحثك حول نبوءة أشعيا تحت عنوان ذكر النبي الخاتم ، و وصف أمته ، و مكانها ، فكل نبوءات هذا النبي المفترض أشعيا تتكلم بكثافة شديدة عن القدس و صهيون ، و رجل بني اسرائيل المخلص ، كما هو واضح في سفر أشعيا جميعه ، واعتقد أنه ليس من الإنصاف العلمي أن تقوم أنت برفض كلمة صهيون و إسرئيل ، و أورشليم ، و تقبل الباقي من النص مع اعتقادك السابق أن النص محرف ، ثم استدلالك على رأيك بأن هذا الكلام لا ينطبق إلا على مكة و الإسلام و مناسك الحج و غير ذلك ، و تكون النتيجة إنك تحاول تطويع النص لفكرتك المسبقة ، و لا تكون بالتالي متجردا من الناحية العلمية فالنص روحه يهودية خالصة ، و توراتية محضة ، يتكلم عن إله اسرائيل المفترض ، ومذبحه و نبوءاته الكثيرة التي لم تتحقق ، و التي لوجمعناها لما وجدنا منها شيئا يصح ، و ما هي إلا تخرصات و نوع من التفاؤل بمجيء رجل إسرائيل الوهمي المخلص .
و أما ذكر الأميين بدل الأمم فليس له أهمية علمية ، لأن اليهود يعتبرون سائر غير اليهود هم الأمميين ، و المصطلح اليهودي كما هو معرب الغوييم يعني الأمم غير اليهودية ، ولا يعتبر المسيحيون من اليهود لأن المسيحية انتشرت بين الشعوب غير اليهودية الإسرائيلية ، كما أنه لا يحمل نفس معنى الأميين المذكورين في القرآن كما تشير اليه في بحثك ، لأن الأميين المذكورين في القرآن هم الشعوب الذين ليس لديهم كتاب مرجع في الدين ، و يستثني أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، بينما اليهود يجعلون النصارى مع الأمميين ، و بالتالي لا ينطبق مصطلح الأميين الذين لا كتاب لهم مع مصطلح الأممين وهو الأمم من غير اليهود.
كما أنه عندما ذكر أشعيا صفات المخلص الذي لا يرتفع صوته في الإصحاح 42 من سفر أشعيا ، فهو يذكر في آخره أن هذا المنتظر سيخلص الأسرى و المسجونين ، وأنت لم تذكر هذا فلماذا ؟؟ ، طبعا ستقول إن هذه العبارات مضافة أيضا !! ، وهو ما لا يمكن قبوله ، لأن ليس فيها ذكر لكلمة صهيون أو اسرائيل ، بل فقط قوله : سيخرج الأسرى من ظلمة السجون ، فأي أسرى يقصد اشعيا؟ ، إنه يقصد بالتأكيد أسرى بابل من اليهود لأن أشعيا عندما كان يتنبأ نبوءاته هذه كان اليهود ما زالوا قابعين في سجون بابل ، وهو يتنبأ لهم بمجيء المخلص الذي سيخرجهم من السجون ، كما تفسره باقي الإصحاحات في سفر أشعيا ، و النبوءة بمجملها محلية ، و لا علاقة لها بغير اليهود و من يقرأ سفر أشعيا جميعه يدرك هذا تماما ، و يدرك كم يعظم أشعيا إسرائيل و صهيون و أورشليم القدس ، و يتنبأ لهم كثيرا ، و نبوءاته لا تخرج عن أحلامه و أمنياته بمجيء المخلص لشعب اسرائيل.
عندما قرأت سفر أشعيا ، وهذه النبوءات فيه لم يخطر في بالي من قريب ولا من بعيد ، أنها يمكن أن تشير الى غير ما ذكرته قبل قليل من أنها يهودية محضة ، لأنها تتفق مع سياق كامل العهد القديم ، وقد أكثر فيها من ذكر أورشليم و صهيون و إسرائيل و يعقوب ، و تجريد النص من هذه الأسماء يفقده محتواه و الغاية منه.
أرجو أن لا نكون متكلفين جدا لإرغام نصوص الكتب المقدسة المزعومة كي تخدم فكرتنا الإسلامية ، و أن نفترض صحة النبوءات ، ثم نحذف منها ما يشير الى يهوديتها لنسقطها على مكة و الإسلام ، و نبي الإسلام و التغييرات الفياضة التي جاء بها على مستوى الأمم.
من ناحية ثانية أقول أن سفر أشعيا هذا ليس معتبرا من التوراة بالمصطلح القرآني ، والتي هي الأسفار الخمسة الأولى فقط المنسوبة إلى موسى زورا و بهتانا ، بل هو سفر متأخر كتب في زمن السبي البابلي اليهودي ، و هو من أسفار ما يسمونه بالعهد القديم ، و حول أسفاره اختلاف كبير كما هو معلوم عند اليهود أنفسهم ، و الكنيسة الكاثوليكية هي التي ضمت كل هذه الأسفار الموجودة الآن ، و اعترفت بها بعد رفض متراخي لها عبر القرون السالفة ، و ما أريد أن أقوله بأن القرآن ذكر أن وصف النبي و أصحابه قد جاء في التوراة ، و لكننا نعلم أن سفر أشعيا ليس منسوبا لموسى ، و أن القرآن ينص على أن التوراة أنزل على موسى ، و لم يأت ذكر لاشعيا في القرآن ، ولا علاقة لأشعيا بالتوراة على فرض أنه نبي ، بل إن الكتب الأربعة التي نعترف بها كمسلمين هي التوراة المنزلة على موسى ، و الزبور على داود ، و الإنجيل على عيسى ، و القرآن على محمد ، و بالتالي لا مكان لأشعيا أو دانيال أو حبقوق و غيرهم في التوراة بحسب النصوص القرآنية.
ثم إن التوراة من الناحية التشريعية و العقائدية فيها خلل كبير جدا بالمقارنة مع القرآن ، فهل هذا أيضا من التحريف؟ ، إذا أجبت بنعم فهذا يعني أن التوراة لم تحرف بل تم تبديلها تماما ، وإليك بعض الأمثلة :
لا يوجد في التوراة مع سائر الأسفار المتقدمة ذكر للجنة و النار كما يوجد ذلك بكثافة كبيرة في القرآن الكريم ، وهو أمر يثير الاستغراب جدا ، و بما أن مصدر الكتب كلها و احد وهو الله تعالى ، فلماذا لم تأت أوصاف واضحة في التوراة للجنة و النار كما جاءت واضحة في القرآن الكريم ؟؟ ، و الكتاب المقدس بأسفاره الحالية أكبر حجما من القرآن ، و كان من المفترض أن تذكر فيهما الجنة و نعيمها وحورها وأنهارها و النار و أهوالها و عذابها ، و الأعراف ، و أهوال يوم القيامة ، وعلامات الساعة و الملائكة ؟ ، لماذا كل هذا الاهتمام بمسألة المنصب الكهنوتي في التوراة بأسفارها الأولى ، وذكر كيفية بناء المعبد و ملابس الكهنة ورتبهم ، حتى وجد سفر كامل للكهنة اللاويين؟ ، ولماذا كل هذا الاهتمام بنسل بني اسرائيل و أسمائهم و أعدادهم كما في السفر الخاص لذلك وهو سفر العدد؟ ، و تكرار ذلك في الأسفار الباقية اللاحقة؟ هل هذا من الوحي الذي أنزل على موسى؟ ، إنها الأسفار الخمسة الأولى المسماة بالتوراة ، و لو أردنا عزل التشريعات الواردة في تلك الأسفار لوجدناها لا تتعدى عشر صفحات مع عدم منطقيتها ، و الباقي كله قصص بني اسرائيل وتاريخهم و كهانتهم وعددهم ، و صفات المذبح و المحرقات التي ترضي رائحتها الرب ، بما يجعل الكتاب بمجمله كتاب تاريخ و تراث لا وحي و تشريع إلهي؟؟.
و عنما تقرأ في الأسفار الأولى تجد أن الرب يهدد شعبه إذا خالفوا أوامره بطريقة مختلفة جدا عن وعيد الله في القرآن للمخالفين ، فالتوراة تذكر كل أنواع العقوبات الدنيوية ، و تتجاهل العقوبات الأخروية تماما ، بعكس القرآن الذي يركز على العقوبات الأخروية أكثر بكثير من العقوبات الدنيوية ، وإذا أردت أمثلة فاقرأ ما ذكر من عقوبة الذي لا يؤمنون بالرب و يحيدون عن الشريعة في الأسفار الأولى من التوراة ، و قارنه بما يقوله القرآن من وعيد بالعذاب الشديد في نار جهنم لمن يكفر بالله و رسله.
و حتى التشريعات القليلة الواردة هناك في التوراة ، إنما تدل على روح ذلك العصر الذي وجدت فيه ، و اهتمامهم البالغ بفكرة الطهارة و تعقيدها الشديد أمر يثير الاستغراب ، و يستنتج منه أنه لا علاقة لتلك التشريعات بالتشريعات المبسطة و السهلة الواردة في القرآن الكريم ، ولا يمكن تبرير ذلك [بأن الأحكام كانت صعبة عليهم و إشارة القرآن لذلك بقوله [ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم] لأن هذه الأحكام غير منطقية أساسا، فالمرأة الحائض عندهم نجسة ، و كل من يلمسها يتنجس ، و البيت الذي هي فيه نجس ، وكل من يدخله يتنجس ، و كذلك من يلمس ميتا له نفس الأحكام ، و الطهارة تكون على مدار سبعة أيام بغسل الجسد و الملابس و الجدران و الأبواب و كل شيء في المنزل حتى ساكف الباب لمدة أيام متتالية حتى تتم الطهارة ؟؟ ، [جاء هذا أيضا في مخطوطات قمران التوراتية ] ، فهل هذا يمكن نسبته الى الله؟ ، هكذا هي التوراة مليئة بمثل هذا ، ولا يمكن لعاقل أن ينسبها الى الله ، ولا لأي شيء منها ، لأن الله الذي نراه في بديع خلقه لا يمكن أن يشرع مثل هذه التشريعات غير المنطقية.
و أما الوصايا العشر التي يستشهد بها البعض ، و هي الأفضل في تشريعات التوراة ، فهي تركز كما في سفر التثنية فصل 5 على تقديس يوم السبت لأنه اليوم الذي خرج فيه بنو اسرائيل من مصر ، وتذكر أن الرب يأخذ الابناء بذنوب الآباء حتى الجيل الثالث و الرابع ، و هما مسألتان تتناقضان جوهريا مع الإسلام ، فالنصوص الإسلامية تذكر أن الله أمر اليهود بتقديس يوم الجمعة فتاهوا عنه و ضلوا ، و أن كل امرئ بما كسب رهين ، وأنه لا تزر وازرة وزر اخرى ؟؟ .
أما بالنسبة لذكر بكة وكلمة الحج في المزامير فتخضع لنفس المناقشة السابقة ؟ ، هل يمكن ان ننزع هاتين الكلمتين من سائر المزامير الموجودة لأنها توافق أفكارنا المسبقة ، مع أن كلمة الحج موجودة في الدين اليهودي و المسيحي ، و كلمة بكا لا تعني بالضرورة مكة ؟ هل تأملنا بقية المزامير ودرسناها بعمق وتأني؟ ، هل كل ما فيها باطل ماعدا هاتين الكلمتين؟ ألا ترى أن سياقها كله يهودي بحت يتوافق مع قصص التوراة الأخرى ؟
أما إجابتك لي بأن فاران اسم عبري لمكة ، فيثير إشكالا هنا ، وهو كيف يعرف العرب هذه المعلومة إذا كان هناك اختلاف شاسع في الاسمين العبري و العربي ، مع أن اللغتين من أصل واحد سامي كما يقال؟ ، اللغة العبرية تحتوي نفس قواعد اللغة العربية مع تشابه كبير في كثير من المفردات ، و لم يقع كما نعلم إشكال في كثير من أسماء أماكن أخرى ، و كذلك نقع في نفس الاشكال مع اسم قيدار ، فهل ذكر هذا الاسم في تاريخ الأنساب العربية بدون الرجوع الى التوراة على أنه اسم لولد من أولاد اسماعيل الذي سكن في مكة؟ ، أعتقد ان هذا ليس عليه دليل و يحتاج الى بحث دقيق كي نصل به الى نتيجة مقنعة.
و إذا لم يثبت لدينا أن قيدار اسم لابن اسماعيل سكن مكة ، و أن فاران هي مكة نفسها ، فكذلك اسم سالع فهو يشبه اسم جبل سلع الواقع في شمال شرق المدينة المنورة ، و لكنه موجود في مكان آخر في الخريطة القديمة التي تستشهد بها كخريطة لأماكن الكتاب المقدس ، عندما تتحدث عن جبل سيناء المكتشف حديثا ، وهو ليس جبل سلع الموجود في المدينة المنورة و يكون الاستنتاج كله مركب.
بالنسبة للنصوص الأجنبية حول الاكتشافات الجديدة لطريق عبور موسى مع بني اسرائيل من مصر ، فالمقطع الأول يشير الى أن المياه في خليج السويس كانت ضحلة في فترة المد ، و أنه من غير المنطقي أن يغرق الجيش المصري فيها ، فضلا عن أنه لا يوجد أي أثر لبني إسرائيل في شبه جزيرة سيناء خلال فترة الأربعين سنة التي تاهوا فيها ، وأن جبل سينين قد اكتشف في المملكة العربية السعودية ، بناء على خريطة لأم قسطنطين الروحية في القرن الرابع الميلادي ، و التي جابت المنطقة للبحث في المواقع المتعلقة بالمسيح و الديانة.
وفي المقطع الثاني يعترف كاتبه بأن معظم علماء الآثار العلمانيين لا يؤمنون حاليا بقصة الخروج من مصر ، و التيه في سيناء ، لأنه لا يوجد دلائل أثرية على ذلك ، و لذلك لا يجب أن نستمع اليهم ، بينما يحاول المؤمنون أن يجدوا الدلائل الآثارية المتعلقة بهذا الأمر ، و أقول : هذا تطرف واضح لصالح المؤمنين بتلك النصوص ، و اعتراف ضمني بأنه لا يوجد أدلة علمية على تلك الرحلة مما يرجح الى الآن عدم حدوثها أصلا.
و يذكر وجود عمود سليمان في تلك المنطقة للدلالة على وقوع حادثة العبور من هناك ، و نعلم أن سليمان متأخر بمئات السنين عن عهد موسى و الخروج بحسب التوراة نفسها ، و أن النصب تذكاري ربما أنشئ بعد سليمان بوقت كبير لأن اسمه عليه ، وليس له دلالة علمية هنا بحسب الظاهر.
ثم يورد اكتشاف عجلات مذهبة لعربة من القرن الرابع عشر قبل الميلاد على قوله ، تدل على وقوع الحدث في المكان الذي يفترضه ، وهذا إلى الآن افتراض ، و ليس بدليل قاطع لأنه من المحتمل أن تكون تلك العجلات لعربات غارقة في غير هذا الحدث، و المطلوب مزيد من الدراسة حول الموضوع .
و استغرب كيف يمكن لموسى ومن معه من بني اسرائيل اجتياز صحراء سيناء كلها ليصلوا الى خليج العقبة بينما فرعون و جيشه وراءهم؟ ، إنها مسافة كبيرة جدا تستلزم معدات و مؤن كافية لا تتطابق مع الحال الذي كان عليه بنو اسرائيل من الهرب على عجلة من أمرهم ، بينما فرعون لديه الجنود و العربات و كل المؤن الكافية لذلك ، و هو لم يستطع اللحاق بهم حتى وصلوا الى البحر؟ ، من الصعب تصديق أن بني اسرائيل عبروا كل تلك المسافة المفترضة في الصحراء ليصلوا الى البحر بعد عبورهم لسيناء ، وهم بهذه الحالة من الهرب و الخوف و الحاجة للمؤن و التجهيزات ، ووراءهم جيش يعتبر من أقوى جيوش العالم في ذلك الزمان .
و من ناحية أخرى يقوم أولئك الأجانب اليهود و المسيحيون بمحاولات جاهدة لاثبات تلك الرحلة لأنهم يؤمنون أن التوراة كلمة الله ، و نحن بدورنا نستغرب جدا هذا الإيمان ، فهل يعقل أن يكون الله حقيقة كما وصف في هذه التوراة التي يحاولون جاهدين لإثبات صحتها ؟ ، رب يجبره يعقوب على أخذ البركة منه بعد مصارعة بينهما ؟ ونبي [لوط] تزني به ابنتاه بعد أن يشرباه الخمر فيسكر فينجبان منه شعبين هما موآب و شعب آخر؟ و كثير من الأشياء التي لا يمكن قبولها يحاول أولئك العلماء المسيحيون إثبات صحتها ؟ ، فهل نوافقهم على ذلك ونترقب اكتشافاتهم المدهشة ؟ ، ستقول لي : طبعا لا نوافقهم على كل شيء في التوراة ، و نستفيد من أبحاثهم لمعرفة الوقائع الواردة في القرآن ، و أقول : إن مثل هؤلاء لا يعتمد عليهم طالما أنهم يؤمنون بمثل تلك الأضاليل ، ولا يوثق بهم أصلا.
أعتذر عن الاطالة لكن في القلب و الفكر الكثير مما يجول باحثا عن جواب مقنع و لا يجده.

و السلام عليكم

و لم أتلق بعد ذلك ردا من الدكتور المذكور ....

الرد على الدكتور مصطفى عبد المنعم حول خلق الجنين

الدكتور مصطفى عبد المنعم المحترم moustmon@yahoo.com
بعد التحية و السلام أود أن ألفت انتباهك إلى بعض النقص الذي ورد في بحثك المفيد حول الإعجاز العلمي في القرآن بخصوص خلق الجنين و أرتب ذلك كما يلي:
أولا : ذكرت أن تفسير آية بين الصلب و الترائب تشير إلى المرحلة الجنينية بهجرة خلايا من كيس المح إلى منطقة بين العمود الفقري و عظام الظهر ولكنك لم تذكر ما هي هذه المنطقة بالضبط و لم تذكر مستقبلها بعد الولادة و عند البالغين؟ هل اختفت في المرحلة الجنينية ؟و ما الفائدة من ذكرها في القرآن إذا اختفت في تلك المرحلة؟ ما هو مصيرها ؟ نحن نعلم أن الحيوانات المنوية تتشكل في الخصية التي هي الجهاز الوحيد المسؤول عن ولادة السائل و الحيوانات المنوية عند الذكور و المبيض هو الجهاز الوحيد المسؤول عن تكوين البيوض الأنثوية و كلاهما ليسا في الظهر ولا عظام الظهر فما هو قولك؟
الصورة التوضيحية التي أرفقتها حضرتك لشرح هذه الفكرة لا تزيدها إلا إبهاما بسبب ما تقدم .
و بالمقابل نرى أن العرب تتداول فيما بينها فكرة أن السائل المنوي يخرج من الظهر فيقول : جاء ظهري إذا حصل عنده القذف و هي فكرة خاطئة تماما بعد أن اكتشفنا خلاف ذلك علميا فهل جاء القرآن موافقا لها ؟ ، يقول العرب : هذا الولد من صلبي ، أي ابني الحقيقي و الصلب هو الظهر لصلابته و حمله للجسم و لا يمكن تأويل هذه المصطلحات فما هو ردكم؟
الترائب هي عظام الصدر ، و قد قال المفسرون للقرآن أنها تشير إلى مكان ماء المرأة و هي فكرة خاطئة تماما و لا يوجد تأويل للترائب من أجل نصرة فكرة معينة تخالف الحقيقة فما هو ردكم؟
ثانيا : لا نلاحظ أي إعجاز في التعابير القرآنية المختصة بمراحل تطور الجنين لأنها كلها مرئية للعربي في تلك الفترة وليس فيها خفايا ولا أسرار كما تقولون ، فالعربي يعرف ويرى أن الإنسان خلق من ماء و أنه يخرج من مكان البول فهو مهين ، و أن الإنسان سلالة و نسل و أنه خليط من ماء الرجل و المرأة ، و أن الرجل عندما يلقي نطفه في المرأة فإنها تثمر طفلا كما تثمر الزراعة و هي تشبيهات بسيطة ، و أما فكرة النطفة و العلقة و المضغة فهي بسيطة جدا فالكل يعلم أن الإنسان يبدأ بنطفة ثم تعلق في الرحم و لذلك سمتها العرب علقة ، و هو تعبير معروف كما يعلمون أنها تتطور لقطعة لحم تشبه اللقمة الممضوغة من خلال ما يشاهدونه عندما يفشل الحمل بعد فترة و تسقط المرأة جنينها وتكون أحيانا مخلقة و أحيانا غير مخلقة ، و أما تحول المضغة لعظام ثم يكسوها اللحم فهو ما لم يقل به العلم بحسب دراستنا لعلم الجنين بل تتشكل وريقات ثلاث و الأجهزة الرئيسية في الجسم أولا ، و يكون التعظم من المراحل الأخيرة للتشكل الجنيني بترسب أملاح الكالسيوم في جسم الجنين المغلف أساسا بالأنسجة و ليست المسألة ببساطة التعبير القرآني و الذي يمكن أن يستعار من التعابير العامية ، لأننا نرى أن العظام داخل اللحم في جسمنا فنظن أنها خلقت أولا ثم كسيت باللحم و هو غير دقيق ، و مثال ذلك براعم الأسنان حيث تكون أكياسا في البداية و لا تخرج و تبزغ حتى تتعظم في مراحلها الأخيرة و تتشكل التيجان أولا فتبزغ و تكون الجذور غير مكتملة لعدة سنوات و تكتمل نهائيا بعد ثلاث سنين من اكتمال التيجان ، ولا تخلق أسنانا متعظمة ثم تبزغ و هي تسير بالمنهج نفسه التي تكون عليه عظام الجسم الأخرى التي تتعظم رويدا رويدا بعد أن تكون قد اكتملت أجزاء الجسم الأخرى و يولد الجنين و عظمه طري و يقسو كلما كبر كما نعلم ؟
حرف الفاء في اللغة العربية يفيد العطف و الترتيب و التتالي ، و قوله فكسونا العظام لحما تعني الموالاة ، و أن العظام خلقت ثم اللحم و الأمر على هذا النحو البسيط جدا لا يصح علميا كما ذكرت ، و قوله في قرار مكين تعبير عادي تأملي لمكان تطور الجنين لأنه المكان الأسلم له كما هو معروف .
ثالثا : قوله : ما من كل الماء يولد الولد ، ليس فيه إعجازا كما تقولون لأن النبي كان شديد الملاحظة و يحمل من ثقافات عصره و عصر من سبقه و هذه الملاحظة بديهية ، و هو قد سئل عن العزل فأفاد بأن العزل أحيانا لا يفيد بمنع الحمل لأن الله يخلق ما يشاء ، و قوله ما من كل الماء يولد الولد يعني بأن ليس كل جماع سينتهي بحمل أكيد ، وهو معروف و ملاحظ في حياتنا اليومية فأين الإعجاز ؟
رابعا : نستغرب منكم جدا بتركم للحديث المشهور الصحيح في الكتب الصحاح : و الذي نفسي بيده إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي أو سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها رفعت الأقلام و جفت الصحف .
و السؤال لماذا بترت الحديث من أوله ؟ و الجواب : لأن تكملة الحديث تفسد عليك فكرتك و تناقضها و تلغيها و تثبت أن الحديث خاطئ تماما ؟ فقد أوردت كلاما علميا بأن الجنين بعمر 42 يوما يكون قد جمع خلقه ولا يتجاوز طوله 1 سم ، إلا أن الحديث ينص أنه يكون في هذا العمر قد بدأ بشكل العلقة بعد مرحلة النطفة أي لم يتشكل منه شيء بعد و يحتاج ليجمع خلقه إلى 120 يوما بحسب الحديث ليصبح جاهزا لاستقبال الروح من الملك و ليتسمى مخلوقا إنسانا يكتب في اللوح المحفوظ بأجله و عمله و رزقه و مصيره المحتوم .
لماذا أخذت الجملة الأولى من الحديث [ يجمع خلقه ] و تركت الباقي الذي يثبت بطلان فكرة الحديث بالشواهد العلمية التي ذكرتها في المقالة نفسها ؟ لمصلحة من إخفاء الحقيقة ؟ هل لمصلحة الله أم لمصلحة رسوله أم لمصلحة المؤمنين ؟ هل يريدنا الله أن نؤمن برسوله ولو خالف المحسوس من العلم و المعرفة فنخفي الحقيقة لأننا نخاف أن نكفر برسول الله ؟ أم هل تراودك الآن فكرة تقول أن هذا الحديث المتفق عليه عند البخاري و مسلم لا يصح عن النبي ؟ فماذا يصح إذا عنه ؟
أرجو الرد و عدم التجاهل لعلك تنقذ نفسا من النار التي تؤمن بها
مع خالص الاحترام و المودة


طبعا لم يرد ولم يبال بهذه النفس التي تنتظرها نار جهنم لتبتلعها وتتلذذ بها .

مع خالد منتصر حول أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن

هذه رسالة أرسلتها للكاتب خالد منتصر بعد قراءتي لمقال له بعنوان الرد على أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن ، يهاجم فيه دعاة الإعجاز العلمي في القرآن :
عزيزي السيد خالد منتصر
بحثك المقدم حول نفي الإعجاز العلمي في القرآن جريء و علمي و رصين و يستحق الاحترام ، و لكن لي رأي أظن أنه جدير بالدراسة في هذا المجال أرغب في مناقشته معك و تدارسه لتعم الفائدة العلمية :
ما ذكرته عن نفسك في رحلة الإيمان و التأثر برجل دين معين في بلدتك و التسليم بما يقوله إيمانا منك بهذا الدين و عجائبه يذكرني بنفسي و ما جرى معي ، و كذلك اكتشافك لأكذوبة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة ، و لكن اكتشافاتي لم تقف عند هذا بل تجاوزت جرأتي جرأتك للقول بأن عدم وجود هذا الإعجاز بل وجود مخالفات واضحة جدا لبديهيات العلم الحديث كبعض ما استشهدت به أنت من احاديث موجودة في صحيح البخاري و الكثير مما اكتشفته بنفسي في القرآن و السنة النبوية جعلني أجنح للقول بأن الإسلام ديننا الحنيف هو من صنع و خيال البشر الواسع و ليس له أي ارتباط مباشر بالله الخالق العظيم الذي لم أنكر وجوده و ليس عندي دليل عليه أيضا .
الدين الإسلامي جاء بمبادئ عظيمة و ثورة اجتماعية على الواقع المتخلف للعرب قبل أربعة عشر قرنا و جعل منهم أمة لها كيان و تاريخ و وجود قوي على ساحة الأحداث التاريخية ، و لكن كل هذا لا يعني أن فيه إعجازا إلهيا و أنه حتما من الله ، فالبوذية و المسيحية فعلت الشيء نفسه و كلاهما نقيضان لبعضهما في العقيدة متشابهان في المبادئ العامة إحداهما لا تهتم للآلهة و هي البوذية و الأخرى تزعم أن الآلهة حلت بنفسها بين البشر لتخلصهم و كان لكليهما أثر كبير في مسيرة أمم كثيرة كما كان الإسلام الذي يقف وسيطا بينهما في المعتقد و يشابههما في المبادئ الأخلاقية العامة ليكون له الأثر المشابه في المجتمع الإنساني .
في رحلتي مع الإيمان بالإسلام التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما أرهقت نفسي بدراسته و التبحر فيه و الدعوة له و الإيمان به أشد الإيمان و جدت أنني أرهقت نفسي و حملت نفسي ما لا تحتمل في سبيل وهم أؤمن به ، وهو ان القرآن كلام الله و أن محمدا رسول الله و أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ....
الآن بعد البحث الطويل لدي آلاف الأدلة التي تدين القرآن و السنة و تنبئ أنهما امتداد لثقافة ذلك العصر و تطوير لها بطريقة بلغت من المعرفة و الذكاء ما يستحق صاحبها أن يكون من أوائل العظماء في التاريخ ، و انا رغم اهتزاز إيماني بحقيقة الرسالة المحمدية إلا أنني ما زلت أكن لصاحبها عظيم الاحترام لفطنته و ذكائه و حكمته .
في جعبتي الكثير من نتائج و أفكار و دلائل تثبت ما وصلت إليه و تحتاج لكتاب خاص لإخراجها او اكثر ولكن هل أجرؤ على نشره بين المسلمين مهما كان صدقي فيه و إخلاصي للحقيقة العلمية و احترامي لشخص النبي ؟ لا شك أنه سيفتى بقتلي على الفور .
لقد وجدت أن كل تعاليم الإسلام ترتبط بثقافة عصر بدايته فالحج و مناسكه كانت جميعها موجودة قبل بعثة النبي و إنما أضاف النبي بعض التعديلات كمنع الأصنام و الطواف عراة و غير ذلك مما وجده يسيء لنقاء العقيدة ، و الصوم و الزكاة و الصلاة كلها كانت موجودة عند أهل الكتاب فأجرى عليها تعديلات معينة ، و قد اعتمد على تصديق الكتب السابقة لأنه كان معجبا جدا بفكرة الرسالة السماوية و ان الله يمكن ان يتصل بواسطة الملائكة بالبشر ، و لذلك لما حصل له ما حصل في غار حراء و هو أمر غير إرادي أخذته زوجه خديجة إلى ورقة بن نوفل النصراني عالم الكتاب ليأخذ منه التأييد و تسمية ما جرى له بأنه وحي و أنه الناموس الذي كان ينزل على المسيح عيسى ، و قد اطمان النبي لهذا التفسير و أعجبه و صار يستدعيه في قرارة نفسه حتى جاءه المرة تلو المرة و لا سيما في الأوقات العصيبة و التي كان يحتاج فيها لشيء يطمئنه ويشد على يده .
لغة القرآن الجزلة و البليغة جدا أعجبت العرب آنذاك لأنهم كانوا متذوقين للتعابير اللغوية و مبدعين فيها ، و أعجبتهم تلك البلاغة الخاصة و التعابير الشفافة الواضحة لهم ، و الرمزية في أحيان اخرى كفواتح السور و بعض الإشارات الكونية ، و كانت شخصية النبي جذابة قوية تحمل صفات الرجولة و الكمال مما أدى لجذب العديد من المؤمنين به من حوله ، ولا ننسى ان العظماء في التاريخ جذب بعضهم الملايين من حولهم بسبب بعض الصفات المميزة التي اعجبت الناس فيهم .
التصورات البدائية للكون في القرآن و موافقاته للأساطير القديمة المتواجدة بكثرة في العهدين القديم والجديد و إضافة المزيد من التفاصيل الأسطورية على قصص الأنبياء الخيالية ككل ما ذكره عن النبي سليمان من تسخيره للجن و الشياطين و الريح و كلامه مع الطير و إحضار احد رجاله لعرش بلقيس بلمح البصر كل هذا لم يذكره العهد القديم عن سليمان بل لم ينص العهد القديم على نبوته بل اكتفى بالقول أنه ملك بني إسرائيل و لم يعطه أي صفة خارقة كما فعل القرآن مع ان الأولى باليهود أن يذكروا هذه الخوارق ليعظموا من شأن ملكهم إذا كانت موجودة أصلا إلا أن سليمان وقبله داود كانا في الحقيقة مجرد ملكين تأسست بهما دولة اسرائيل الأولى في القرن التاسع قبل الميلاد بحسب المعطيات التاريخية في فلسطين ثم انقسمت بعد وفاة سليمان إلى دولتين السامرة في الشمال و اليهودية في الجنوب وبدأ اليهود بكتابة التوراة استنادا إلى حكايات الأقدمين بعد هذا العهد بقرون أي في القرن السادس قبل الميلاد أثناء السبي البابلي كما هو مثبت تاريخيا، و كذلك في الانجيل او العهد الجديد بكافة أقسامه لا تجد ذكرا لكلام المسيح في المهد أو نزول المائدة عليه من السماء مع أن الأناجيل ذكرت العشاء الأخير له مع حواريه حول مائدة لكن لم يذكر أحد أنها من السماء و الأولى بهم أن يذكروها إذا كانت حقيقة فعلا لأنهم جعلوا من المسيح إلها و الأولى ان يستدلوا بهذه الخوارق على ألوهيته لا أن تسقط من كتبهم عمدا او سهوا !!
و كذلك تقول بعض الأناجيل أن آخر كلام المسيح على الصليب كان : إلهي لم تركتني ؟! و هو يعني أنه ليس ابنا لله ولا نبيا و لا إلها بالطبع ، بل هو رجل ظن بربه خيرا و دعا إليه بإخلاص فكانت نهايته مأساوية فقال عبارته تلك ، و لو كان هو يهوذا الأسخريوطي كما يقول القرآن لما قال عبارته تلك و عاتب ربه على تركه له بعد خيانته للمسيح بل كان الأجدر به أن يوضح لصالبيه أنه ليس المسيح لعله ينجو من الموت ، و من الطبيعي أن يقول المسلمون أن الانجيل محرف و أن الذي صلب على الصليب لم يقل هذه العبارة و هذا ليس إلا افتراض لا دليل عليه من قبيل تحسين صورة المسيح و الدفاع عنه على مبدأ القرآن في الدفاع عن الأنبياء و تنزيههم من كل نقص و تقابله الوثائق التي نقلت لنا قصة المسيح و التي سمت نفسها الأناجيل بمعنى البشائر ، و ليس للانجيل الذي يرسمه القرآن في مخيلتنا ككتاب مقدس و كلمة من الله أي وجود تاريخي او مادي ، بل هو مجرد صورة سميت بالانجيل على غرار الانجيل المسيحي المعروف، مثله مثل التوراة الموصوفة في القرآن تماما و التي ليس لها أي وجود مادي في التاريخ أيضا .
امور كثيرة جدا تتضافر مع بعضها البعض لتفسر لي كيف أن القرآن ليس من كلام الله عز و جل الذي يتصف بالمعرفة المطلقة و التحكم بكل ذرة في هذا الكون و الرحيم و العادل و العالم بالغيب و بكل الصفات التي تليق بجلاله كخالق عظيم لهذا الكون الفسيح و كعادل في حكمه على كل شيء .
هذا ما وصلت إليه و اخشى أن يصل إليه عامة الناس في مجتمعنا المتخلف فيقودهم هذا المعتقد إلى الفوضى العارمة لغياب إيمانهم بالعقاب فترتفع نسبة الجريمة ،و يصاب الكثيرون بالاحباط نتيجة ظروفهم القاسية و القهر الذي يعيشون فيه بينما يقوم الدين بتخديرهم ليصبروا على بلائهم ، و غير ذلك من الأمور التي تسقط بسقوط الإيمان .
بحث هذا خلاصته وهو قابل للنقاش و الاعتراض و المداولة و غايتي منه الحقيقة المجردة فقط.

أصول الحج الوثنية

لا يوجد أي دليل تاريخي ملموس على وجود شخصية إبراهيم و تحركاته رغم الأهمية الكبيرة التي أعطيت له في النصوص الدينية ، فمن بين عشرات الآلاف من الوثائق الآثارية المكتشفة في بلاد الرافدين و بلاد الشام و مصر الفرعونية و شبه الجزيرة العربية لم يقع الآثاريون على أي دليل يشير لمثل تلك الشخصية ، مما يجعلها إلى الآن في حيز الأسطورة الدينية .
و بالمقابل تشير كافة الآثار و الدلائل على انتشار الوثنية بلا منازع في تلك البلاد منذ فجر التاريخ ، إلى أن جاءت محاولة أخناتون التوحيدية في توحيد الآلهة في قرص الشمس آتون، و تلاها كتابات النصوص التوراتية في أواسط الألف الأول قبل الميلاد و التي قيل أنها تأثرت بدعوة أخناتون السابقة في توحيد آلهة الشرق الأوسط بالإله إيل خالق السموات و الأرض بحسب العقائد القديمة ، ثم ما تلاها من نصوص مسيحية تابعة للنص التوراتي توحيدية وتثليثية، و كل هذا لم يوقف العبادة الوثنية في شبه الجزيرة العربية التي اقتبستها على الغالب من الشعوب المجاورة كالأنباط و اليمن و غيرهم حتى مقدم الإسلام .
و أما علاقة إبراهيم بمكة فلا دليل تاريخي عليها ، و حتى من النصوص التوراتية التي تحدثت عنه بإسهاب ، فالتوراة تذكر رحلات إبراهيم و تنقله من بلد لآخر ، ولم تشر أنه ذهب إلى قلب الجزيرة العربية ولا أنه بنى هنالك معبدا ، فلو كان إبراهيم موجودا فعلا و ليس أسطورة ، و لو كان قد ذهب فعلا لقلب الجزيرة العربية لوجدنا و لو إشارة في التوراة إلى هذه الرحلة الهامة التي بنى فيها للعرب أول بيت وضع للناس .
و يتبقى لدينا المصادر الإسلامية الكتابية الوحيدة التي تحدثت عن هذه العلاقة ، و التي نحاول أن نستشف منها و بشكل موضوعي ما كان لإبراهيم من ذكر قبل محمد في قريش ، و عن علاقته بطقوس الحج موضوعنا هنا و ما يتعلق به .
و بالتأكيد سنتجنب كل الأحاديث النبوية في ذلك والنصوص القرآنية ، لأنها المتهم الرئيس في صناعة تلك العلاقة التي يؤمن بها المسلمون بين إبراهيم و مكة ، و سنعرج على ذكر إبراهيم عند قريش ما قبل الإسلام بين ثنايا الروايات صحيحة السند فقط و لو كانت آحادا بحسب ظننا ، إذ ينبغي إجراء إحصاء شامل و جمع لطرق الحديث من مئات المصادر حتى يتبين لنا أنه أحاد أم لا ، هذا من جهة ، و من جهة أخرى فلأنه لا يوجد لدينا أفضل منها ، و هي توافق النص القرآني الذي وصل إلينا بالتواتر و تشرحه ، و هي أخيرا ملزمة للمسلمين بعد تدقيقها لأنها أحد أركان تشريعاتهم .
و عليه فقد تجنبنا من المصادر السيرة النبوية لابن هشام ، و أخبار مكة للأزرقي لأن الأخبار فيهما عن هذا الموضوع تقتصر غالبا على ابن إسحق و هشام الكلبي عن أبيه و الواقدي و هم كذابون لا يؤخذ منهم شيء ، كما تجنبنا أخبار عكرمة مولى ابن عباس للسبب نفسه لأنه كذاب بشهادة أربعة من كبار علماء عصره كابن عمر الصحابي و علي بن عبد الله بن عباس و الإمام مالك و من بعدهم علي بن المديني ، وكذلك الأمر تجنبنا أخبار أبي مخنف لوط بن يحيى و سيف بن عمر التميمي الذين اعتمد الطبري على روايتهم للتاريخ الإسلامي في تاريخه و أكثر عنهم ، و كلاهما كذاب بشهادة علماء عصرهم ، و مع أن روايات عكرمة وابن إسحق جاءت في البخاري و مسلم إلا أن هذا لا يجعلهم من الصادقين لأن معاصريهم من العلماء الأكابر نصوا على كذبهم ، و رواياتهم تؤكد ذلك بمقارنتها مع غيرهم فهم ينفردون بأشياء غريبة لم يأت بها غيرهم .
كما لا يمكننا اعتبار المصادر الشيعية كعلل الشرائع للصدوق القمي و غيره من كتب الشيعة ، لأنها كتب متأخرة جدا و تفتقر إلى الأسانيد ، و تكثر فيها الخرافة و الأكاذيب بشكل كبير .
و بعد البحث في الأخبار المسندة و جدت أنه من الواضح من النصوص الصحيحة الأسانيد المنقولة فيما يختص بالحج و طقوسه - و سأورد هنا ما يهمنا منها - أن سائر طقوس الحج من إحرام و تلبية و طواف بسبعة أشواط ، و سعي بسبعة أشواط ، و وقوف بعرفة ، و حرمة يوم عرفة و تعظيمه ، و إفاضة منه ، و مبيت بمنى و الوقوف بمزدلفة ، و هو المشعر الحرام ، ثم الإفاضة منها و الذهاب للجمرات بالترتيب المعروف و الحلق و التقصير كل ذلك و غيره من التفاصيل في الحج كان موجودا في الجاهلية تصنعه قريش و قبائل العرب الذين يعظمون البيت ، و حتى العمرة و الأشهر الحرم ، و حرمة البيت الحرام ومنع الصيد فيه وقطع الشجر ، و تعظيم زمزم و حدود المنطقة المحرمة ، و سوق الهدي ، و عدم جواز القتل و القتال في البيت الحرام و في الأشهر الحرم ، و صوم عاشوراء و تعظيم رمضان و النذور و الذبح و الحجر الأسود وتقبيله و تعظيمه ، و غير ذلك كله مما كان معروفا عند العرب قبل محمد، بل ربما كان محمد يخشى إلغاء طقس أو إضافة طقس كي لا ينكر عليه الناس ذلك كما حدث في مسألة جدار الكعبة المسمى الحطيم عندما خشي أن يعيد بناء الكعبة فيضمه لها أن ينكر عليه الناس، و إنما قام محمد بتعديلات طفيفة على بعض المناسك بما يتوافق مع دعوته التوحيدية بعد أن أزال الأصنام كلها في فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة ، فمن ذلك :
1 - نهى عن الطواف عراة ، و كان بعض الناس فقط يطوفون عراة من غير الحمس - هم مجموعة قبائل على رأسهم قريش - لأنهم يخلعون ثيابهم التي أذنبوا بها و لا يحلون الطواف بها و لا يجدون من الحمس من يعطيهم بدلا عنها ، فلو وجدوا لما طافوا عراة ، و لذلك كان عددهم قليل ، و قد نهاهم محمد عن ذلك في حجة الوداع فقط في السنة العاشرة للهجرة ، وليس عند فتح مكة في السنة الثامنة، و قد ذكر الرواة أن محمدا لم يذهب للحج في السنة التاسعة و أرسل أبا بكر على رأس الحجيج لأن بعض الناس كانوا ما يزالون يطوفون عراة ، وقد تلى علي بن أبي طالب سورة براءة في هذه الحجة على الناس ، و ستأتي المصادر مع الروايات منفصلة آخر البحث.
2 – جعل السعي بين الصفا و المروة من فرائض الحج و كان بعض العرب يتركونها إذا أحرموا بحجهم لمناة ، وهو أحد الآلهة الوثنية ، و كان على الصفا و المروة إساف و نائلة من أصنام قريش ، و قد تحرج المسلمون في البداية من السعي بين الصفا و المروة لاعتقادهم أن مقصد السعي هو التعبد لإساف و نائلة ، وبما أن الإسلام جاء بنبذ الأوثان كما قال فلا يجوز أن يطوفوا بهما ، إلا أن محمدا قال لهم : إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما و كان هذا في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة ، مع أنه أرسل أبا بكر في السنة الفائتة ليعلم الناس مناسكهم ، و الحقيقة أنه كرر مناسك قريش لمن لا يعرفها مع بعض التعديلات الطفيفة جدا و التي لا تكاد تذكر.
3 _ سمح بالعمرة في أشهر الحج بعد أن كانت من الفجور أن تعمل في أشهر الحج قبله ، و ابتدع فكرة التمتع بالعمرة و الإفراد و القران في الحج ، فصار الحج على ثلاثة أشكال ، مفرد و قارن و متمتع ، المفرد يحرم بحج فقط ، و القارن يحرم بحج و عمرة معا ، و المتمتع يحرم بعمرة فقط و ينجزها ثم يتحلل و قبل موعد عرفة بيوم يعود فيحرم بالحج ، و جرى ذلك في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة .
4 _ سمح بالقتال في الأشهر الحرم للضرورة و كذلك في المسجد الحرام الذي كان معلوما قبله ، لأن قريشا منعته من دخول مكة من الجهة التي دخل بها خالد بن الوليد فقاتل الناس هناك ، فأنكروا عليه ، فجاء الوحي مؤيدا [ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صد عن سبيل الله و كفر به و المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله ]، و كان العرب من قبله يمتنعون عن القتل فيه و القصاص ، فكان القاتل مثلا يضع قلادة من لحاء الشجر حين يحرم ، و يدخل الحرم فلا يقربه أحد ولو كان غريمه ، و أما في الإسلام فيؤخذ القاتل و كل من عليه حد بلا أي حرمة .
5 _ سمح بالتجارة في منى و عرفة و عكاظ و غيرها من مواطن الحج التي كان المشركون يتحرجون منها [ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج] كما كان يقرؤها ابن عباس في الصحيح عنه ، و سيأتي .
6 _ كان الناس قبله يتقصدون شروق الشمس و غروبها لإفاضتهم في عرفة و مزدلفة فتقصد هو أن يخالفهم فأخر النزول من عرفات إلى ما بعد الغروب ، و قدم النزول من مزدلفة لما قبل الشروق مما يدل على أن الأمر يتعلق بطقس تعبدي للشمس سابقا.
7 _ حرم النسيء في الحج و كانت بعض القبائل تفعله وليس كلها ، و هو تغيير أشهر الحج عن وقتها بشكل دوري فتدور على أشهر السنة كلها حيث يسمون شوال مثلا ذا الحجة ويحجون فيه و هكذا، و لما حج النبي كان ذو الحجة في مكانه الصحيح ، و لذلك قال : إن الزمان قد استدار كهيئة خلق الله السموات و الأرض ، و حرم النسيء فقال : إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ...
8_ نهى عن بعض العادات الغريبة كدخول البيوت من غير أبوابها في حالة الإحرام ، ولم يجد فيها أي معنى تعبدي ، فقال : و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من ابوابها و اتقوا الله ...
نلاحظ مما سبق عدم خروج محمد في مناسكه و فكرة الحج برمتها عن عادات قومه الجاهلية المغرقة في القدم ، و قام بنسبة تلك الشعائر إلى إبراهيم ، و لم نجد دليلا واحدا يذكر إبراهيم في تلك المناسك في التاريخ الجاهلي ، و لا ندري هل كانت قريش تزعم ذلك قبل محمد أم لا ؟ ..
9 - لا ندري هل مقام إبراهيم كان معروفا قبل محمد بهذا الاسم ام لا ؟ ، و قد جاءت روايتان صحيحتا الأسانيد بخصوص مقام إبراهيم و لكنهما متناقضتان : الأولى عن جابر بن عبد الله الذي روى كيفية حج النبي و انه بعد الطواف مباشرة في حجته اليتيمة حجة الوداع ، توجه لمقام إبراهيم و تلا الآية : [ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ] ، و الثانية عن ابن عمر و أنس تقول : أن عمر أشار على النبي أن يصلي خلف مقام إبراهيم فنزل الوحي بذلك ، ففرح عمر لموافقته الوحي ، و هذه الرواية تعارض رواية جابر التي لم تذكر عمر نهائيا ، بل تدل على أن الآية نزلت قبل الحج ، أو على الأقل لا علاقة لعمر بها.
إذا صحت رواية عمر صح أن قريشا كانت تسمي الموضع مقام إبراهيم ، و إذا لم تصح لم يوجد لدينا دليل على ان قريشا سمته كذلك و تكون التسمية من محمد نفسه ، ولا يوجد أدلة أخرى على أن قريشا كانت تنسب شيئا من المناسك لإبراهيم قبل محمد .
نرجح رواية جابر من الناحية المنطقية لأنها سرد لكامل تفاصيل الحج من أوله لآخره ، مع ذكره لتفاصيل صغيرة كولادة أسماء و قصة علي وفاطمة و غير ذلك، بينما رواية ابن عمر تذكر حوادث متفرقة لا علاقة لها بالحج ، وابن عمر روى خرافات غير منطقية كما في الفقرة التالية .
ومن ناحية أخرى فلربما زعم اليهود في المدينة أن لإبراهيم علاقة ببناء الكعبة تقربا من عرب الجزيرة ، و انتشرت هذه الرواية ، فأعجب النبي بها ورآها تكمل دعوته ، و لكن لا دليل عندي إلى الآن يؤكد هذه الفرضية المحتملة .
و محمد زعم أن دين إبراهيم هو الحنيفية [ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين] ، و الظاهر أن قريشا كانت تسمي دينها الحنيفية ، لأن محمدا كان يقول أنه بعث بالحنيفية السمحة ، و نفى عن إبراهيم الشرك فقط منها ، و نسب له كل طقوس الحج المعروفة ،و قيل أن الحنيفية تعني حج البيت كما في التمهيد لابن عبد البر ج18ص75 ، و قد أنكر اليهود على محمد نسبة نفسه و دينه لإبراهيم و اتهموه بحسدهم تفسير القرطبي ج4ص109، فأنزل الآية السابقة ، و كان محمد يرى دينه فيه توسعة و سماحة وليس فيه تشدد اليهود في الدين ، وصرنا نرى في النصوص التالية لعصر محمد إطلاق لفظ الحنيفية على الإسلام و المسلمين بناء على الحديث المنسوب لمحمد : إن أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة صحيح البخاري ج1ص23 و غيره .
10 _ مسألة تغيير القبلة فيها أمر ما ، فقد فرضت الصلاة في مكة ، و الروايات تذكر أن النبي لما قدم المدينة توجه في صلاته لبيت المقدس سبعة عشر شهرا و قيل كي يتألف اليهود، مما يعني أنه توجه لمكة قبلا عندما كان فيها، أو كان محتارا في وجهته مع وجود الوحي معه لثلاثة عشر عاما ، فوصله تعيير اليهود له لأنه يتخذ قبلتهم و لا يدين بدينهم ، فنزل عليه الوحي بتغيير القبلة فما معنى كل هذا ؟ و إذا تأملنا هذا النص في البخاري في إحدى روايات ذلك عن ابن عمر : برقم 395 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة ، صحيح البخاري : ج1ص157 و ذكرت روايات أخرى أنهم كانوا راكعين فاستداروا كما هم في صلاتهم كما في البخاري ج1ص23 من طريق أبي إسحق السبيعي وهو مدلس يكثر عن المجاهيل .
لوجدنا أنه نص يروي قصة خيالية ، إذ كيف يتحول الناس في صلاتهم من الشمال إلى الجنوب و هم يصفون صفوفا و يقتدون بإمام ؟ ، و هل تحول المسجد كله معهم بمحرابه و جدرانه؟ و هل صار الإمام خلف المصلين بعد دورة 180 درجة تقريبا ؟ .. تدل هذه الرواية على أن ابن عمر روى خرافات لا يركن إليها .
هل كان محمد يريد ربط اليهود بدعوته بأي شكل بحيث يجعل له التفوق عليهم بعد أن يقول بأن قبلته القديمة و الحديثة هي الأصل في القداسة ، و أن إبراهيم هو الذي بنى الكعبة قبل بيت المقدس بأربعين سنة كما تقول الروايات الصحيحة عنه، بعد أن فشل بإقناعهم و التودد إليهم باتخاذ قبلتهم لفترة معينة ؟ . هذا هو ما أرجحه هنا ..
ثم إن مسألة تقديس الحجر الأسود أمر يثير الاستغراب من نبي جاء ليهدم الوثنية كما زعم ، و لكنه رسخ طقوسها جميعها و جمعها في وثن واحد سماه الله ، و لم يستطع التخلص من آثار الوثنية القديمة فقدس حجرا اعتاد على تقديسه من قبل و ربما يكون في الأساس أحد الآلهة الوثنية القديمة ، و زعم أن الحجر يشهد لمن قبله يوم القيامة .
السؤال الذي جرى النقاش و الجدال حوله كثيرا : ما الدليل على أن أصل الحج وثني ؟ الجواب : لأنه لا دليل سابق على أنه توحيدي ، و قد كانت الوثنية منتشرة منذ القدم في شبه الجزيرة العربية تأثرا بما حولها من ثقافات سائدة ، و السؤال المضاد : ما الدليل على أنه توحيدي الأصل ؟ ، و الجواب : إما لا ندري و إما إدعاء محمد ، و هو ليس بدليل لأننا نناقش بالأصل ادعاء محمد .
و على ما سبق فالراجح إلى الآن أن أصل الحج وثني ، و أنه لا علاقة له بإبراهيم ، و أن إبراهيم يبقى مجرد أسطورة حتى يثبت العكس .
نعود لنذكّر بأن أخطاء القرآن العلمية ومواكبته لثقافة عصره القاصرة جعلته يفقد مصداقيته لدينا و لذلك لا نعتبره حجة في بحثنا هذا .
المصادر و النصوص :
القرطبي ج2ص345 دار الشعب القاهر 1372ط2
قوله تعالى : [ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ] ، اتصل هذا بذكر مواقيت الحج لإتفاق وقوع القضيتين في وقت السؤال عن الأهلة وعن دخول البيوت من ظهورها ، فنزلت الآية فيهما جميعا ، وكان الأنصار إذا حجوا وعادوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ، فإنهم كانوا إذا أهلوا بالحج أو العمرة يلتزمون شرعا ألا يحول بينهم وبين السماء حائل ، فإذا خرج الرجل منهم بعد ذلك أي من بعد إحرامه من بيته فرجع لحاجة لا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت أن يحول بينه وبين السماء ، فكان يتسنم ظهر بيته على الجدران ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج اليه من بيته ، هذا من النسك والبر كما كانوا يعتقدون أشياء نسكا ، فرد عليهم فيها وبين الرب تعالى أن البر في إمتثال أمره ، وقال ابن عباس في رواية أبي صالح : كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم رجل منهم بالحج ، فإن كان من أهل المدر يعني من أهل البيوت ، نقب في ظهر بيته فمنه يدخل ومنه يخرج ، أو يضع سلما فيصعد منه وينحدر عليه ، وإن كان من أهل الوبر يعني أهل الخيام ، يدخل من خلف الخيام إلا من كان من الحمس .
وروى الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل زمن فدخل حجرته ، ودخل خلفه رجل أنصاري من بني سلمة ، فدخل وخرق عادة قومه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم دخلت وأنت قد أحرمت ؟ ، فقال دخلت أنت فدخلت بدخولك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إني أحمس أي من قوم لا يدينون بذلك ، فقال له الرجل : وأنا ديني دينك ، فنزلت الآية ، وقاله ابن عباس وعطاء وقتادة ، وقيل إن هذا الرجل هو قطبة بن عامر الأنصاري ، والحمس قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وجشم وبنو عامر بن صعصة وبنو نصر ابن معاوية وسموا حمسا لتشديدهم في دينهم ، والحماسة الشدة ، ثم اختلفوا في تأويلها فقيل ما ذكرنا وهو الصحيح .
صحيح مسلم - دار إحياء التراث العربي –بيروت :
باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به :
1277 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي قال ثم قلت لعائشة ما أرى علي جناحا أن لا أتطوف بين الصفا والمروة ، قالت : لم ؟ ، قلت : لأن الله عز وجل يقول إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية فقالت لو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزل هذا في أناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا لمناة في الجاهلية فلا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة ، فلما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم للحج ذكروا ذلك له ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة.
باب جدر الكعبة وبابها :
1333 حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت : ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدار أمن البيت هو ؟ قال : نعم ، قلت : فلم لم يدخلوه في البيت ؟ ، قال : إن قومك قصرت بهم النفقة ، قلت : فما شأن بابه مرتفعا ؟ ، قال : فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ، ولولا أن قومك حديثو عهد في الجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الجدر في البيت وأن ألزق بابه وضوء .
رواية مشورة عمر في مسألة مقام إبراهيم في صحيح مسلم :
2399 حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا سعيد بن عامر قال جويرية بن أسماء أخبرنا عن نافع عن بن عمر قال قال عمر ثم وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر . و هناك روايات أخرى لنفس الخبر كلها عن ابن عمر و عن انس بن مالك و الطرق لأنس تحوي مدلسين كهشيم و حميد الطويل ، و ربما سمعها أنس عن ابن عمر ، و طرق ابن عمر أصح .


المنتقى لابن الجارود –مؤسسة الكتاب الثقافية-بيروت-1988:
469 حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا جعفر عن أبيه قال : دخلت على جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بيده : فعقد تسعا، ثم قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل بمثل عمله ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه ، حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ ، قال : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء ، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري من بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ، فما عمل به من شيء علمنا به ، فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، قال : وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه ، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته ، قال جابر رضي الله عنه : لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة ، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ، فرمل ثلاثا ومشى أربعا ، ثم نفذ الى مقام إبراهيم فقرأ : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، فجعل المقام بينه وبين البيت ، قال وكان أبي يقول - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيه الركعتين بقل هو الله أحد ، وقل يا أيها الكافرون ، ثم رجع الى البيت فاستلم الركن ، ثم خرج من الباب الى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، ابدأوا بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا ، فرقي عليها حتى رأى البيت فكبر الله ووحده ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ثم دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل الى المروة حتى إذا انتصبت قدماه رمل في بطن الوادي ، حتى إذا صعدنا مشى ، حتى أتى المروة ، فصنع على المروة كما صنع على الصفا ، حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال : لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ، ولجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل ، وليجعلها عمرة فحل الناس كلهم وقصروا ، الا النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان معه هدي ، فقام سراقة بن جعشم ، فقال : يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد ؟ ، فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في الأخرى ، ثم قال : دخلت العمرة في الحج هكذا – مرتين - لا بل لأبد الأبد ، قال : وقدم علي رضي الله عنه من اليمن ببدن النبي فوجد فاطمة رضي الله عنها ترجلت ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر علي رضي الله عنه ذلك عليها ، فقالت : أبي أمرني بهذا ، قال : فكان علي رضي الله عنه يقول : ذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة الذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت عنه وأنكرت ذلك عليها ، فقال : صدقت صدقت ، ماذا قلت حين فرضت الحج ؟ ، قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك صلى الله عليه وسلم ، قال : فإن معي الهدي فلا تحلل ، فكان مجموع الهدي من الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة مائة ، فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي ، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى ، و أهلوا بالحج ، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ، أمر بقية له من شعر فضربت له بضمرة ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تشك قريش أنه واقف ثم المشعر الحرام بالمزدلفة كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فركب حتى أتى بطن الوادي ، فخطب الناس فقال : إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين ودماء الجاهلية موضوعة تحت قدمي هاتين ، وأول دم أضعه دماؤنا دم بن ربيعة بن الحارث - كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل - وربا الجاهلية موضوع ، و أول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله، اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم مسؤولون عني ، فما أنتم قائلون ؟ ، قالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت بأمتك، وقضيت الذي عليك ، فقال بأصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثم أذن بلال ، ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا ، ثم ركب القصواء حتى أتى الموقف-أي عرفة-، فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات ، وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفا حتى غابت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص ، وأردف أسامة بن زيد رضي الله عنهما خلفه فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، ويقول بيده اليمنى السكينة ، كلما أتى جبل من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد ، حتى أتى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ثم إضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حتى تبين الصبح ، قال ابن يحيى قال لنا الحسن بن بشير في هذا الحديث عن جابر في هذا الموضع : بأذان وإقامة ، ولم يقله النفيلي ، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فرقي عليه فحمد الله وكبره وهلله فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، ثم دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تطلع الشمس ، وأردف الفضل بن عباس رضي الله عنهما ، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما ، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظعن – أي الجواري أو الفتيات- يجرين فطفق الفضل ينظر اليهن ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل ، ويصرف الفضل وجهه الى الشق الآخر ، وحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الى الشق الآخر ، ويصرف الفضل وجهه الى الشق الآخر ، ينظر حتى إذا أتى محسرا حرك قليلا ، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى ، حتى أتى الجمرة التي ثَمَّ الشجرة ، فرمى بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة منها حصى الخذف رمى من بطن الوادي ، ثم انصرف إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين ، وأمر عليا رضي الله عنه فنحر ما بقي وأشركه في الهدي ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ، ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت ، فصلى بمكة الظهر ن فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم ، فقال انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ، فناولوه دلوا فشرب صلى الله عليه وسلم منه . المصدر : المنتقى ج 1 ص 121 و ما بعدها و ابن حبان ج 9ص256 و في المستخرج لأبي نعيم على صحيح مسلم ج 3ص361 و الدارمي ج2ص69 و البيهقي ج5ص111و غيرهم بالسند نفسه عن حاتم بن إسماعيل و هو ثقة روى عن ثقات جعفر الصادق و أبيه الباقر و جابر بن عبد الله الصحابي .
صحيح البخاري-دار ابن كثير ،اليمامة-بيروت- 1987 :
1565 حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم قال : ثم قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه : أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة ؟ ، قال : نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية ، حتى أنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما .
1566 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ثم إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة ليري المشركين قوته . زاد الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو سمعت عطاء عن بن عباس مثله ج2ص594 .
باب الوقوف بعرفة :
1582 حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة ، قال عروة : ثم كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس ، والحمس قريش وما ولدت ، وكانت الحمس يحتسبون على الناس ، يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها ، وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها ، فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا ، وكان يفيض جماعة الناس من عرفات ، ويفيض الحمس مع جمع ، قال : وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها : أن هذه الآية نزلت في الحمس : [ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس] ، قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات ج2ص599 .
باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية:
1681 حدثنا عثمان بن الهيثم أخبرنا بن جريج قال عمرو بن دينار قال بن عباس رضي الله عنهما ثم كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ج 2ص628 .
و رواها بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه ج 9ص205 و سعيد بن منصور في سننه ج 3ص817 و غيرهم عن عمرو بن دينار و هو ثقة عن ابن عباس .
1945 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن بن عباس رضي الله عنهما قال ثم كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام فكأنهم تأثموا فيه فنزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج قرأها بن عباس ج2ص723 و في ج2ص740 قولهم : كذا قرأ ابن عباس .
3626 حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبي إسحاق[مدلس يكثر عن المجاهيل] عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه ثم إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس ج3ص1394
و ذكره الشافعي في الأم ج 2ص212 عن ابن جريج وهو مدلس بسنده عن النبي و أضاف فيه النزول من عرفة بعد غروب الشمس

الطبري في تفسيره –دار الفكر –بيروت 1405 - ورواياته معظمها موقوفة على المفسرين مجاهد و الضحاك وقتادة و كلهم متأخرون عن عهد محمد و رواياتهم منقطعة:
حدثنا أبو كريب قال ثنا إدريس قال سمعت ليثا عن مجاهد قال : كان رجل من بني كنانة يأتي كل عام في الموسم على حمار له فيقول : أيها الناس إني لا أعاب ولا أجاب ولا مرد لما أقول ، إنا قد حرمنا المحرم وأخرنا صفرا ، ثم يجيء العام المقبل بعده فيقول مثل مقالته ، ويقول إنا قد حرمنا صفرا وأخرنا المحرم ، فهو قوله ليواطئوا عدة ما حرم الله ، قال : يعني الأربعة فيحلوا ما حرم الله لتأخير هذا الشهر الحرام .
حدثت عن الحسين بن الفرج قال سمعت أبا معاذ قال أخبرنا عبيد بن سليمان قال سمعت الضحاك يقول : في قوله [ إنما النسيء زيادة في الكفر] النسيء المحرم ، وكان يحرم المحرم عاما ، ويحرم صفرا عاما ، فالزيادة صفر ،وكانوا يؤخرون الشهور حتى يجعلوا صفر المحرم ، فيحلوا ما حرم الله ، وكانت هوزان وغطفان وبنو سليم يعظمونه ، و هم الذين كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية .
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة : [ إنما النسيء زيادة في الكفر..... إلى قوله الكافرين ] ، عمد أناس من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم ، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم فيحرمونه ذلك العام ، ثم يقول في العام المقبل فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام ، وكان يقال لهما الصفران ، قال : فكان أول من نسأ النسيء بنو مالك بن كنانة ، وكانوا ثلاثة أبو ثمامة صفوان بن أمية أحد بني فقيم بن الحرث ، ثم أحد بني كنانة .
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله [ إنما النسيء زيادة في الكفر] قال : فرض الله الحج في ذي الحجة ، قال وكان المشركون يسمون الأشهر ذو الحجة والمحرم وصفر وربيع وربيع وجمادى وجمادى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة ، يحجون فيه مرة ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ، ثم يعودون فيسمون صفر رجب ، ثم يسمون رجب جمادى الآخرة ، ثم يسمون شعبان رمضان ، ثم يسمون رمضان شوالا ، ثم يسمون ذا القعدة شوالا ، ثم يسمون ذا الحجة ذا القعدة ، ثم يسمون المحرم ذا الحجة ، فيحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة ، ثم عادوا بمثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل شهر عامين حتى وافق حجة أبي بكر رضي الله عنه الآخر من العامين في ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم حجته التي حج فوافق ذا الحجة ، فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض.[نلاحظ من هذا الخبر أن حجة أبي بكر و الناس معه كانت باطلة لأنها كانت في ذي القعدة و لم توافق يوم عرفة الحقيقي ولا باقي أيام الشعائر] . ج10ص131-132
القول في تأويل قوله تعالى : [جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ] ، وجعل تعالى ذكره الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائد قواما لمن كان يحترم ذلك من العرب ، ويعظمه بمنزلة الرئيس الذي يقوم به أمر تباعه ، وأما الكعبة فالحرم كله ، وسماها الله تعالى حراما لتحريمه إياها أن يصاد صيدها أو يختلى خلاها أو يعضد شجرها ،
حدثنا هناد قال حدثنا ابن أبي زائدة قال أخبرنا داود عن ابن جريج عن مجاهد : [ في جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ] قال : حين لا يرجون جنة ولا يخافون نارا فشدد الله ذلك بالإسلام .
حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا جامع بن حماد قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة : قوله [ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ] ، حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية فكان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يقرب، وكان الرجل لو لقي قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يعرض له ولم يقربه ، وكان الرجل إذا أراد البيت تقلد قلادة من شعر فأحمته ومنعته من الناس ، وكان إذا نفر تقلد قلادة من الإذخر أو من لحاء الشجر فمنعته من الناس حتى يأتي أهله حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية .
حدثنا يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد : في قوله [ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ] ، قال : كان الناس كلهم فيهم ملوك تدفع بعضهم عن بعض ، قال : ولم يكن في العرب ملوك تدفع بعضهم عن بعض ، فجعل الله تعالى لهم البيت الحرام قياما يدفع بعضهم عن بعض به ، والشهر الحرام كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرم والقلائد ، قال ويلقى الرجل قاتل أخيه أو ابن عمه فلا يعرض له وهذا كله قد نسخ,
حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس والقلائد كان ناس يتقلدون لحاء الشجر في الجاهلية إذا أرادوا الحج فيعرفون بذلك . ج7ص78

تفسير القرطبي –دار الشعب –القاهرة-1372 –ط2:
قال ابن جريج عن مجاهد : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك أراد الحج ، ثم قال : إنه يحضر البيت عراة مشركون يطوفون فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك ، فأرسل أبا بكر أميرا على الحج ، وبعث معه بأربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، فلما خرج دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا ، وقال : اخرج بهذه القصة من صدر براءة ، فأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا ، فخرج علي على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنهما بذي الحليفة ، فقال له أبو بكر لما رآه : أمير أو مأمور ؟ ، فقال بل مأمور ثم نهضا فأقام أبو بكر للناس الحج على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، في كتاب النسائي عن جابر ، وأن عليا قرأ على الناس براءة حتى ختمها قبل يوم التروية بيوم . ج8ص67 ، و في هذا اليوم نادى علي و غيره بالناس ألا يطوف بالبيت عريان و لا يحج بعد العام مشرك .
و الخبر هنا عن مجاهد منقطع لكن للقصة طرق صحيحة موصولة في مواضع أخرى كما عند البخاري في الصحيح ج 1ص144 باب ما يستر من العورة حديث 362 ، و في ج4ص 1709 برقم 4378 .

المغني لابن قدامة – دار الفكر-بيروت-1405-ط1
ج3ص216: وعن نافع أن ابن الزبير أخر في الوقت حتى كادت الشمس تطلع فقال ابن عمر يريد أن يصنع كما صنع أهل الجاهلية فدفع ودفع الناس معه .


نيل الأوطار للشوكاني –دار الجيل -بيروت-1973 :
ومناط التشبيه في قوله كحرمة يومكم هذا وما بعده ، ظهوره عند السامعين ، لأن تحريم البلد والشهر واليوم كان ثابتا في نفوسهم مقررا عندهم ، بخلاف الأنفس والأموال والأعراض فكانوا يستبيحونها في الجاهلية ، فطرأ الشرع عليهم بأن تحريم دم المسلم وماله وعرضه أعظم من تحريم البلد والشهر واليوم ج3ص380
عن يعلى بن أمية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه رجل متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب فنظر إليه ساعة فجاءه الوحي ثم سري عنه فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجيء به فقال أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في العمرة كل ما تصنع في حجك متفق عليه ...ثم قال [كأنه ينقل قول ابن العربي الفقيه]: قوله ثم اصنع في العمرة كل ما تصنع في حجك فيه دليل على أنهم كانوا يعرفون أعمال الحج ج5ص72

سنن البيهقي الكبرى – مكتبة دار الباز –مكة -1994 :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في غرائب الشيوخ أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحسن بن سلام السواق ثنا عبد الله بن رجاء الغداني ثنا المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ثم أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرت أن أذبح ببوانة ، فقال في قلبك من الجاهلية شيء ؟ ، قال : لا ، قال : أوف بنذرك ج10ص84 ، و أصل الخبر في ص83 و هو أطول ، وقد سأل النبي : هل كان فيها من أوثان الجاهلية ؟ ، فقال : لا ، و هل كان فيها عيد من أعيادهم ن فقال : لا ، فقال : أوف بنذرك .

معجم البلدان لياقوت الحموي – دار الفكر - بيروت :
وحرم مكة له حدود مضروبة المنار قديمة وهي التي بينها خليل الله إبراهيم عليه السلام وحده [حسب زعم محمد كما يأتي] نحو عشرة أميال في مسيرة يوم ، وعلى كله منار مضروب يتميز به عن غيره ، وما زالت قريش تعرفها في الجاهلية والإسلام لكونهم سكان الحرم ، وقد علموا أن ما دون المنار من الحرم ، وما وراءها ليس منه ، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقر قريشا على ما عرفوه من ذلك ، وكتب مع زيد بن مربع الأنصاري إلى قريش : أن قروا قريشا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم ، فما دون المنار فهو حرم لا يحل صيده ولا يقطع شجره ، وما كان وراء المنار فهو حل إذا لم يكن صائده محرما ج 2ص244
وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ في كل سنة ، ويتفاخرون فيها ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون ، وأديم عكاظي نسب إليه وهو مما يحمل إلى عكاظ فيباع فيها ، وقال الأصمعي : عكاظ نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة ، وبينه وبين مكة ثلاث ليال ، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع منه ، وبه كانت أيام الفجار ، وكان هناك صخور يطوفون بها ويحجون إليها ، قال الواقدي : عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر الظهران ، وهذه أسواق قريش والعرب ، ولم يكن فيه أعظم من عكاظ ، قالوا: كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال، ثم تنتقل إلى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوما من ذي العقدة ثم تنتقل إلى سوق ذي المجاز فتقيم فيه إلى أيام الحج ج4ص142 و يشير هذا الخبر لوجود حج إلى غير مكة .

نصب الراية للزيلعي – دار الحديث –مصر-1357:
حديث آخر أخرجه النسائي وأحمد عن أشعث عن الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا مكة وقد لبوا بحج وعمرة ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة أن يجعلوها عمرة فهابوا ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أني سقت الهدي لأحللت فحل القوم وتمتعوا ج 3ص104

التمهيد لابن عبد البر –وزارة عموم الأوقاف و الشؤون الإسلامية – المغرب -1387 :
ولم يكن تمتع ولا قران في شيء من حج الجاهلية ، وإنما كانوا على الإفراد ، و العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور لا خلاف بين أهل العلم والسير في ذلك ج8ص214

مسند الحميدي – دار الكتب العلمية،مكتبة المتنبي –بيروت،القاهرة :
حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهري وهشام بن عروة كلاهما عن عروة عن عائشة قالت : ثم كان يوم عاشوراء يوما يصام في الجاهلية قبل أن ينزل شهر رمضان ، فلما نزل شهر رمضان فمن شاء صامه ومن شاء لم يصمه ج1ص102 [ و السند صحيح وممتاز]

مصنف بن أبي شيبة –مكتبة الرشد – الرياض- 1409-ط1 :
15327 حدثنا أبو بكر قال نا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال : كان أهل الجاهلية يدفعون من عرفات قبل غروب الشمس فأخر الله هذه وقدم هذه آخر التي من عرفة إلى غروب الشمس وقدم التي من مزدلفة قبل طلوع الشمس ج3ص399
13367 حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن عمر بن ذر عن مجاهد : قال كانوا لا يتجرون حتى نزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ، قال كانوا لا يبيعون ولا يشترون في أيام منى ، فأنزل الله تعالى : [ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ] أي التجارة في مواسم أحلت لهم ، و كانوا لا يتبايعون في الجاهلية بعرفة ولا منى ج3ص193

و للتندر وجدت هذا الخبر في كشف الخفاء –مؤسسة الرسالة-بيروت-1405 :
2229 حديث : [ ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه] رواه الديلمي عن ابن عمر مرفوعا ، وكذا الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عمر وأبي سعيد وعنده أيضا بسنده إلى ابن خثيم قال : قلت لأبي الطفيل هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإسلام كيف لا تكون هضابا تسد الطريق ؟ ، قال سألت ابن عباس فقال : إن الله عز وجل وكل بها ملكا فما قبل منه رفع وما لم يقبل منه ترك .
قال الحافظ ابن حجر : وأنا شاهدت من ذلك العجب كنت أتأمل فأراهم يرمون كثيرا ولا أرى يسقط إلى الأرض إلا شيئا يسير جدا ، قال في المقاصد : وكذا نقل المحب الطبري في شرح التنبيه عن شيخه بشير التبريزي شيخ الحرم ومفتيه أنه شوهد ارتفاع الحجر عيانا يعني حصى الرمي ، واستدل بذلك الطبري على صحة الوارد في ذلك ، وهي إحدى الآيات الخمس التي بمنى أيام الحج : 1 - اتساعها للحجيج مع ضيقها في الأعين -2- وكون الحدأة لا تخطف بها اللحم -3- وكون الذباب لا يقع في الطعام وان كان لا ينفك عنه في الغالب كالعسل وشبهه -4 - وقلة البعوض بها ، كما بسط ذلك الفاسي في شفاء الغرام -5- والجمار مع كثرتها لا تصير هضابا كشف الخفا ج2ص249 .

الأربعاء، 20 فبراير 2008

السيد عبد الرحيم الشريف هل تذكر مقالتك هذه ؟ وقعت عليها منذ قليل و رغبت في مناقشتك بها و ستجد المناقشة بعد نهاية مقالتك



شبهة أن القرآن الكريم من اختراع سيدنا محمد




بقلم عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
في بحثهم المتواصل لإيجاد مصدر بشري للقرآن الكريم، تفتقت تهيئات كثير من الناقدين للإسلام، عن فكرة وهي: القرآن الكريم اختراع سيدنا محمد لأهداف ثلاثة:
1. تسهيل السيطرة على أتباعه.
2. تخويف المنافقين والكفار ومن يخرج عن أوامره.
3. إباحة ملذاته.
وللجواب عن تلك الشبهة نقول:
إن الزعم بأن القرآن الكريم من اختراع أهواء وتخيلات سيدنا محمد ، من أضعف شبهاتهم. فهل عجزت أمهات ملايين العرب أن يلدن مثله؟ وهل كانت كل ظروف حياته تؤهله ليكون مرتاح البال، هانئاً، جالساً على أريكته.. ممسكاً ورقة وقلماً يكتب آيات من القرآن الكريم ؟! إن ما يستطيعه آحاد البشر، يستطيعه مجموع البشر بالضرورة. فلماذا لم يقوموا بذلك إذاً ؟
كما أن هنالك عدة ردود على ذلك الزعم، منها:[1]
1. الفرق في الأسلوب بين القرآن الكريم والحديث الشريف، فمن المؤكد أن الشخص الواحد مهما كان أديباً عبقرياً يستحيل أن تصدر عنه جمل مختلفة في أسلوبها في الوقت ذاته. فرسول الله بشر، يغضب ويفرح ويحزن ويتألم.. ولكنك تجد الفرق واضحاً بين ما صدر عنه من حديث نبوي شريف، وما أخبرنا أنه قرآن كريم.
فلو كان مصدر القرآن والحديث واحد، لكان من العسير جداً التفريق بين أسلوبيهما ونظمهما.
ولماذا لم يدَّعِ محمد أن أحاديثه آيات رغم أنها كذلك موحىً بها من عند الله .[2]
ولا يمكن القول أن لمحمدٍ أسلوبان فيما يصدر عنه من كلام، أسلوب منمق مزخرف هو القرآن الكريم، وأسلوب أقل منه هو الحديث الشريف. لأن أكثر القرآن الكريم نزل فجأة دون انتظار منه ، كما أن الرسول هو أكثر الناس كرها للتنميق في الكلام، ولا ننسى أننا نتحدث عن العصر الذهبي للعربية، الذي سلمت في أذواق العرب وسليقتهم من أي مظهر من مظاهر اللحن.
هاتوا لنا إنساناً له موهبة أن يقول قولاً، وسجلوا له ميزات أسلوبه. ثم اسألوه أن يغير الأسلوب إلى أسلوب آخر، ثم سجلوا له الأسلوب الآخر. ثم قولوا له نريد أسلوباً ثالثاً.. فإنه لا يستطيع أن يبرأ من أسلوبه الأول أبداً؛ لأن الأسلوب هو الطريقة اللازمة للشخص في أداء المعنى. وما دامت له طريقة في أداء المعنى، فإن الأداء سيأخذ تشخيصاً لا يمكن أن يبرأ صاحبه نفسه منه..[3]
2. من تتبع سيرة النبي يرى مقدار خشيته من الله تعالى، وورعه. فيستحيل أن يترك الخداع والكذب على الناس، ويكذب فيما ينسبه إلى الله .
3. ماذا يريد الإنسان من دعوى النبوة إن كان كاذباً ؟ إنه لا يريد أكثر من الجاه والمال. وقريش عرضت على رسول الله أقصى ما يتمناه خيال أي عربي في ذلك الزمان، من مال وجاه ونساء.. ولكنه ترك ذلك كله، وكان ينام على حصير أثر على جنبه الشريف ، وتعرض لعدة محاولات لاغتياله. وحارب المشركين.. رغم أنه كان يمكنه المكوث في عز وهناء، لو ترك الدعوة إلى دين الإسلام.
4. وجوه إعجاز القرآن الكريم المختلفة من بياني وعلمي وغيبي وتشريعي.. لم يأتِ بشرٌ بمثلها.
5. خلو القرآن الكريم من تسجيل حوادث مهمة في حياته، وأسماء أحبائه وأقرب المقربين إليه (والديه، أبنائه، السابقين إلى الإسلام، نسائه..) بل لم يذكر اسمه في القرآن الكريم إلا أربع مرات فقط.
6. وجود آيات العتاب في القرآن الكريم لسيدنا محمد .
7. كانت تمر على سيدنا محمد الملمات الكثيرة، والقضايا العديدة التي تتطلب جواباً سريعاً كحقيقة حادثة الإفك، والثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. وتوفيت زوجه خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب، وابنه إبراهيم دون أن يذكر القرآن الكريم من ذلك شيئاً يواسيه.
وتزوج من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دون أن يسطر ذلك في القرآن الكريم، بينما زواجه من أم المؤمنين زينب رضي الله عنها فقد تحدث القرآن الكريم عنه؛ لكونه ذا صلة بالتشريع.
8. لم يجعل لاجتهاداته الشخصية أي تشريع ملزم للصحابة: كحادثة تأبير النخل[4]، واستشاراته المتكررة للصحابة في شتى الأمور تدل على ذلك أيضاً.
9. صرّح القرآن الكريم بأن الأمر لو كان لسيدنا محمد لكان هواه ألا يُلقى إليه أي آية من ذلك القول الثقيل. قال تعالى في سورة القصص: " وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ..(86) ". نعم إنه قول ثقيل عليه ، قال تعالى في سورة المزمل: " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا(5) ".
بل لو كان الأمر بيده لأنزل كلاماً بحسب الطلب، ولكن لا ينبغي له ذلك. قال تعالى: " وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف: 202]. نعم، عدم استجابة محمد لطلباتهم ليكونوا على بصيرة، وليهتدوا، ورحمة بهم..؛ ليتأكد لهم أنه ليس مصدر الوحي.
وسبحان من يجعل في شبهاتهم دليلاً عليهم !
10. نزول القرآن الكريم منجماً في ثلاث وعشرين عاماً، ثم ترتيب ما نزل في نظم بديع محكم لا خلل فيه ولا تناقض ولا تغير في بلاغته. وذلك كله يستحيل أن يصدر عن بشر طبيعته النقص.
11. إن هذا القول مبني على وجود علم مدخر في العقل الباطن لسيدنا محمد ، فمن أين سيكون قد حصل على ذلك العلم السابق؟ لقد سبق مناقشة نقض احتمال أن يكون مصدر ذلك من الإنس أو الجن.
12. ما جاء في القرآن الكريم من عبادات شاقة، وتحريم ملذات يتوق إليها أي إنسان، ولم يكن لقريش أي غضاضة للقيام بها. لا يعقل أن يكون هواه قد أجبره على قيام أكثر الليل، وعلى الوصال في الصوم.. وعلى تحريم ما تهواه النفس من شرب الخمر، والربا، ولبس الذهب والحرير، وقبول الصدقة، وتوريث الأبناء..
13. قد يستطيع سيدنا محمد تخويف الصحابة ـ إن افترضنا أنه ألف القرآن الكريم لتلك الغاية ـ ولكن.. هل هنالك إنسان في العالم يخوف نفسه من عذاب النار، أو يلقي بيده إلى التهلكة بصرف الحراس عنه وهو يعيش في وسطٍ مليء بأعداءٍ، المستترون فيه أكثر من الظاهرين؟ انظر مثلاً إلى قوله تعالى في سورة المائدة: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67) ".
هذا الصدق مع النفس، انبثق عنه صدق مع الآخرين.. بينته سورة يونس: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ[5]مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(16)فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17)".
نعم، سيدنا محمد صادق، فليس لمحتوى القرآن الكريم أي مصدر من المخلوقات (إنساً أم جناً)، بل هو مصداق قوله تعالى في سورة الشورى: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(52)".
إن النفس التواقة للبحث عن الحقيقة لتؤمن بذلك، وتوقنه بأدنى فكر وبحث.. ولكن الهوى وعمى البصيرة وشهادة الزور من الباحثين غير المنصفين.. يحجبها عن ذلك، قال تعالى (في سورة الفرقان): "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا(4)وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(5)قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(6) ".
بالإضافة إلى الحسد، الذي تحدثت عنه سورة البقرة: " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) ".
عبد الرحيم الشريف
rhim75@maktoob.com
و رددت على علبد الرحيم بما يلي :
لا شك ان محمدا لم يكن جالسا على اريكته يكتب القرآن كما تصوره بطريقة سطحية لترد على القائلين بأنه مؤلف القرآن ، فمحمد لم يكن يكتب بل كان يتلو و يقول بلسانه و لا يكتب بيده كما هو معروف .
و هل عجزت النساء عن ان تلد مثله ؟
الجواب : هل عجزت النساء عن أن تلد مسيحا آخر ؟ بوذا آخر ؟زرادشت آخر ؟ ماني آخر ؟ هتلر آخر ؟
لكل من هؤلاء الرجال ميزته التي تميزه عن الآخرين و السؤال غير مبني على رؤية دقيقة للأمور ، فهل يعني أن عدم وجود شخص آخر بنفس المميزات الحرفية لعظيم من العظماء الذين أثروا في التاريخ أن ذلك الرجل يشكل معجزة خارقة و انه مرسل من عند الله ؟ لو ادعى بوذا أنه رسول الله لصدقه الجميع و لكن مشكلته أنه لم يدعي ذلك لأنه كان صادقا مع نفسه أولا .
مشكلتنا نحن المسلمين أننا افترضنا بحكم التربية الأصيلة أن القرآن كلام الله و أن محمدا رسول الله ، و نعتبر ذلك مسلمة بديهية لا يمكن الخروج عنها ، ثم ننظر بعد ذلك في رأي المخالفين لنرد عليهم بكافة أساليب التأويل و الالتفاف إذا أظهروا لنا أي دليل أو منطق يدل على زيف معتقدنا ، نحن محصنون سلفا ولا يمكن ان نقبل الرأي الآخر و لو كان على حق و كنا على باطل .
لا شك انك بذلت الجهد هنا لترد على الشبهات و انا اريد ان أناقشها معك بوصفي مسلما سابقا ولمدة عشرين عاما من البحث و الدراسة و التقصي و الإيمان العميق بهذا الدين إلى ان تبين لي زيفه بما لا يدع عندي مجالا للشك بما انا عليه الآن من الحقيقة ، و هي أن الدين من صنع الإنسان و أنه ثقافة بشرية محضة لا علاقة لله بها .
1 - تستدل على الفرق بين أسلوبي القرآن و الحديث لتقول بأن هذا دليل على ان القرآن غير الحديث و بأنه وحي من عند الله و الرد بسيط جدا على هذا :
هل يكون كلام الشاعر كله شعرا ؟ الشاعر يقول الشعر بعد تفكر و اجتهاد أو بملكة شعرية خاصة تمنحه الشعر الارتجالي ، و يكون شعره بخلاف كلامه العادي النثري ، بينما يشترك الاثنان بالفاظه و مصطلحاته ، و هذا ما نجده تماما في القرآن و الحديث ، فالقرآن كلام شعري موسيقي ذو إيقاعات معينة ، و فيه تكرار ممل كثير كنهايات الآيات ، و تكرار القصص القرآني و غير ذلك .
و الحديث النبوي الصحيح كلام موجز بليغ ، فمحمد كما قال أوتي جوامع الكلم ، و هذا اشتراك واضح مع اسلوب القرآن الموجز البليغ ، و العرب القدماء معروفون بالبلاغة و ليست هي وقفا على محمد ، بل إذا رجعت لصحيح مسلم لوجدت أن أبا موسى الأشعري قال ان سورة الخلع و الحفد أي دعاء الوتر كما نعرفه كان من القرآن وأهملت كتابته فيه كما أهمل الكثير غيره و نسي ، و نحن نتعامل معه كحديث نبوي.
و في الفقرة نفسها ، تقول أن محمدا لم يدع أن كلامه العادي موحى به من عند الله ، و هذا مخالف لما تعلمناه من ان كلام النبي بمنزلة الوحي ، لقول القرآن : و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، و هو رأي أغلب فقهاء المة و مفسريها ، و ذ1لك لأن النبي مشرع و كل قول او فعل او تقرير له فهو من باب التشريع كما تعلم ، و القرآن يقول أيضا و ما آتاكم الرسول فخذوه و أطيعوا الله و رسوله ، و على غير ذلك من الآيات التي توحي ان النبي موحى له على كل حال ، و نعلم انه خالف البعض و ميز بين القرآن و الحديث النبوي ، و لكن هذا ليس هو المذهب السائد ن و لا نريد أن ندعي ان غالبية الأمة على ضلال و أن هذا الرأي هو الصواب ، و لا سيما ان الزعم بأن كلام النبي غير موحى به و انه بشري خالص يعني عدم اعتباره من شرع الله بل من شرعه هو و يمكن مخالفته لأنه قابل للخطأ و الصواب .
هناك ادلة كثيرة على ان كلام النبي بحكم الوحي ، و هناك ادلة معاكسة أيضا ، و التناقض موجود دائما في الكتاب و السنة فيما لو تاملنا ذلك بشكل حيادي موضوعي و عقولنا فقط هي التي تسعى للتوفيق و الـتاويل .
و خرج البعض بقولهم التوفيقي بان كلام محمد المتعلق بالتشريع هو كلام موحى إليه ، و ان كلامه المتعلق بامور الدنيا ليس من قبيل الوحي ، و ليس هناك ضابط لذلك كما هو معلوم ، و قالوا ذلك ليخرجوا من المآزق الكثيرة التي اوقع النبي فيها نفسه من حادثة تابير النخل و عدم اختياره للموقع الجيد في معركة بدر فاختار له الحباب بن المنذر ، و حيرته في قصة صلح الحديبية بعد ان رفض أصحابه الخضوع لأوامره بالتحلل من الإحرام و تدخل ام سلمة لحل الأزمة و إنقاذ ماء و جهه ، و غير ذلك من المواقف الكثيرة التي تعرض لها النبي و تراجع عنها .
2 – تقول ان من تتبع سيرة محمد يرى مقدار خشيته من الله ، و نقول إذا كان محمد نفسه قد صدق فكرة الله و اقتبسها من الأديان السابقة فلماذا لا يخشاه و يتقمص دوره على اكمل وجه ؟ ، أرجو منك الدخول على موقوع منتدى الملحدين العرب و الاطلاع هناك على موضوعي الذي يناقش هذه الفكرة بالتفصيل بعنوان : هل كان محمد كاذبا ؟ واسمي هناك عاشق تمور .
3 – ماذا يريد الإنسان من دعوى النبوة غير الجاه و المال و غير ذلك ؟
و هل طالب غاندي بدعوته الجاه و المال ؟ و هل طالب بوذا كذلك ؟ الا يوجد اناس في التاريخ طالبوا بالإصلاح دون المطالبة بالجاه و المال ؟ و لكن هل محمد فعلا لم يطالب بالجاه و المال ؟
لقد كان محمد أذكى من ذلك بكثير ن فهو عندما طالب بتنصيبه مشرعا من قبل الله يعني أنه طالب بكل شيء دفعة واحدة ، فكلامه و أوامره ستصبح فوق الجميع ، و في النهاية صار الحاكم الأعظم ا لمقدس ، و شرع لنفسه الأنفال و هي خمس غنائم الجيش و صار من كبار الملاكين ، ووادي فدك الذي تركه لفاطمة بعد و فاته و رفض أبو بكر ان يعطيه لها دليل بسيط على ذلك و في السيرة ادلة اخرى كثيرة على ثروته بعد انتصاراته اواخر حياته ، ولا شك ان المال و الثروة لم يكونا هما الهدف لدعوته بل الإصلاح و التجديد تحت زعامته المتفردة .
4 _ وجود إعجاز بوجوه كثيرة في القرآن تدل على صحته ؟؟ هذا البند تماما هو من اثبت لنا عدم صحة القرآن ككتاب من عند الله الخالق و العالم بكل شيء ، فالقرآن و السنة مليئان بالأخطاء العلمية و الغيبية بما لا يدع مجالا للشك انهما من صنع بشر ، و المسلمون يسعون دائما لإظهار الإعجاز بوسائل باتت معروفة من تدليس و تأويل كما يفعل النصارى و اليهود ، و كل نص واضح يفضح الخطأ يقومون بتاويله و الالتفاف عليه ، لأنهم لا يتصورون أنهم يمكن ان يكونوا مخدوعين لقرون خلت ، و انهم لو صدقوا نتائج محاكمتهم المنطقية لفقدوا هويتهم التي يقتاتون عليها و تاريخهم الوهمي المتعثر .
القرآن يصف الكون بعين العربي البدوي البسيط ، وهو واضح في ذلك ، لم يتعرض لأي شيء غيبي ، بل عندما تعرض لذلك أوقع نفسه في اخطاء علمية قام المسلمون فيما بعد بتاويلها و الدفاع عن قرآنهم ، فلا يوجد سبع سموات ولا سبع ارضين كما تعلم ‘ إلا في التوراة و الانجيل و القرآن و عقول المؤمنين بهذه الكتب ، و ليس للشمس مغرب و مطلع كما في قصة ذي القرنين و من يزعم ان معنى الآيات تؤول على زمن الغروب و زمن الشروق يرده قوله : حتى إذا بلغ بين السدين ، وهو مكان ، و كان قد عطفه على قوله : حتى إذا بلغ مغرب الشمس و حتى إذا بلغ مطلع الشمس ، و تفسير الآيات واضح بسيط يتوافق مع مفهوم حدود الأرض و الكون في ذلك العصر ، و منتدى الملحدين العرب غني جدا بهذه المواضيع فراجعها طلبا للحقيقة التي لمست انك ترغب بها فعلا .
و اما السنة ا لنبوية فحدث ولا حرج عن أخطائها الإعجازية القاتلة و التي لا ينفع معها أي تأويل ، و اعطيك مثالين بسيطين : النبي تنبأ بقيام الساعة قبل مضي مئة عام على عهده في حديث صحيح في صحيح مسلم عندما سئل عن موعد قيام الساعة فنظر إلى غلام بين يديه و قال لن يبلغ هذا الغلام المائة و يكون على الأرض نفس منفوسة .و كالعادة قام الأنصار بالتاويل و لكن الأمر واضح فالجواب على قدر السؤال و لا يعقل أن يجيب النبي بجواب لا علاقة له بالسؤال المحدد بل لا يليق به ان يفعل ذلك أصلا لو كان نبيا و لو قال الله اعلم لكان خيرا له.
و اما المثال الثاني : فحديث جابر بن سمرة في البخاري و مسلم و سائر كتب الحديث و له مائة و خمسون طريقا و هو صحيح عن جابر بن سمرة : لا يزال الدين عزيزا على ان يلي عليكم اثنا عشر خليفة ثم يكون الهرج ن فهاج الناس فقال كلهم من قريش فهدأوا ..
و احتار المتأولون كيف يجعلون معنى الحديث صحيحا و هو لم يصح ابدا ، و يمكنك ان تراجع أقوالهم في فتح الباري و هدي الساري شرحي صحيح البخاري و شرح النووي لمسلم و غيرها من الشروح ، باب الإمارة ، و المعلوم أن الخلافة لم تسر على نسق واحد ، بل كانت راشدة كما نسميها أولا و حدث شرخ كبير بمقتل عثمان و لم يتفق المسلمون على علي و معاوية و حدث قتال بينهم ثم سيطر معاوية على الامر و جعلها ملكية وراثية بمسمى الخلافة و رفض ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية و استعصم بمكة سبع سنوات و دانت له العراق و اليمن و مصر في أواخر عهده بعد وفاة يزيد ، ثم عاد الخلاف الأموي و جاء مروان بن الحكم و تبعه عبد الملك ابنه و حكم البلاد الإسلامية بالقوة و بيد من حديد بعد قتل ابن الزبير و قصف الكعبة على يد الحجاج، و تتالت الملكية الأموية و جاوزت رقم اثنا عشر بكثير مع الخلفاء الأوائل و تبعتها الدولة العباسية و عصرالمنصور و الرشيد الذهبي كما نسميه في التاريخ ، و لم يتم تحقق النبوءة بحدوث الهرج أي القتل بعد اثنا عشر خليفة و عجز الجميع عن إيجاد تفسير للحديث ، و لم يجرؤوا على إنكاره بالطبع ،و الأمثلة كثيرة جدا على تناقض النبوة ولكن لن يدركها إلا من حرر عقله من بديهية التسليم بكل ما جاء به الإسلام .
5- و هل من الضروري ان يذكر محمد تاريخ عائلته في القرآن و أسمائهم و هو يقول بأن القرآن كلام الله ؟ ألا ترى ان هذا المطلب سطحيا لا يرقى لمجال الرد و المناقشة ، و قد ذكر القرآن مع هذا تاريخا لبدر و أحد و الأحزاب و حنين و فتح مكة و تبوك من الحوادث العامة و زواجه من زينب و حادثة الإفك و استغفاره لأبيه و غير ذلك من الحوادث الخاصة ، و هل تريده ان يقصر القرآن الذي يقول بأنه كلام الله على تاريخه العائلي الشخصي ؟
6 _ و جود آيات العتاب تمثيلية أراد منها النبي التراجع عن بعض قراراته او تصرفاته فجعلها على هيئة عتاب رباني ، و الذي يأتي بقرآن كامل لا يصعب عليه مثل ذلك .
7 – تقول أن الرسول كانت تمر به الملمات الكثيرة التي تحتاج لجواب سريع فيتأخر عنه الوحي ، أو لمصائب تحتاج لمواساة ، فاما الحوادث كحادثة الإفك فهو لم يكن يعلم تماما ببراءة زوجته و احتاج لوقت طويل كي يطمئن لبراءتها ، و هذا سبب منطقي لتأخر الوحي ، ولا ننسى أنه راح يسال عنها أصحابه ويقولون له ما علمنا إلا خيرا ، فهل النبي بحاجة ليسأل الناس عنها ؟ و بعد ذلك جاءه الوحي بما وصل إليه من نتيجة .
و اما حادثة المتخلفين عن تبوك فالتاخير ليلقنهم درسا قاسيا ليس إلا بسبب تخلفهم ، من باب التربية العسكرية ، و
اما ذكر زواج زينب في القرآن فلأن زواجه منها كان عارا في عرف العرب لأنها زوجة ابنه بالتبني و أراد أن يخرج من الإحراج بإصدار حكم جديد ينسبه لله ، و يرضى عنه من حوله من المؤمنين ، و قد أضر هذا الحكم و هو تحريم التبني بالملايين من الأطفال عبر التاريخ بسبب هذا الموقف .
و اما عدم ذكر زواجه من عائشة ، فلأن الحادثة عابرة مثل زواجه من الإحدى عشر امراة الأخرى ، فهل مطلوب منه ان يذكر كل قصص زواجه ؟ و هل نسيت انه زعم أن الله كتب له عقده عليها في السماء و شهدته الملائكة ؟ طبعا كان هذا القول ضروريا لأنها طفلة في السادسة و هو في الخمسين أي بعمر جدها ، و كتابة عقده في السماء تخرس المعترضين إن وجدوا ، و بعمله هذا قضى على حياة عدد هائل من طفلات المسلمين الذين اقتدوا بنبيهم و زوجوا بناتهم الأطفال من عجائز اتباعا لسنته.
8 – كيف تقول انه لم يجعل لاجتهاداته الشخصية أي إلزام للصحابة كحادثة تأبير النخل و غير ذلك مما كان يستشيرهم به ؟
حادثة تأبير النخل من اهم الحوادث التي تظهر قصور محمد في العلم و انقطاعه عن الوحي المزعوم ، فلو قرات الحادثة في صحيح مسلم مثلا ، لوجدت انه مر على قوم يلقحون نخلهم فقال : لو تركتموها أثمرت بلا لقاح ، فتركوها اقتداء بقوله ، و هو لا ينطق عن الهوى كما قال القرآن ، و لما جاء الموسم رآها مجدبة فقال ما بال نخلكم ؟ و كأنه نسي ما أشار به ، فلما ذكروه بما قال قال أنتم أعلم بدنياكم ...و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، طالما أنهم أعلم بدنياهم لماذا لم تقل لهم هذا من البداية ؟ لماذا تدخلت فيما لا علم لك به و تسببت لهم بخسارة فادحة ينتظرونها من العام للعام ؟ هكذا يتبرأ بكل بساطة مما قاله وكأنه لم يقم بشيء .
و أما ما كان يستشير به أصحابه فهو طبيعي لقلة علمه ، فهو يحاول أن يسمع من الجميع ليستفيد من خبراتهم ثم يجد فلسفة إلهية لكل حادثة تصيبه .
9 – تقول ان محمدا لو خير لاختار ان لا ينزل عليه القول الثقيل ؟ نعم قد تكلم بهذا في حالات من اليأس من نفسه و ما جلبته عليه دعوته و طموحه الكبير ، و لكن هل تكلم بهذا بعدما انتصر و ساد قومه ؟ بل قال هناك : إذا جاء نصر الله و الفتح ............
أما عدم استجابة محمد لطلبات الكفار فسببه عجزه فقط ، فكيف سيقوم بالمعجزات وهو لا يملك شيء منها ؟ مع انه سيد الأولين والآخرين و أفضل الأنبياء و أقواهم حجة إلا أنه بخل علينا بمعجزة واحدة تبهر الكفار فيؤمنوا به ، مع وجود تلك المعجزات و بكثرة لأنبياء كانوا قبله أقل قيمة منه بكثير ، كصالح و شعيب و لوط و سليمان و داود ، لقد أتخمنا القرآن وصفا لمعجزاتهم الخيالية و عجز محمد أن يأتي بواحدة منها أو مثلها و تحجج دائما بأنه بشر رسول ، فهل كان أصحاب المعجزات من قبله آلهة رسل ؟ طبعا اجوبة المسلمين الملتوية على ذلك نعرفها فلا داعي لسردها لأن الحق واضح .
و لا تأتيني وتقول أنه كان صاحب معجزات كانشقاق القمر و غيرها من السخافات لأنه لم يثبت منها شيء و عليك بمراجعة التفاسير لترى ذلك بنفسك و كيف تخبطوا في تحديد معناها .
بل القرآن نفسه كان يتهرب من المعجزات بشكل دائم فيوقل : سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا .

10 – نزول القرآن خلال ثلاث و عشرين عاما و التكرار الممل فيه و اتساقه مع الحداث المستجدة وفكرة النسخ فيه و كثرة التناقض بين آياته ن لدليل على أنه من صنع بشر ، فلو كان كتابا ن عند الله لوجب ان ينزل دفعة واحدة غير مرتبط بتاريخ ولا بقعة مكانية ليتعامل مع الصيني و الأمريكي و الأفريقي و الهندي ، اما أن يأتي بلغة عربية يعجز اهلها الآن عن فهمها ، و يستحيل تعلمها من قبل معظم سكان الأرض فهذا ما يؤكد سطحيته و بشريته و تاريخيته المحدودة .
كيف تريد من الياباني العادي البسيط ان يتدبر القرآن و هو لا يفقه من اللغة العربية شيء ؟ تريد من كافة البشر أن يتعلموا القرآن ليتدبروه ؟ ام تقول عن طريق الترجمة ؟ اليست تلاوة القرآن مطلوبة بنص القرآن [ و يتلون كتاب الله] كيف يتلوها ذلك المسكين ؟ و إذا تعلم قراءة الحروف و الكامت هل يمكنه فهمها بسهولة ؟ إذا كان العربي لا يعرف قراءة القرآن غلا بعد جهد كبير على يد شيخ عالم فكيف بأولئك الفقراء المساكين الموجودين على سطح الأرض ؟
بالتأكيد تعلم المسلمون كيف يناورون و يبررون ولكن كل التبريرات غير منطقية امام الواقع المشاهد .
11 _ العلم المدخر في عقل محمد عمره اربعون عاما قبل البعثة ، فنحن لا نعرف عنه شيئا في تلك المرحلة ، و فجاة نعرف انه كان يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد و ينزل عليه الوحي ، فتأخذه خديجة على نصراني ليشهد له بالوحي ، القصة كلها غير منطقية ، هل يحتاج النبي الخاتم لرجل نصراني ليصدق الوحي ؟ كيف أدركت خديجة مباشرة أن الجواب موجود عند ورقة بن نوفل ؟ لماذا لم تسأل الناس من حولها و يفتضح امره بين قومه ؟ تصرف أي امرأة في هذه الحالة هو أن تسأل الأهل و الجيران و قومها ، و لا سيما ان العلاقات الاجتماعية آنذاك كانت مغلقة ، و الأخبار تطير بسرعة .
لا نشك بأن محمدا سمع الكثير عن اليهود و النصارى و أعجب بثقافتهم ، و اهتم لمسألة إبراهيم و الكعبة و أسطورة بنائه لها ، و اهتم كثيرا لمسألة التوحيد في العبادة ، و أسس لنظريته على المدى الطويل ، و سمع من اخبار العرب و أشعارهم ما صقل به موهبته الكلامية و الخطابية ، بالإضافة لمواهبه الفريدة الأخرى و التي جعلته يستغل ظروفه أفضل استغلال ليحقق ما يصبوا إليه ، و العرب كانوا يختزنون في ذواكرهم الشيء الكثير ، و منهم من كان يحفظ عشرات الآلاف من أبيات الشعر، فما المانع ان يحفظ محمدا من قصص التلمود و التوراة و انجيل الطفولة ما يجعله ينسج تلك القصص الجذابة بأسلوب شعري موسيقي مقنع لأولئك البدو الذين يجهلون معظم ما حولهم.
12 – العبادت الشاقة التي تتحدث عنها لم تكن شاقة على اهل ذلك الزمان لأن أوقات فراغهم كانت كثيرة ، فليس ليدهم ما يعملوه بعد غروب الشمس لا كهرباء و لا فضائيات و لا سيارات ولا منتزهات ....و يقابلها احكام تسمح بتعدد الزوجات بشكل بديهي ، و النبي نفسه جمع تسع نساء في آن واحد و كان يطوف عليهمن بلا انقطاع ، فأي ملذات هذه التي حرم نفسه منها ؟ تحريم الخمر و الخنزير إنما جاء من نصوص التوراة التي كان يؤمن بها ،
و كل ما تقول انه شاق و فيه تحريم إنما جاء اقتباسا من شريعة سابقة و يقابله أحكام تسمح لك باسترقاق أخيك الإنسان و التسري بما شئت من الجواري و لو بلغوا المئات ، و شراء الخدم بالمال ، و ليس عند العربي آنذاك أفضل من هذا ، فما الذي يشق عليه ؟ كان لا بد للوحي من تشريع ن و قد وضع التشريعات المقتبسة من عادات العرب و نصوص التوراة و اجتهد هو في بعضها لأغراض شخصية او عامة .
و الظاهر أنه كان يرى نفسه مصدر الكون فعلا ن و مصدر التشريعات ، و قد صدق فسه تماما ، و اجتهد بالعبادة للإله الذي يتخيله ورجاه كثيرا ان لا يخزيه ، و هو قد افترض وجود الله و تخيله كما سمحت له ثقافته ، ثم صدق فكرته ، و راح يتعبده بالصلاة و الصوم ، و مات وهو يظن انه سيلاقيه فعلا ، و أن الله سيشكره على ما قدم له من خدمات .
و لذلك تخيل الله كما يتخيله رجل في وسطه الثقافي ، ملك الملوك ، عرشه يسع الكون و كرسيه عليه ، ملك بكرسي و عرش ، يملك جنة للمطيعين ، و جهنم للكافرين ، ينعم بإغداق خيالي و يعذب بوحشية و انتقام ، له جنود من الملائكة و كل شئ يجري بأمره ، شخصية تصلح لأفلام كرتونية للأطفال ليس إلا .
راجع مقالي في منتدى الملحدين العرب بعنوان : صفات الله الكرتونية في الإسلام .
كل ما سبق يرد على الفقرة الأخيرة ، و أجوبته للمشركين كانت أجوبة التفافية ببراعة انطلت على كافة الأمة الإسلامية و اتبعوا منهجه الالتفافي تماما للدفاع عن دينه .
و أخيرا أهديك هذا الخبر من كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني : ج3ص918
1553 : عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى العامرى الغرماء أبا يحيى كذا قال ابن الكلبى فى نسبه حبيب بن جذيمة بالتخفيف وقال محمد بن حبيب حبيب بالتشديد وكذا قال أبو عبيدة أسلم قبل الفتح وهاجر وكان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش بمكة فقال لهم إنى كنت أصرف محمدا حيث أريد كان يملى على عزيز حكيم فأقول أو عليم حكيم فيقول نعم كل صواب فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس بن حبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة ففر عبد الله بن سعد بن أبى السرح إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة أرضعت أمه عثمان فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال نعم فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه وقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلى يا رسول الله فقال إن النبى لا ينبغى أن يكون له خائنة الأعين وأسلم عبد الله بن سعد بن أبى السرح أيام الفتح فحسن إسلامه فلم يظهر منه شىء ينكر عليه بعد ذلك وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش !!
عزيزي ...نحن نقف معك بكل الود للوصول إلى الحقيقة التي لن ينفعنا شيء سواها ، و قد كنا أشد غيرة ربما منك على هذا الدين و حرصا على نشره و الدعوة إليه إيمانا منا به أنه من عند الله ، و أنه دين العدل و الرحمة ، و لكن كثرة البحث و القراءة أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن ، و لدينا الكثير جدا من الأدلة على صحة ما توصلنا إليه، و أنا جاهز لمناقشة أي فكرة تخطر لك أو أي دليل تعرضه لينتفع كلانا به .


و قد رد عبد الرحيم على ردي برد طويل فأجبته :
عزيزي عبد الرحيم الشريف ، كان ردك مطولا جدا و مملا، و كأنك لا تريدني أن أقرأ ما تكتب ، و مع ذلك لم تأتني بأي فكرة جديدة لا أعرفها ، بل إنني قد تجاوزت كل أفكارك و ردودك منذ زمن ، و ها أنا ألخص ما كتبت مع تعليقي على كل فقرة :
1 –تقول : يا أخي لأن القرآن تحداهم بأن يأتوا بمثل القرآن، بينما لم تكن معجزة المسيح أن يأتوا بمثل ما قال.
الجواب: فكرة تحدي أن يؤتى بمثل القرآن فكرة لا تقبل التحدي أساسا ، فالقرآن نص أدبي له مميزاته ، و يمكنني أن اطلب منك أن تأتيني بقصيدة مثل قصائد نزار قباني مثلا ، فهل تستطيع ؟ طبعا يمكنك ان تقلده تقليدا و لكن هل تنجح بمقاربته ؟ و كذلك القرآن حاول الكثيرون تقليده و خرجوا بنفس النتيجة و ليس ذلك لأنه معجز بل لأنه نص أدبي لا أكثر و لا أقل ، و بإمكانك رؤية إبداعات الملحدين في مقاربة القرآن ، و الأمر بسيط ، و لكن مشكلتك أنك تؤمن أن في القرآن إعجازا علميا ، و سيأتي الكلام عليه .
2 - أما قولك بأن بوذا لم يدعي النبوة، ولم يدعي الألوهية حسنا ماذا يعبد البوذيون إذا ؟ وما أدلتهم على ألوهية بوذا ؟
لعل بوذا كان نبيا ارتد قومه وحرفوا شريعته
لعل كنفوشيوس كذلك،، لا ندري.
الجواب : اقرأ عن البوذيين لتعرف ماذا يعبدون ، و هل بالضرورة أن يكون البشر يعبدون شيئا ما ؟ ، نعم هكذا علمك الإسلام ، إما أن يعبد الناس الله او يعبدون شيئا آخر ، فالنظرة عبودية و حسب ، البوذيون يا صديقي لا يهتمون لله ، ولا يناقشون امره ، و لسنا هنا بمعرض الكلام عن معتقدهم ، و اما زعمك بأن بوذا ربما كان نبيا و كذا كونفوشيوس فهراء ، و تلامذة بوذا و كونفوشيوس أعلم بهم و بتعاليمهم من أي جماعة اخرى، فلا تفترض الأوهام لتنصر ما تذهب إليه ، لم يكن أنبياء على الأرض إلا في الشرق الوسط ، حيث ظهر اليهود اولا ، و المسيحية استمرار لها ، و الإسلام أخذ من كليهما و من معتقدات العرب القدماء ، كفكرة الجن و طقوس الحج ، و لم يكن الله موجودا خارج هذه الثقافة و البقعة المحدودة من الأرض .
3 – قلت لك: لو ادعى بوذا أنه رسول الله لصدقه الجميع
فكان جوابك: لا أدري هل عدد البوذيين حول العالم أكثر من عدد المسلمين.
الجواب : ماذا تقصد بالعدد ؟ هل العدد له اهمية كبرى عندك ؟ المسيحيون الآن أكثر عددا من المسلمين ، و المسلمون مذاهب شتى كل منهم يكفر صاحبه أو يضلله و يجعله من أهل النار على الأقل .
4 – قلت : كما تتناسى أخي المكرم معجزاته الحسية الكثيرة جداً مثل خروج الماء من يديه الشريفتين وحنين الجذع .. الخ.
قد تنكر أخي الفاضل هذه المعجزات وتقول هي خرافات،،
أقول: ولذلك ولأجل إقناعك أن المعجزة ما زالت باقية كان التحدي بالقرآن الكريم ووجوه إعجازه التي لعلك اطلعت عليها في موقعي.
www.55a.net
الجواب : موقعك هذا هو من ساهم بإلحادي بشكل كبير منذ سنوات ، عندما رأيت فيه التدليس و الكذب و اللف و الدوران ، و كذلك في باقي المواقع الإعجازية ، و قد راسلت العديد منكم و كان الهروب نصيب الأكثرين عندما نواجههم بالحقائق :
مثال صغير :استشهد احدكم في موضوع خلق الجنين بجملة في حديث : و الذي نفس محمد بيده ، إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ، و لم يذكر تتمة الحديث ،و لما راسلته بخصوص هذا و بينت له أنه لو أتم الحديث : أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ..إلخ ، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما من حديث ابن مسعود ، لنسف به الإعجاز العلمي المزعوم في خلق الجنين ، فالنبي يقول أربعين يوما نطفة بينما لا تعيش النطفة ليوم واحد في الرحم ، فلماذا تخفون يا جماعة الإعجاز هذا الحديث الصحيح لتستبدلوه بغيره ، و تلجؤون للف و الدوران و التأويل ؟
5- قلت : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون للإنسان الواحد (((أسلوبان))) مختلفان من الكلام، هذا محال محال محال.
وأحيلك على كتاب الدكتور إبراهيم عوض في ذلك وهو بعنوان:
القرآن والحديث مقارنة أسلوبية
وستجده هنا

http://www.al-maktabeh.com/a/book4.htm
كتاب رقم: 181
وأرحب بك في النقاش حوله هنا

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7260
وكذلك ستجد ردا من الدكتور إبراهيم عوض على شبهة الحفد والخلع.
هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7764
وهنالك رد من حيث الإسناد على زعم أن دعاء الحفد والخلع كان جزءا من القرآن، والبحث موجود في الإنترنت بعنوان: " تحفة الوفد ".
هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=1753
الجواب : إحالتك لي لكل هذه المصادر ليست جوابا ، و لا يهمني ما يقول به فلان او علان ، و اللف و الدوران و التاويل معروف لدى المدافعين عن الإسلام تملصا من الحقائق الواضحة ، و الزعم بأن الشاعر في أسلوب كلامه العادي لا يختلف عن أسلوب شعره ، زعم لا يقبله أي عاقل ، وكتاب المصاحف لابن أبي داود لم يأت من الهواء ، ففيه بعض الأخبار الصحيحة التي تثبت ضياع شيء من القرآن و نسيانه ، و اختلاف الصحابة فيه .
6- أما اجتهاداته عليه السلام فهي لأنه بشر وليس إنسان ...إلخ
تبدو له اجتهادات معينة في علاقته مع الناس وإدارة شؤون البلاد، أكثرها مسدد والحمد لله لكن هنالك ما فعله كان خلاف الأولى.
أي: ما قام به صحيح لكن يوجد ما أصح منه.
يعني لو قيمت أفعاله في السيرة النبوية ستجد أن قراراته كانت صائبة بنسبة تتجاوز95%
أما 5% فقد نختلف في تقييمها، وقد نتفق على وجود أفضل منها لكنها لا تنقص من قدره الشريف أبداً.
الجواب : لو قلت هذا الكلام في حلقة دينية لثار عليك الناس لما تعلموه من عصمة النبي في سائر أفعاله عن الخطأ ، ثم أنك لم تجبني ، طالما أنه يعرف نفسه كذلك ، فلم يتدخل فيما لا يعنيه و يطلب من الناس ان لا يلقحوا النخل ثم لا يعوضهم خسارتهم ، أليس هو من تسبب بها و هم قد اتبعوه لظنهم انه رسول الله ؟
7- بما أنك تدعوني لأتكرم بدخول منتدى الملحدين، فأنا أدعوك لدخول منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb
لتضع فكرتك هناك ونتناقش ،أما أنا فاعذرني عن عدم تلبية دعوتك لمنتدى الملحدين أو نادي الفكر العربي لأسباب خاصة.
الجواب : عزيزي ، على الأقل لو دخلت إلى منتدى الملحدين فإننا نستطيع ان نناقشك هناك باحترام متبادل ، اما منتدى التوحيد ، فهو منتدى لا يقبل إلا اتجاها واحدا فقط ، و قد دخلت هناك و اطلعت على الشتائم و السباب الإسلامي من قبل أبي مريم و امثاله ، لكل من لا يوافقهم في قصور عقلهم ،و لي هناك معرف ، ولكنني لم أستخدمه لهول ما شاهدته من قلة الأدب و عدم الاحترام من قبل زعماء المنتدى ، و قد تم فصل اشتراك بعض زملائنا بسبب قوة حجتهم و إحراجهم للمنتدى ، و من جهة اخرى فمنتدانا يخلو من المواعظ المملة ، و الخطب الرنانة ، و الدروشة الدينية ، فهو منتدى علم فقط تجد فيه الأفكار مختصرة و مفيدة ، و فيه من المواضيع الهامة جدا لك ما لن تجده في أي مكان آخر .
8_سألتني : ما هي الأدلة على ثروته ؟
وهل كان سيضمن حياته أن يخرج من مكة مهاجراً ؟
لماذا لم يستجب لإغراءات قريش في مكة بأن يكون الأكثر ملكاً مقابل ترك الدعوة
ومن ثم حين يصبح الملك الأوحد يأمر فيطاع، وأنت إن اطلعت على نظرة العربي لشيخ قبيلته وطاعته العمياء له، سيتبين لك ما معنى المُلك عندهم.
بل وليس أي مُلك .. إنه مُلك قبيلة قريش أقوى القبائل العربية.
الجواب : ثروة النبي في حديث البخاري برقم 3998 عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة . و قد هجرت فاطمة أبا بكر بسبب هذه التركة ولو لم تكن ثروة لما فعلت ذلك .
وقد ذكرت لك أن الثروة و المال لم يكونا هدفا له بالدرجة الأولى ، بل كانت الأفكار التي يدعو إليها ، كغيره من المصلحين امثال بوذا و زرادشت و ماني و المسيح و كارل ماركس و مارتن لوثر و غيرهم .
و سؤالك هل كان يضمن حياته مهاجرا من مكة لا معنى له ، إذ قد أخذ كل احتياطاته للنجاة ، فهاجر سرا ، ووضع عليا في فراشه ليخدع قريش، و اتخذ دليلا كي لا يضيع ،و اتفق مع اسماء بنت ابي بكر لتنقل له الأخبار و تاتي له بالزاد ،و اختبأ في غار ثور ، و لم يوفر طريقة لينجو بها ، ثم زعم ان الله حماه كما يزعم المؤمنون كلما نجو من حادثة.
وهل صدقت أن قريشا كانت ستملكه عليه بسبب دعوته ؟ هل هم بهذا الغباء كي يسلموا رقابهم و أموالهم وشؤونهم لكل شخص يقوم فيدعو بدعوة لا تعجبهم ؟ منطق ألف ليلة وليلة .
9- قلت : أرجوك أخي المكرم أن تطلع على موقع موسوعة الإعجاز العلمي www.55a.net
وفيه الرد على شبهاتك كلها بالأدلة العلمية.
وأنت يا أخي الحبيب تبدو مثقفاً،، لكنك تحمل القرآن ما لم يحتمل.
تقول إن القرآن يقر بأن الشمس تغرب في عين حمئة!!!!!!!!!!
ثم قلت : أما قولك مطلع الشمس ومغرب الشمس فهذا تعبير نستخدمه نحن يوميا ولا يقصد به أن هنالك أشخاص بشر يسكنون مكانا اسمه مطلع الشمس.
الجواب : لست أنا الذي قلت أن الشمس تغرب في عين حمئة بل القرآن ، و الأحاديث الصحيحة : في تفسير الطبري بسند صحيح يمكنك ان تتاكد من رجاله : حدثني المثنى قال ثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كنت ردف النبي ذات يوم على حمار فنظر إلى الشمس حين غربت فقال إنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش حتى يأذن لها فإذا أراد أن يطلعها من مغربها حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل .
هذا الحديث و كثير غيره تؤكد ان الشمس هي التي تصعد و تنزل وليس الأرض هي التي تدور ، و لقد مللنا جدا من تأويلاتكم لتجعلوها متوافقة مع العلم و حقائقه المناقضة لكل النصوص الدينية ، و الموسوعة التي تدلني عليها هي التي أكدت لي زيف الإعجاز العلمي في القرآن ، بل أكدت لي ان القرآن من كلام بشر .
أما قولك بأنني مثقف ، فربما أنني فوق ما تتصوره من ثقافة ، لأنكم ترون الناس عادة دونكم في الفهم و العلم .
10- أجبتني : أما قولك: لا يوجد سبع سماوات، فهذا من الغيب.
فأنت من الممكن أيضاً أن تقول: نحن نعلم يقينا أنه لا يوجد جنة ونار
ولا يوجد عذاب قبر ... الخ.
لا يجوز أخي الحبيب أن تقيس الأمور الغيبية بأدوات القياس التي تقيس بها الأمور المشاهدة بعيوننا.
الجواب : نعم كانت السموات السبع غيبية في عهد محمد ، اما الآن فقد زالت الغيبية عنها ، تماما كما زعم القرآن أن الله فقط يعلم ما في الأرحام و أثبت الحديث الصحيح في البخاري و مسلم ان هذا من مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، حديث البخاري عن ابن عمر ج4 ص 1693 دار ابن كثير الطبعة الثالثة ، و الان صرنا نحن نعلم ما في الأرحام و لم تعد من الغيب ، و لم يكن يخطر ببال محمد أن الإنسان سيصعد إلى القمر و يرى المجرات ، و ظن كغيره ان النجوم زينة و رجوما للشياطين فقط ، فالنجوم الضخمة الهائلة عنده للزينة او رجوم للشياطين ....إلخ ...اما الجنة و النار و عذاب القبر فخرافة لا يمكن الإيمان بها إلا من طريق الغيبية الدينية التي تضحك على عقول البشر منذ وجد الإنسان ، و هي نفس أسلوب الإنسان القديم عندما اعتقد ان الكواكب و الأحجار تضر و تنفع و رأى ذلك من الغيب الذي لا يمكن اثباته إلا باللف و الدوران تماما مثل عمل الأديان ، و الغيبية بالتالي ليست محل مناقشة هنا ، دعنا نثبت نظرة الإسلام البدائية للكون و أخطائه العلمية الواضحة فيه ، فننفي بالتالي كل الغيبيات تلقائيا.
11_ قلت لي : في البداية تؤمن أن القرآن حق.. ثم تؤمن بما فيه من أخبار غيبية.
أما البداية من المقلوب فهذا أمر لو فعله موريس بوكاي لما أسلم
ولو فعله جارودي لبقي على كفره
الجواب : نعم عملت هذا في البداية ، و ضحك القرآن علي لمدة تزيد على العشرين عاما ، و اتبعت منهجك في الإيمان ، ثم اكتشفت مع الآيام أن القرآن لا يصلح أن يكون من كلام الله كما يقول ، لكثرة الأخطاء العلمية فيه ، و قد اكتشفتها بشكل تلقائي ، و لم يدلني أحد عليها ، بل كنت داعية إسلامي و لي العديد من المريدين زرعت فيهم بذور الإيمان الغيبي الذي تؤمن به ، و كنت أكثر منك حماسا لهذا الدين لأني نظرت له كرسالة إلهية يجب أن تصل لكافة البشر ، و لكنني استيقظت من احلامي ، و ندمت على كل يوم قضيته فيها ، أشعر الان بحريتي من الجهل و التخلف ، و الإيمان الغيبي الخرافي الذي لم يجر علينا إلا الويلات و الخراب و التراجع حتى صرنا في أسفل السلم الحضاري ، و نحن لا زلنا ننتظر المهدي و المسيح و علامات الساعة الكبرى، و ان تاتي صاعقة من السماء على إسرائيل او ان يخسف الله بهم الأرض ، أو أن الدنيا لهم و الآخرة و الأحلام لنا ، و علينا بالدعاء ،و دعونا لعشرات السنين ، وما كانت دعوانا إلا كصدى في واد ، لا سميع لها ولا مجيب إلا اوهامنا و خيالنا .
12_قلت : أما طبقات الأرض فانظر مقال:
طبقات الأرض السبعة (معجزة قرآنية ونبوية)، بقلم: المهندس عبد الدائم الكحيل، في موقع موسوعة الإعجاز العلمي ورابطه:
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=603
الجواب: هذه المقالة من أسوأ المقالات التي قرأتها من اول ما نشرت في الموقع ووصلتني في بريدي ، و هي من الدلائل الواضحة على بطلان المنطق الإعجازي المزعوم ، وقد رددت على تلك المقالة برسالة أرسلتها لصاحبها ولم يتجرأ على الرد ، ولي مع عبد الدائم و فراس نور الحق و محمد عبد الخالق و غيرهم من دعاة الإعجاز مراسلات تملصوا منها لغياب حججهم ، وإليك من سنن الترمذي حديثا مع بيان طريقه يوضح تفاصيل الأرضين السبع في الفكر الإسلامي من سنن الترمذي طبعة دار إحياء التراث العربي –بيروت ج5 ص403 :
حدثناعبد بن حميد[و هو ثقة صاحب مسند] وغير واحد قالوا حدثنا يونس بن محمد[ثقة ثقة تهذيب التهذيب ج11ص393] حدثنا شيبان بن عبد الرحمن[ ثقة أفضل من معمر في قتادة تهذيب التهذيب ج4ص327 ] عن قتادة [ثقة إمام يدلس ولكنه قال هنا حدثنا] حدثنا الحسن [ البصري الإمام الثقة و كان يدلس على عادة أئمة الإسلام و اختلفوا في سماعه من أبي هريرة] عن أبي هريرة قال : ثم بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم قال هذا العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بينكما خمسمائة سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الأرض ثم قال هل تدرون ما الذي تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء
.
قال الترمذي حديث غريب أي لم يأت بغير هذا السند ، وعلته أن الحسن ربما لم يسمع من أبي هريرة ، وهذا يعني أن الحسن البصري الإمام كان مدلسا كذابا ، يروي عن ابي هريرة و لم يسمع منه ، وهو مثله مثل قتادة و مجاهد و السفيانين و معظم علماء السلف الصالح كانوا يدلسون ، وقد اقتدى بهم علماء الإسلام في هذا العصر كزغلول و عمرو خالد و نعم الاقتداء .
وقد روى الحديث أيضا احمد في مسنده ج2ص370 طبعة مؤسسة قرطبة – مصر ، و الطبراني في معجمه الأوسط ، و أبو محمد الأصبهاني في العظمة، و استدل به ابن القيم في حاشيته ووافق على فكرة المسافات في الحديث، و قد انكره ابن الجوزي في العلل المتناهية ج1 ص27وكان ابن الجوزي متشددا ، وسبب الإنكار أنه حدد جهة الله تحت الأرض السفلى ، و لولا ذلك لما أنكره ، و قال ابن الجوزي إن الحسن البصري كان يحدث عن الضعفاء و حدث بكتاب عن رجل لا يدري ما هو ، أي نسبه كذبا لأبي هريرة ، و عليه فهو كذاب و إمام عظيم من ائمة المسلمين ، كما نقض طرق أخرى للحديث بالطريقة نفسها.
13- قلت لي: أما زعمك أن السنة أخطأت في بيان أن القيامة ستقوم على الصحابة فهذا يناقض لإجماع المسلمين على تفسير الصحابة والتابعين الذين خوطبوا بهذا الكلام بأن المقصود وفاة آخر صحابي شاهد النبي.
الحديث الذي رواه مسلم: عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَبْلُغُ مِائَةَ سَنَةٍ ». فَقَالَ سَالِمٌ تَذَاكَرْنَا ذَلِكَ عِنْدَهُ إِنَّمَا هِىَ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ يَوْمَئِذٍ.
الجواب : من الطبيعي أن يقوم سالم و أمثاله من المؤمنين بتأويل الحديث لأنه لا يتجرأ على تكذيب النبي ، فسالم هذا عاش حتى سنة ست ومائة 106 للهجرة كما في طبقات الحفاظ ج 1ص41 ، فكيف تريده ان يقبل الحديث بدون تأويل ؟ وكذلك فعل هشام بن عروة و كل من روى الحديث من الذين عاشوا لما بعد المائة و هو رد فعل طبيعي ، ولو كفروا بسبب اكتشافهم كذب النبوءة و أعلنوا لقطعت رؤوسهم ولما سمعنا بهم .
14_ قلت لي: ومن عجائب الملحدين ـ ومن قبلهم المنصرين ـ أنهم يقلـبون الإعجاز العلمي فيجعلونه خطأ ؟!!!!
يا أخي كيف تفسر إذن الأحاديث الكثيرة جدا في علامات يوم القيامة ؟ كلها حق قطعاً.. وهل كلها صدفة ؟!
آمنت بنبوة بنبي كل كلامه حق
ألا تناقض هذا الفهم العجيب.
كما أنصحك بأن لا تقدس كل ما يقول به الأخ سواح وغيره، فهم بشر مثل غيرهم يخطئون ولهم أهواؤهم وشهواتهم.
الجواب : من هو سواح الذي تتكلم عنه ؟ هل تقصد احد الكتاب في منتدى اللادينيين العرب ؟ أنا يا عزيزي أستفيد من سواح وغيره ولا أقدس أحدا بعد أن جربت تقديس القرآن لعشرات السنين ، و إلحادي استغرق مني بضع سنوات من الدراسة و التفكير و لم يأت وليد لحظة ، و لم أتعرف على المواقع الإلحادية إلا بعد أن صرت ملحدا عتيدا ، و الملحدون الآن يستزيدون من خبرتي كما أستزيد منهم ، لقد انتهى زمن القطيع و الراعي بالنسبة لي يا عزيزي .
هل كل من يخالفكم يصبح صاحب شهوة و أهواء و انتم فقط تملكون زمام الحق ؟ ما هذه العجرفة ؟ أين الإعجاز المزعوم الذي جعل من الإسلام مهزلة ؟ .
15-قلت لي : فلا تؤجر عقلك لهم، ولا تستسهل الأخذ منهم في زمن القص واللصق.
لاحظ يا أخي أن الحديث ورد بنص: " ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة ".
أتحداك أن تأتي بأي حديث نصه هكذا: " و قال لن يبلغ هذا الغلام المائة و يكون على الأرض نفس منفوسة ".
يا أخي إني أتحداك أن تأتي بحديث ولو ضعيف نصه كما أخبرك من ضحك عليك.
سبحان الله.. حتى الحديث لم تتبين صدق نقله؟
لا تؤجر عقلك للكذبة يا اخي فأنا أحاورهم من 8 سنين وأعرف تدليسهم وكذبهم، وعندي ملف كامل عن تدليسات وأكذوبات كبار الملحدين في المنتديات. سأنشره في كتاب ليقرأه العامة والخاصة في وقت مناسب.
الجواب : ألا تستحي من قولك فلا تؤجر عقلك ؟ من الذي يؤجر عقله بيننا ؟ لقد أجرته لزمن طويل فيما مضى لصالح الدين ، والآن حررته من كل شيء ..
و قد كنت مضحوكا علي عندما كنت مؤمنا بكتاب أكل الدهر عليه وشرب ، و أنا الآن أضحك على الآخرين المعاندين و أشفق عليهم .
الحديث الذي تتحداني به هذه بعض رواياته في صحيح مسلم دار إحياء التراث العربي – بيروت ج4ص2270:
2953 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة .
2953 وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد يعنى بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي عن أنس بن مالك ثم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال متى تقوم الساعة قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة فقال ان عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة قال قال أنس ذاك الغلام من أترابي يومئذ
2953 حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس قال مر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة
و اما تحديك السابق و طلبك حديث بلفظ : و قال لن يبلغ هذا الغلام المائة و يكون على الأرض نفس منفوسة ".
فهذا حديث مثله تماما كما طلبت ، و أرجو ان تعترف بهزيمتك الآن :
في مجمع الزوائد ج1ص198عن سفيان بن وهب الخولاني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأتي المائة وعلى ظهرها أحد باق رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون[الكلام للهيثمي مؤلف الكتاب] و ذكر في الصفحة نفسها ان الناس في عهد الصحابة كانوا يعتقدون ان القيامة ستقوم بعد النبي بمائة سنة وفقا لهذه الحديث فقال المقدام بن معدي كرب : قد أكثرتم لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصف يوم يعني خمسمائة سنة .
حتى الصحابة لم يجدوا إلا اللف و الدوران لإنقاذ النبوة ، و الحديث الذي ذكرته أنت :[ عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر تسألوني عن الساعة وإنما علمها ثم الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة ] ، نلاحظ ان الحديث جاء في سياق سؤاله عن الساعة ، فهل يجيبهم بجواب لسؤال آخر ، إن نفع هنا التأويل ، فلن ينفع هناك في قصة الغلام ، و قوله لا تاتي المائة ويكون على ظهرها احد باق ، و إذا أردت التاويل و اللف و الدوران فانت لا تضحك إلا على نفسك ، فالأحاديث واضحة لا تحتمل التأويل ..
16- قلت لي متهربا : أما حديث الاثني عشر خليفة فالمقصود بالهرج: القتل. وهذا وقع فعلاً إن كنت تحسن قراءة التاريخ والعد والحساب !!
وهو من الإعجاز الغيبي أيضاً.
الجواب : عجبا لك ؟ هل عجزت عن قول اكثر من هذا ؟ القتل وقع فعلا إن كنت أحسن التاريخ و العد و الحساب؟ نعلم أن القتل وقع منذ عهد النبوة ، فمجزرة بني قريظة ثابته ، ففي الطبري ج 21ص153 : قال رسول الله لسعد بن معاذ لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله في دار ابنة الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم إليه أرسالا وفيهم عدو الله حيي بن أخطب وكعب بن أسد رأس القوم وهم ست مئة أو سبع مئة والمكثر منهم يقول كانوا من الثمان مئة إلى التسع مئة . نبي الرحمة يقتل مئات الرجال دفعة واحدة بمجزرة نادرة الحدوث .
و القتل الذي حدث في حروب الردة و الفتوح و الجمل و صفين و حروب الحجاج و غيره من أزلام الأمويين و الصراع الأموي العباسي و إلى نهاية عهد الدولة الإسلامية ، فما علاقة ذلك باثني عشر خليفة ؟ لماذا تجاهلت الفكرة تماما ؟ ألا ترى انها نبوءة كاذبة بشكل واضح جلي لا يقبل الشك ؟
17-في قولي : و هل من الضروري ان يذكر محمد تاريخ عائلته في القرآن و أسمائهم و هو يقول بأن القرآن كلام الله ؟ ألا ترى ان هذا المطلب سطحيا لا يرقى لمجال الرد و المناقشة ، و قد ذكر القرآن مع هذا تاريخا لبدر و أحد و الأحزاب و حنين و فتح مكة و تبوك من الحوادث العامة و زواجه من زينب و حادثة الإفك و استغفاره لأبيه و غير ذلك من الحوادث الخاصة ، و هل تريده ان يقصر القرآن الذي يقول بأنه كلام الله على تاريخه العائلي الشخصي ؟ أجبت: شكرا لك فقد وافقتني على كلامي، بارك الله لك في عمرك وعقلك ومالك وصحتك.
لكن لم أفهم هذه: استغفاره لأبيه
الجواب: بماذا وافقتك ؟ بل على العكس قلت لك أنه ليس من الضروري أن يذكر تاريخ عائلته في القرآن ، بينما كان اعتراضك في النص الأول أنه لم يفعل ذلك لأنه وحي من الله ، فأين التوافق بيننا ؟
لم تفهم استغفاره لأبيه ؟ قصدت يا عزيزي أن محمدا تكلم عن ابيه في الوحي بحجة انه استغفر له إلا أن وحيه قال له لا يجوز ان تستغفر له ، لأن إبراهيم لما طلب المغفرة لأبيه لم يطلبها إلا لأن اباه وعده بالإيمان ، و هذه التمثيلية طبعا كان لها اصل بلا شك لا يتعلق بالنبي نفسه ، بل بآباء بعض الصحابة ، حيث وجد بها طريقة لينهاهم عن الإستغفار لآبائهم لأنهم كانوا اعداءه ، ويؤذيه ذلك .
18 _ في قولي : و جود آيات العتاب تمثيلية أراد منها النبي التراجع عن بعض قراراته او تصرفاته فجعلها على هيئة عتاب رباني ، و الذي يأتي بقرآن كامل لا يصعب عليه مثل ذلك .قال:
هذا رأيك، من باب: عنزة ولو طارت.
والذي يأتي بقرآن كامل فيه كل هذه الوجوه من الإعجاز
يستحق أن يكون نبياً
الجواب : تعيد عبارتي بسطحية ؟ قرآن كامل؟ أقصد يا عزيزي قرآنا بهذا الحجم ، و الحشو الكثير الذي فيه ، بلا ادنى فائدة ، و وجود الكثير من الآيات التي تدل على عجزه عن تفسير الكون لجهله به ، وليس إعجازا كما تقول ، ربما تكون إعجازا لك فقط .
19 _ على حادثة تأبير النخل لم تعلق إلا بقولك : قد سبق وبينا ان النبي بشر و يخطئ و اعتبرت أن خطأه إنجاز عظيم ميز المسلمين الذين عرفوا أنه يخطئ فلم يعبدوه مثل ما فعل النصارى .
الجواب : تفاخر بخطأ النبي ، و هو المعصوم في عقيدة المسلمين عن الخطأ ؟ طالما انه يخطئ فلماذا يتدخل فيما لا علم له به ولا يعنيه ، ويمنع أهل الدراية بالزراعة لإتمام عملهم ؟ ألم يقل من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ؟ لماذا لم يعترف بخطئه و يعوضهم موسمهم الذي ضاع بسبب إيمانهم ؟
20 – ذكرت المعجزات الرسول الحسية التي رواها البخاري و غيره :
الجواب : لماذا لم تظهر هذه المعجزات أمام المشركين ؟ هل مطلوب منك أن تؤمن اولا ثم ترى المعجزات ؟ هذه القصص أسانيدها معلولة كلها و لو كانت في البخاري و مسلم ، فالبخاري روى رواية الجذع و حنينه عن حفص بن عبيد الله بن انس عن جابر و لم يسمع منه كما نص عليه المزي في تهذيب الكمال عند ترجمته فقال : لم يسمع من احد إلا من جده ، و مرة ثانية رواهاالبخاري عن عمر بن العلاء و هو مجهول لم يرو عنه سوى البخاري كما في تهذيب التهذيب ج7ص428 ، و كذلك كل المعجزات النبوية منقولة عن خيالات المؤمنين في ذلك العصر ، و لو صح منها شيء لأظهرها في مكة أمام المشركين وقت حاجتها، و ليس في المدينة بين المؤمنين .
21 – أجبتني : هروب محمد من التحدي لم يكن صحيحا بل إنما لم يأتي بالمعجزات رأفة بقريش التي يمكن أن تكفر بها فيعجل لها العذاب و استشهدت بقصة الناقة ، و قصة انشقاق القمر الذي وقع وقالوا فيه سحر مستمر ، ولو فعل لهم أي شيء لقالوا سحر مستمر ثم قلت :
واعترف به زعماء قريش حين طالبوا محمداً  بمعجزات حسية على هواهم، مراءً وجدلاً، فلمَّا " قالوا ذلك لرسول الله  قام عنهم، وقام معه عبد الله بن أبي أمية.. فقال له: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أموراً ليعرفوا بها منزلتك من الله ـ كما تقول ـ ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل ـ أو كما قال له ـ فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً، ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلتَ ذلك ما ظننت أني أصدقك، ثم انصرف
الجواب : كيف لم يكن هروب محمد من التحدي صحيحا ثم تزعم انه لم يفعل رحمة بهم ؟ ألا ترى مقدار اللف و الدوران هنا ؟ هل تصدق نفسك فعلا ؟
و تستشهد بقصة الناقة التي لم يرها احد يثبت لنا صحتها ؟ و تقول انه لو جاءهم بالمعجزات لقالوا سحر مستمر و لذلك لم يأتهم بها ؟ لماذا اتى الأنبياء من قبله بالمعجزات إذا كما زعم القرآن ؟
و هذا الخبر الذي تنقله من السيرة النبوية لابن هشام من وضع ابن إسحق الذي افترى على الأمة بمعظم أحداث السيرة النبوية واعتمد على رواياته كل كتاب السيرة ، ولم يرو القصة غيره ، و ذكرها هكذا بلا سند ، و محمد بن إسحق مشهور بالتأليف و نسبة ذلك للنبي ، و هو كذاب شهد بذلك سليمان التيمي و يحيى بن سعيد القطان ووهيب بن خالد و مالك بن انس و هشام بن عروة انظر الضعفاء و المتروكين لابن الجوزي ج 3ص41.
22- قلت لي: المعجزة الكبرى و التحدي الأعظم لمحمد كان في القرآن الذي عجزوا أن يأتوا بمثله على مدى خمسة عشر قرنا ، وهذا دليل أنه إلهي ..و لو اقتصرت المعجزات على الأمور الحسية لقال الناس أنه ساحر ...
الجواب : هذا التحدي بالقرآن فشل فشلا ذريعا في عصرنا عصر العلم ،و لولا القرآن لربما صدقنا انه نبي فعلا .
23 _ قلت لي متوددا : يا أخي الحبيب:
ألم يكن من السهل على أفصح العرب ترتيب كلام مسجوع، تعود به هيبتهم التي فقدت ؟
كلا، إنهم عرفوا أن هذا ليس كلام بشر يسهل تقليده ومتيسرة معارضته، فآثروا المحافظة على ماء وجههم ورضوا من الهزيمة بالإياب.. لأنهم أدركوا ـ قبل أولئك الأعاجم ـ الإعجازَ البياني للقرآن الكريم
الجواب : قريش لم تكن ترى كلام محمد شيئا معجزا كما تعتقد ، و كما تنقله بعض الأخبار الكاذبة الدعائية التي وصلت إلينا، بل رأته ضربا من الشعر غير الموزون ، و مسيلمة سخر منه و قلده بطريقته لأنه اراد الزعامة بنفس الحجة ، فخرج بتقليده سخيفا ، لأنه لم يعدو عن كونه مقلدا لإبداع شخص آخر ، و التقليد الفني دائما مصيره الفشل كما هو معلوم ، و ليس هذا خاص بالقرآن ، و لو أعلن احد في الإسلام تحديا للقرآن فهل تنجو رقبته من القطع ؟.
24 _ قلت لي : ومع كثرة معجزات النبي  الحسية ـ والثابت منها في الكتاب والسنة أكثر من الثابت من معجزات الأنبياء السابقين مجتمعين( ) ـ إلا أن غير المسلمين يشككون بصدق وقوعها، وهذا دليل دامغ على صواب الحكمة من وجوب وجود معجزة مرافقة لكتاب الهداية الوحيد الباقي، تسير معه حيث سار، مدافعة عنه، مؤكدةً ربانية مصدره.
الجواب: ما هذا الهراء الذي تدعيه يا أخي الحبيب ؟ معجزات النبي الحسية أكثر من معجزات الأنبياء السابقين ؟ هل تحولت عصاه لأفعى و شق بها البحر و اخرج يده بيضاء للناظرين ، و خرجت له ناقة من صخرة او احيا الموتى ، و انزل مائدة من السماء او عافى الأعمى و الأبرص ، أو خسف بقومه الأرض ، أو ارسل الطوفان على البشرية ؟ هل حقق واحدة فقط من هذه الخرافات ؟ أي معجزات حسية تتكلم عنها ؟ سبق و أشرت لك إلى حقيقتها و أنها من خيال المعجبين فقط .
25 –ذكرت كلاما مكررا بشكل ممل حول أن القرآن معجزة دائمة ثم استشهدت بحديث : فعن أبي هريرة  قَالَ: " قَالَ النَّبِيُّ : مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحياً، أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
الجواب : كما أشرت لك قبل قليل ، فبفضل هذا الوحي فقط علمنا أنه ليس رسولا لله .
26 _ قلت : وفي العصر الحالي أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في أوساط العلماء والمثقفين الغربيين، بفضل جهود علماء الإعجاز العلمي.
الجواب: هذا كلام للدعاية فقط و انا اكبر دليل ، و الخارجين من الإسلام اكثر من الداخلين فيه ، ما الفائدة من إسلام لا يعمل به أهله ، الكذب و الاختلاس و الخداع و الإهمال و عدم المسؤولية و التخلف في كل نواحي الفكر و الحياة بسبب المنهج الفكري الديني هي السمات الطابعة للمسلمين ، فهل تسمي هذا إسلاما و تغتر بالعدد ؟ ثم إن كنتم تظنون انكم تخدمون الإسلام بفكرة الترويج للإعجاز العلمي فانتم مخطئون جدا ، لأنكم من هنا كشفتم زيف الإسلام ، و الأفضل أن تستتروا وتستروا عقولكم لتحافظوا على إيمانكم.
27 _قلت لي : في تعليقك على فكرة التكرار و النسخ و التناقض في القرآن طلبت فتح حوار على كل واحد منها و لم تجب.
الجواب : ابحث في النت عن مدونة وليد خواطر قرآنية لترى أمثلة على التناقض، و اما فكرة التكرار الممل فهي واضحة لا تحتاج لمناقشة ، و اما النسخ فهو أيضا واقع في القرآن و السنة و هو دليل واضح على التلون في الاحكام بحسب الحاجة .
28 – قلت من السهل على الياباني أن يحفظ سورة الفاتحة على ان يحفظ أغنية عربية وتريدنا ان نقارن بين عدد حفظة القرآن في باكستان و حفظة الكتاب المقدس من اليهود و النصارى .
الجواب : من أين أتيت بهذه الأغلوطة يا عزيزي ؟ من قال لك ان الياباني يسهل عليه الفاتحة على أغنية عربية ؟ ألا نتوقف قليلا عن المغالطات ؟ .
القرآن من أصعب ما يمكن حفظه ،و الأغاني من أسهلها ، و الدعايات بأنه سهل الحفظ دعايات كاذبة يكذبها الواقع ، فالنبي نفسه يطلب من أصحابه ان يتعاهدوه لأنه اشد تفلتا من الإبل في عقالها ، و انا طلعت روحي حتى حفظت القرآن ، و كررته آلاف المرات كي أميز بين متشابهاته ، و لما جلست لتحفيظه للطلبة كنت أجد مدى صعوبة قراءته فضلا عن حفظه من قبل معظم الناس ، وجاءني احد الطلاب وهو يدرس في كلية الحقوق ، و عانيت معه شهرا كي يستطيع ان يلفظ قل هو الله احد بشكل صحيح ، فأنت كما تعلم لغة القرآن بائدة ، و كثير من مفرداته تحتاج لمعاجم خاصة ،و أولئك الباكستانيون ليسوا بشيء عجيب ، فهم يقدسون هذا النص ، و لذلك يجتهدون في حفظه دون أن يفهموه ، و قد شاهدت مجموعة من الأطفال حافظين للقرآن ولا يفهمون منه شيئا لأن أهاليهم يتعاهدونهم لذلك بشكل كبير، يمنعون عنهم سماع أي شيء سوى القرآن حتى وهم نائمون كما اخبرونا ، فهل في هذا إعجاز ؟ الإعجاز الوحيد فيه أنه بعد أن تعاهدته لمدة عشرين عاما تبين لي أنه من كلام رجل عاش في قرون سالفة لا يدري بشيء مما نحن عليه اليوم ، فظهرت تصوراته للكون مخالفة للحقيقة الملموسة تماما ، و أن المؤمنين به تناولوه بقدسية بالغة فلم ينتبهوا لأي شيء من هذا لقرون عديدة ،كما يفعل اليهود و المسيحيون مع كتبهم ، إلا انهم لا يمنحون أجر عشر حسنات عن كل حرف يقرؤونه ، ولذلك لم يجتهدوا في حفظه كما فعلنا فأضعنا الكثير من الوقت و الجهد وطاقات الأمة ،بدل ان نشغلها بشيء نافع .
29 – تتحداني بأن أحضر لك نصا اقتبسه محمد من إنجيل الطفولة ؟ وتقول : والذي نفسي بيده سأشهد لك أمام كل الناس بأنك انتصرت عليّ إن جئت بالنص الذي اقتبسه سيدنا محمد عن إنجيل الطفولية.
الجواب : محمد يا عزيزي اقتبس أفكارا و ليس نصوصا ، و ليس هو بهذه الحماقة حتى يقص و يلزق بحسب تعبيرك ، و هاك من إنجيل الطفولة ما يلزمك أن تبر بقسمك وتعترف بهزيمتك أمام العلم .
يقول انجيل الطفولة في الفصل الأول 1-3 :
ان يسوع قد تكلم حتى وهو فى المهد وقال لامه :
يا مريم انى انا يسوع ابن الله
الكلمة الذى جاء عن طريقك بحسب اعلان الملاك جبريل لك
ولقد ارسلنى ابى للخلاص العالم "
و في الإصحاح 15من 1 -7
وايضا عمل أشكال على هيئة الطير والعصافير , وعندما أمرها ان تطير طارت
وعندما امرها ان تثبت ولا تتحرك ثبتت ولم تتحرك
و هذا هو المصدر الأصلي ، و قد نقلت عن مقالة الباحث سواح في منتدى اللادينيين العرب .
http://www.proxypac.com/index.php?q=aHR0cDovL3d3dy5lYXJseWNocmlzdGlhbndyaXRpbmdzLmNvbS9pbmZhbmN5dGhvbWFzLmh0bWw%3D
طبعا محمد اقتبس أفكارا و لم ينقل النص كما هو لأنه لا يناسب أفكاره بدقة بل ربما سمع بالنص شفاها لأنه لم يكن يقرأ، فالمسيح عبد الله و رسوله ، و لو قبل أن المسيح ابن الله لما بقي له شيء من المكانة التي يرجوها.
30 _ تقول : والسؤال الأهم...
هل قرأ قصص التوراة والتلمود والأناجيل الأصلية والمنحولة (عددها حوالي 70) بلغتها الأصلية؟
أين التقى بكل هذا الجيش من المعلمين ؟
فوالله لو آمنت أن محمداً التقى بكل هؤلاء المعلمين لآمنت به إلهاً لا رسولاً.
أنت تكرر القول بأن محمدا تعلم عند اليهود
طيب لماذا ذهب عند نصراني ؟؟؟؟
الجواب : ذكرت لك ان محمدا لم يكن قارئا و تلميذا رسميا لأحد من أهل الكتاب ، بل كان يسمعهم بعمق و يحفظ عنهم و يعجب بهم ، و قد مر عليه اربعون عاما قبل أن يوحي لنفسه بالقرآن ، فهل هذه المدة قصيرة على عبقري مثله ؟ بل أراها طويلة جدا ، إلا انها كانت نتيجة لما شاهده و سمعه في رحلاته التجارية التي كانت كل حياته ، و الظاهر لنا أن قصة ذهابه لنصراني غير صحيحة ، او وقعت ليدعم بها دعوته ، و أرجح أنها غير صحيحة فالذي رواها عائشة ولم تكن آنذاك على قيد الحياة بعد ، و قد دعم محمد القصة بالقرآن عندما قال : [ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ] ، و التناقض في الآية أن الله يطلب من رسوله الاستعانة بأهل الكتاب ليصدق الله ، فأهل الكتاب هم القضاة لتصديق الله أو تكذيبه ؟؟؟ أليست رؤية جبريل و حدها و الإسراء و المعراج كافية ليصدق الله و ما أنزل عليه ؟ وهذا التخبط يدل على أن جبريل و الإسراء و المعراج و كل الوحي ما هو إلا ضرب من الخيال يقوم بدعمه بمثل هذه الأفكار من الاستعانة بأهل الكتاب فيفتضح أمره .
31_قلت لي: قضية الرق تحتاج حوارا مستقلا أخي الفاضل.
أما الإله الكرتوني فهو ما خيَّله لك عقلك، فكل عقل يرى الأمور كما يشتهيها. وهذا أمر لا يستغرب ممن يرى الإباحية فضيلة والزنا حرية.. وزنا المحارم أمراً طبيعيا كما اعترف به عدد من كبار ملحديكم.
أنت لا تريد الجنة، فأنت حر.
" لكم دينكم ولي دين "
" لا إكراه في الدين "
الجواب : نعم قضية الرق تحتاج للمزيد من اللف و الدوران و هي من اهم القضايا التي دعتني لإنكار هذا الدين الحنيف ، و اما الإله الكرتوني فقد جاء من نصوص الكتاب و السنة لا من مما خيله لي عقلي يا عزيزي فأقرأ الموضوع قبل أن تحكم عليه سلفا كعادتك في تناول الأشياء .
بالتأكيد لااريد جنتك الوهمية ، لأني لا أفضل أن أعيش في الوهم و الخيال ، و اما قولك لا إكراه في الدين فقول زائف باطل ، فحكم المرتد في الإسلام هو القتل ، و القرآن نفسه يناقض هذه الآية بقوله في سورة براءة : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر من الذين اوتوا الكتاب ، قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ...و كان هذا أساس حروب الردة و الفتوح الإسلامية كما يسمونها .
32_ تقول: والحمد لله موضوع ابن أبي السرح رضي الله عنه كان من المواضيع المميزة في تلك الفترة الذهبية من عمر ذاك النادي، وانتهى لصالح أخيك الصغير عبدالرحيم والحمد لله !
الجواب : لا ادري على ماذا تحمد الله ؟ على خيبتك ؟ موضوع ابن ابي السرح دلالة واضحة على الإرهاب المحمدي ، فعندما كشف ابن ابي السرح امر محمد للمشركين اهدر دمه ، و تمنى قتله غيلة من أصحابه بحضوره بعد ان لجأ إليه ، فهل يجرؤ بعدها هذا المسكين ان يجهر بقوله و حقيقة ما رآه ؟ لقد وجد ان المصلحة تقتضي أن يمشي مع القطيع كي لا تقطع رقبته ففعل و نال من الدنيا ما قدر عليه ، وولايته في مصر خير شاهد .
و لا شك انك ستقول بعد نهاية حوارنا أن الميزان كان في صالحك ، فهل أنت صادق في هذا ؟ ألا تعتقد أننا بحاجة إلى أشخاص على الحياد تماما ليحكموا من الأقوى حجة ؟ و هل الأمر بيننا مصارعة ؟
أستبعد أن تنتفع بشيء من حوارنا لأنك المسؤول عن رد الشبهات في موقع الإعجاز ، و هو حصن لك من تقبل أي فكرة مغايرة مهما كانت صحيحة .
33 _ تقول أخيرا : مرة أخرى أنصحك بقراءة قسم الردود على الشبهات في موقع موسوعة الإعجاز العلمي
الجواب : و أنا أنصحك ان تقرأ في موقعنا منتدى الملحدين مواضيع و ليد و ابن المقفع و فينيق و مواضيعي بالطبع فهي خير لك من موسوعة الوهم العلمي في القرآن
ولم اتلق ردا بعد ذلك من عبد الرحيم ...